قصيدة حمص
خاص ألف
2012-08-28
إنهم السوريون وهم يحصون مجازرهم
مدخل :
...
الريحُ تبحثُ عن نوافذنا
فيأخذُها الدُوَارْ
والضوءُ يرسمُ في المرايا ظلَّنا المهجورَ
يرسمُنا وجوهاً من غبارْ
هذا انكسارُ الأرضِ سنبلةً
يساورُها على القحطِ اخضرارْ
هذا انكسارُ الوقتِ ليلاً سرمدياً
لا يراودُهُ نهارْ
* * *
تأصيل :
...
هي جـنّـةٌ أخرى ونخسرُها
لنهبطَ في سراديبِ التعبْ
لا ربَّ يرجعُها ..
فـحِكْمـتُـهُ الجنونُ
و نورُ رحمتِهِ أعاصيرُ الغضبْ
هل يستعيدُ شبابَـهُ في قتلنا ؟؟
هل يبعثُ الطوفانَ من دمنا
ليحرقَ أقحوانَ الأرضِ بالملحِ العقيمِ
ويسحقَ الإنسانَ تحتَ رحى الحِقبْ
سادومُ .. سُـنّـتُهُ إذنْ
موتٌ جماعيٌّ يكرِّرُهُ
ويضحكُ فوقَ ألسنةِ اللهبْ
هي كربلاءٌ بين أولادِ العمومةِ
تستمرُّ بهدْيِـهِ
وبإسمهِ الأبديّ ، جلَّ جلالُهُ ،
جلّتْ حروفٌ من ذهبْ
لا فرقَ بين الله أو أبنائهِ
هذا انتصارٌ للذكورةِ في افتضاضِ مدائنٍ عذراءَ
هذي شهوةُ الدمِ صارخاً
وممزّقـاً شـفتيّ فتاةٍ من عنبْ
* * *
تجلّيات لحمص الواحدة :
حمصُ الجميلةُ .. من يقـبِّـلُها ؟؟
وفارسُها تبعثرَ في البحارِ
فهلْ غزلتِ الصوفَ للرجلِ الشهيدِ ؟
وهل سمعتِ القلبَ يصرخُ:
أنتِ عيدي
زمّليني بالندى ..
بالصبحِ .. بالأملِ الجديدِ
* * *
حمصُ الأمومةُ .. ثديُها انـتُـزِعـا
من ثغرنا ليلاً .. وما رجَعـا
إلا نجوماً في تلألُـئِـها
دربُ الحليبِ .. ينـزُّ ملتمِـعَـا
أحلامَ طفلٍ جفَّ في فمهِ
طعمُ الحياةِ .. وفُـلُّ ما رضِـعَـا
* * *
حمصُ الذبيحةُ .. هل سيفديها غزالٌ ؟
يا امتحانَ اللهَ للإنسانِ ..
هل تكفي يدانِ ؟
لنمسحَ الدمعَ المقطَّرَ من سحابِ عيونها
حمصُ الجريحةُ .. هل سيكفيها زماني ؟
كي أردَّ ديونها
يا حمصُ يا وجعَ الكمانِ
* * *
حمصُ الصلاةُ .. ركُوعُها أَنِـفُ
وجسمُها في أعاصيرِ الرّدى .. ألِـفُ
نسيمُها من نسيسِ الروحِ مبخرةٌ
وشمعُها من خُفوقِ القلبِ يرتجفُ
كأنها الشمسُ .. كلُّ الأرضِ تعبدُها
وعندها ترتقي الرؤيـا وتزدلِـفُ
هي الحبيبةُ .. آنِـسْـها على جبلٍ
واخلعْ قناعَكَ حين القلبُ يعترفُ
* * *
حمصُ انفصامُ الله والإنسانِ
كلٌ منهما يستجوبُ الآخرْ
يستنزفُ الآخرْ
- أنتَ الملامُ
- وأنتَ من خلقَ الملامهْ
- أنت المقامُ خليفةً في أرضنا ، أنتَ المقامُ
- وأنتَ عجّلتَ القيامةَ ، أنتَ عجّلتَ القيامهْ
* * *
مخرج :
...
الريحُ تبحثُ عن مدائننا
فيتعبُها السِـفارْ
والضوءُ يعبرُ ليلَ غربتنا
ويبحثُ عن نهارْ
هذا انكسارُ الأرضِ
أم هذا انكسارُ الوقتُ
أم هذي الولادةُ في أقاليمِ الدمارْ
* * *
عبد الكريم بدرخان
حمص 5/8/2012
08-أيار-2021
28-آب-2012 | |
27-آب-2011 | |
24-تشرين الأول-2010 | |
20-نيسان-2010 | |
08-آذار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |