وأخيرا، لا! لم تنته القصة نهاية سعيدة. الشاب انشغل بمستقبله وعائلته وبلده الجديد. الصبية انشغلت بمدرستها وطلابها وعائلتها وولديها. ومرّت ثلاثون سنة. بدل النهاية السعيدة جاءت الحرب.
لأحاديث والآراء التي تدور بين الضباط حول الواقعة الأولى معظمها مبهمة، غير مفهومة الأهداف والمغزى، غير محددة؛ ومردّ ذلك أنهم لا يتجرؤون على الجهر بالدفاع عن العراق متمثلاً برئيسه آنذاك صدام حسين، الذي يشكّل بالنسبة لهم الوجه العسكري الشرير الذي حارب حليفتهم إيران، ويمثّل (اليمين) البعثي المتصلّب والمتطرّف، والنقيض التام لقائدهم وملهمهم (الخالد) حافظ الأسد.
يروي وائل، في شهادته، بلغة مفجوعة قصصا عن الأهوال التي كان شاهدا عليها وموضوعها معا، والتي تتحدّى الخيال. يكتب مثلا في إحدى شهاداته: "أشار السجان إلى عشرات الجثث الملقاة في الممر، وقال: أريد قبل الصباح أن تكون كل هذه الجثث على يمين المدخل الرئيسي،
امتلكت موريسون صوتها الأدبي الخاص منذ روايتها الأولى «العين الأشد زرقة – 1970»، فلم تشبه أحداً من كتاب جيلها. وتتالت أنهار مفرداتها متمهلة كفصول إلياذة جديدة تسجّل ذاكرة الأميركي الأسود الشفويّة بنصوص مشغولة بنَفَس شعري لا يخفى، تتقاطع فيها الأزمنة والأصوات والأساطير والسحر والشخصيات الملوّنة باليومي والعادي والمألوف
ارتكب الأسد كثير من الجرائم على مدار سنوات حكمه، وخص السنوات الأخيرة بالجرائم الأكثر والأخطر، وفي كل المجالات، لدرجة يمكن معها القول، إنه لم يبق مجال في الحياة السورية لم تصبه جرائم الأسد، وسط اعتقاده انه وحلفاءه تجاوزوا احتمال سقوطه، وأنهم سينجحون في مساعيهم من أجل تطبيع أوضاعه وإعادته إلى خريطة المنطقة والعالم.
ضحكتُ بسعادة غامرة لهذه الاكتشاف الجميل. كان عصام أحد الأدباء الأكثر قربا لقلبي. كان هو وأنسي الحاج أصغر مؤسّسي مجلة شعر، كتب أجمل قصائده قبل حرب حزيران، وحين وقعت الهزيمة، كتب قصيدته الشهيرة "وداع الأيام الستة"، وبها ودّع عالم الشعر وقرّر هجرته إلى المسرح، وأصدر بيانه الانقلابي الشهير "بيان مسرحي رقم واحد"،
تاريخيًا، لعب العامل البشري دورًا مؤثرًا، سواء في إغناء التنوع الثقافي والاجتماعي ورسم ملامح الهوية الوطنية، أو تشويه متعمد للثقافة والهوية، وقد تشكلت هوية أميركا على سياسة إلغاء الآخر تمامًا منذ اكتشاف كولومبوس لها، حيث قام المهاجرون الأوروبيون بعمليات إبادة واسعة للهنود الحمر سكان البلاد الأصليين، كما جلبوا الأفارقة للخدمة والعمل في مزارعهم، كعبيد ومرتزقة.
من الميلانكولية إلى الاكتئاب
الميلانكولية ترمزُ منذِ البدايةِ إلى إحساس معيّن تجاه الحياة كما أنها تشيرُ إلى علّةٍ. وبالانتقالِ إلى مرحلةِ الحداثة راحت الكفةُ تميلُ تدريجيّاً لصالح الخطاب الطبي النفساني الذي يدركُ
كانت الثمانينات مرحلة كالحة من التاريخ السوري، حيث انعدمت السلع من السوق، وازدهرت عصابات التهريب المرتبطة مباشرة بالأجهزة الأمنية والحزبية والحكومية التابعة لحافظ الأسد. واحتكر رجال الأسد النهب، وحاصروا الأعمال التي كانت بدأت أو عادت في السبعينات.
– أبحث في أصولي الشخصية. تحمل شجرة نسبي التقييد التالي: «ملاح، فلاح من منطقة لاغارون La Garonne». أبي، جدي، وأب جدي، وهلم جرا، جميعهم فلاحون بحارة من منطقة «لاغارون». مهما ابتعد سفري في الزمن الماضي فأنا لا أجد سوى ما ذكرت؛ ليس ثمة أصل. ومن ناحية أخرى، إن إسمي هو «سير» Serres…وهي كلمة تدل على الجبل، مثل Sierra باللغة الإسبانية،