وإنْ تنكرِ الرّاوي فَمُتْ بالوَقائعِ !
خاص ألف
2013-01-18
شدوتُ وحَسبي من غنائي أنّني / أخفّفُ أوجاعي وأوجعُ سامعي
وكم من غناءٍ يتركُ القلب ضاحكاً / وكم من بكاءٍ في الأغاني فاجعِ !
ولستُ بمن يهوى البكاءَ تلذُّذاً / لعقدة ذنبٍ أو رخيصَ المدامعِ
ولكنّني أبكي بلادي وقد غدت / تلاقي من الباغينَ شتّى الفظائعِ
إذا سألَ الأحرارُ فيها حقوقهم / تجاوبهم بالقتل نار المَدافعِ
وإن قاوموا الطّاغي بمثل سلاحهِ / تلومهمُ الدّنيا وما من مُدافعِ
فيا وطني المحرومَ من نور شمسهِ / وأنت قبيل الشّمس نبعُ المنابعِ
بكاؤكَ لا يثني الطغاةَ وبطشُهم / يزيدُ على الحالينِ فانهضْ وصارعِ
/
أتاكَ حديثُ الشّامِ ؟ والشّامُ صرخةٌ / وهمسُ نواقيسٍ لقبّة جامعِ
وشامةُ حُسْنٍ فوقَ خدّ صبيّةٍ / وقطعةُ فردوسٍ وتحفةُ بارعِ
وعشّ حمامٍ في غصونِ خميلَةٍ / أتاهُ غُراب "البعث" من سوءِ طالعِ
فقُبِّحَ من حظٍّ رديءٍ وعاثرٍ / وقُبِّحَ من حزبٍ دعيٍّ مُخادعِ !
يكرّسُ فينا كل عيبٍ مخبئ / ويحرقُ بالأحقادِ خُضرَ المرابعِ ؟
ويسلبنا الخيراتِ والرّزقَ عنوةً / ويخطبُ فينا عن فقيرٍ وجائعِ !!!
رغيفُكِ "حلفايا" أماطَ قناعهُم / ودلّت على الجاني رؤوسُ الأصابعِ
تخضّبَ بالقانيِّ خبزُ كفافِنا / وصوتُ مُنادينَا وحبرُ المطَابعِ
أرى "مشعلَ" الأحرارِ يستنهضُ النّهى: / أزادي! أزادي! رغمَ قيدي وقامعي
وأسمعُ "قاشوشاً" يفيضُ هتافهُ / على ضفّةِ العاصي وفي كلِّ شارعِ
/
فقاعاتُ !!! هذا ما تراهُ بثورةٍ / تهزُّ عروشَ الظلمِ هزَّ الزّوابعِ ؟!!
أتَجهَلُ يا ابنَ الجهلِ صوتَ دمائنا / وتغفلُ منّا كلَّ حرٍّ ممانعِ
وتنسبُ للإرهابِ ثورةَ سادةٍ / كرامٍ أبوا أن يستكينُوا لتَابعِ ؟!!
رهنتَ بلادي للملالي وقبلهم / لروسٍ لصوصٍ في بحارِ المنافعِ
قراصنةٌ للسطوِّ شدّوا شراعهم / وتجارُ موتٍ في ثيابِ "المراجعِ"
وتزعمُ زعمَ الغدرِ أنّكَ درعنا / وأنّكَ سَيفُ الحقِّ حامي المواقعِ !
سلُوا هضْبةَ الجولانِ من باعَ واشترى / ومن صارفَ الأوطانَ صرفَ البضائعِ
مقاومةٌ ؟!! أم في الخفاءِ تآمرٌ / على أمّةٍ هانت على كلّ بائعِ
تحاصرُها الأطماعُ من كلّ جانبٍ / ويحكمها الطّغيانُ عبدُ المطامعِ
/
أبَشَّارُ أبشر ما الزّمانُ براجعِ / إلى دولةٍ سادت بخلقِ الذّرائعِ
"أتاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يختالُ ضاحكاً" / وما همَّ أن يلقاهُ صُمُّ المسامعِ
فنكرانك المحتوم ليس بمَهربٍ / وتكذيبُكَ الأحداث ليسَ بنافعِ
سيُسْمِعُكَ الإعصارُ ما أنتَ منكرٌ / وإنْ تنكرِ الرّاوي فَمُتْ بالوَقائعِ !
محمد محمود صارم
14-01-2013
08-أيار-2021
06-حزيران-2013 | |
31-آذار-2013 | |
18-كانون الثاني-2013 | |
30-كانون الأول-2012 | |
28-كانون الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |