عارٌ على العيش أن نحيا وفي دمنا طبعُ الجناة !
خاص ألف
2012-12-28
لكم
لحطام تاريخٍ على جزرِ الفلاة
لقمح شبّ في موت الفصولِ
وراح يبحث عن مواسمه فلم يعرف
خريفاً من ربيع من شتاءٍ
...من فناءٍ من حياة
لما تشتاقُ حتى الموتِ لكن لست تدركه
لتعلّقي بشعاع شمسٍ
يرسم في مكان ما طريقاً للصعود وللصلاة
لقبائل الأموات في شريان ذاكرتي
لقافلة تجوب جنوبنا
وتترك إبلها تقتات من كل الجهات
لكم وله ولي ولنا
لجمِيعكم فيّ
ولبعض ما استودعته فيكم
أكتب هذه الكلمات
...
أكتب ذكريات القلب
برمال غربتنا وأمحو شاطئ النسيان
تصل المراكب من شوقٍ إلى شوقي
وتُنزل في دمي المرساة
تَبلغُ قعريَ الأحزان
أغوصُ في نفسي، أراكْ
أذكر فيك ما أنساهُ عني
"أنا نصفك الممنوع حللني لكي تنجو من الحرمان
أنا نصفك المحروم من حق الكلامْ
قُلني كي نعود معاً
لا تنتظر طوق النجاةِ
من الكفّ التي تجهل
اعرفني كي تكون
واصعَد لكي تصعَد"
...
ما شكلُ ما يأتي من الآلامْ؟
كيف سيختم السّفّاحُ مسرحهُ
وعلامَ ينطبقُ الكتابْ؟
...
وطنٌ يلفّقه العساكرُ،
دستورٌ تقيّأهُ بلاغُ الانقلابْ
رتبٌ لأقزامِ الحروبِ ولوحةٌ لدخانها
جيشٌ من الحمقى
وجمعٌ من طيور الببغاء
مراكبُ أُحرقت بمكانها
قراصنةٌ وبحرٌ من دماء
في بعض أقبيةِ الجحيمِ
يراجع التحقيقَ لصٌّ
ويلمُّ محضره الكلابْ
ويعرضنا على القاضي محامٍ أعورٌ دجّالْ
يشغَلُ في ملاك السِرْك منصبَ بهلوانْ
يثبت بالبراعة والأدلةِ
أننا قتلى يدينا
فيصدر حكم قاضينا البدينِ
بسحق ما عافت يدُ الأقدارِ من أشلاءْ
منعاً لخدش حياء من ماتوا من الأحياءْ
شكراً سيادتكم!
حلّت عدالتكم
وضاع الحقُّ...ضاع!
بلاغة عشبة في شقِّ حائط صمتها
وبراعة الليمونِ في تعطير أثوابِ المساء
تكمل بعضَ ما رسمَ النهار على نوافذنا
نوافذُ شُرّعت للريحِ والغرباء
غسلت ستائرها بماء البحرِ
واحتضنت غيمَ السماء
...
يا موطناً يطفو على وجه الجريمة لا تخف من بطشها
أنت أقوى
يا كرمةَ الزّيتونِ في أرضِ الشآمِ تجذّري وتجددي
"ما عمرُ داليةٍ تعرّش دونما نسغٍ على قشر الحضارةِ؟"
ساءلتني بحرةُ الأمويّ في إِسبانيا
بعضٌ من السّنواتْ؟
أنتِ أبقى يا بلادي أنتِ أبقى
...
جرحٌ ضئيلٌ في جبين الفجرِ أجدرُ من دمي
بتذكر الشهداء
عزفٌ على وتر الرّجوعِ ونايهِ
سيكونُ أجدرَ من صراخي
باحتضان الرّاحلين
...
مسحتُ ذكرى دموعي من مخيلتي
ونسختُ وجهي في سجلّ الباسمين
أضعُ النقاطَ على حروف الحزن تبتسم القصيدةُ
أو يفوحُ الياسمين
ولدَ الجديدُ من القديمِ وصار كهلا
شفي المعلّمُ من معلّمهِ
شفي القصيدُ من الأنين
شفيَ الكلامُ من الدّعي وصار قولا
شفي التعلّمُ من تعاليم اليقين
قم رتّل القرآن يا ابن أبي
لكن بصوتكَ لا بصوت الآخَرين
قم واعترف بأخيك واسترجع كلامَك
من لسانِ الناحلين
همّ الهواءَ خلوّهُ من عطرنا
همَّ الجهاتِ سقوطنا عن شرقنا
....
أنعود للإشراق في شرقٍ
يغالب شمسَهُ خوفُ الطلوعِ
وكبرياء الساقطين؟
...
لزقزقة الوعود على مسامع خيبتي
وقعُ الكمنجةِ في شتاءِ الأغنيات:
"رَبَعَ الصبّاحُ بربعنا
رجعَ الرّبيعُ
جهلَ الجهولُ نداءنا
سمعَ السّميعُ "
صوتُ الشّباب الثائرين يهزني
يعلو على صوت الرّصاص فيعليني ويوقعني
بفخّ هواه
صوت الشباب الثائرين
يلتقي صوتي ويصحبهُ إلى ذات الحنين
يفتحُ في جدار الجمعِ نافذةً لرصدِ الذات
يدفعني
لتفهّم التاريخ رغم قساوةِ الأحداثِ
والتعتيمْ
يدعوني
لفكِّ طلاسم المأساة
صوت الشباب الثائرين
يخبرني
بأنّ الشرّ كل الشرِّ بالتخوينِ والتعميمْ
بأنّ طزاجةَ الأفكار مشكاةُ النّجاة
عارٌ على العيش أن نحيا وفي دمنا
طبعُ الجناة !
صوتُ الشبابِ الثائرين
يحرّك زوبعات الشعر في لغتي
ويعصفُ في وجوهِ الآثمين
لهم
لبُحّة هذه الأصوات
لأندلسٍ تجدّد ذاتها فينا على مرّ السنين
لنيروزٍ يفتش عن زهور ترتديه ويرتديها
لقيامة الإنسانِ من هذا المواتْ
لفينيقٍ يحلق من ركام الحزن نحو الانتصار
لطهارة الأحلامِ في ريعان ثورتها
لمدّ الصحوِ في بحر الشعوبْ
لجزرِ الوقتِ في عمرِ الطّغاة
أبذرُ هذه الكلماتْ
في دروب العاشقين
علّها تزهر حبّاً
...
وأنهضُ مرّة أخرى، أصلّي
أسمع لحنهم يرتاد آفاقَ المحال
صوت الشباب الثائرين
عله يبقى فتيّاً
علّه يشدو سليماً
من نشاز المارقين
محمّد محمود صارم
18-10-2012
بوينوس آيرس - الأرجنتين
08-أيار-2021
06-حزيران-2013 | |
31-آذار-2013 | |
18-كانون الثاني-2013 | |
30-كانون الأول-2012 | |
28-كانون الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |