ومع كل ما يمكن الاستقواء به أميركياً فإن التعويل على موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب وتصلبه بما يتعلق بأستنة اللجنة الدستورية، وحرف ولايتها من الشأن الدستوري إلى الشأن السياسي برمته، وإطلاق عملية إعادة الاعمار،
وفق ما تقدم من رؤى للأحداث والأوضاع، يمكننا القول إن المشروع الإيراني بالهيمنة على المنطقة، هو مشروع بدأ بالتشظي التدريجي، وتشظيه لا يكمن في بلدان النفوذ فحسب، بل يتعداه إلى تشظي الحاضنة الإيرانية، التي اكتشفت أنها كانت مجرد حطب لنار أفكار الخمينية السياسية، بتصدير الثورة، وإقامة الإمبراطورية الفارسية الجديدة.
أين أصبحت الثورة في لبنان؟هل بلغ لبنان المرحلة الخامسة أعني مرحلة الدم بعدما قطع مراحل الصدمة والمفاجأة أوّلاً ثم مرحلة التنظيم والتظاهر ثانياً تلتها مرحلة الإعلام والإستقطاب الداخلي والخارجي ثالثاُ وهي الآن في مرحلة الفوضى والتداخل المترنح الشامل على ضفاف التعب حيث لا مال ولا مصارف ولا مستشفيات ولا بنزين ولا طحين وخوف يدبّ في الأرجاء ؟
ومن بين نعومة العشب وحين الغروب تتألق يراعات الحقول الذكرية والأنثوية إذ ترسل الذكور ومضة واحدة متقطعة وترد الأنثى بومضة ذات مغزى ..! وبعد هذا الحوار الضوئي يصل الذكر ويبدأ التزاوج المفعم بالشغف
الإفلاس الإيراني أوقف الرشاوى ورواتب ميليشياته في الدول المجاورة، وفرمل الاندفاع الإيراني للهيمنة على المنطقة العربية، وجعل حزبًا إيرانيًا مهمًا في لبنان مثل حزب الله يستنجد بجماهيره من أجل التبرع لتمويل عمليات الحرب في سوريا، بالإضافة إلى لجوئه لزراعة الحشيش في القصير الحمصية، والهيمنة على سوق المخدرات بين سوريا ولبنان، وخاصة تجارة حبوب الكبتاغون.
الزمان الصادق كانت فيه العروض المسرحية متجانسة بين الفكرة والمنهج وبين التنفيذ والتطبيق. وكان الأهم برأيي في كل تلك التجربة هو تأسيسها لتقاليد مسرحية ترسّخت في حمص كمجتمع وكمدينة وكسلطة سياسية باتت تتجنب التعاطي الأمني مع الفرقة لمعرفتها بقدرة الفرقة على اختراق البنى المجتمعية وتسييس رأي عام وثقافي في عموم المدينة.
في صيف2015، وكان قد مضى حوالي أربعة أشهر على فراقي لسوريا بتاريخ12أيار2015؛ بينما كنتُ في مركزٍ اسمه "النساء الآن" في بلدة شتورة بلبنان، أقدّم طلباً لغرضِ تدريس الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء في البقاع؛ جاء إلى المركز وفدٌ نسائيّ يرافقه صحافيون وإعلاميون أجانب. كان من بين أعضاء الوفد نساء من "هيئة التنسيق" التي تلقّب نفسها عادة بـ"الوطنية".
وبطريقة المحاججة، يخاطب فراس الأسد ابن عمه بشار، بعد تفنيد آثار حكم بشار "على الطائفية العلوية والقهر وتسليم البلاد للإيرانيين، وإرث الفساد والتهريب والتشليح والسرقات والسلبطة والتجاوزات التي لا تعد ولا تحصى، وبسجونٍ تشهد على وحشية لم يسجل التاريخ مثلها إلا نادراً، وعندما جاءت الفرصة ليقول لكم الشعب كفى أحرقتم الوطن بمن فيه، وشرعتم بقتله".
أوقفنا، نحن السوريون، منذ وقت طويل، العَدَّادَ الذي يحسب عدد القتلى الذين سقطوا على تراب سورية الطاهر (مَنْ قال إنه طاهر؟ وكيف تكون طهارة التراب؟)، وعدد البنايات التي وقعت على الأرض، وكم شقة في كل طابق، ومجموع شقق البناية كلها، وعدد الجرحى الخطرين الذين ينتظرون ليلة الجمعة ليموتوا على الإيمان،
لم تتخلى البشرية عن الميثولوجيا في يوم من الأيام فهي مرآة طبيعية لوجوهنا المغتربة لرغبتنا الجامحة في أن نسير عكس الحقيقة وأن بني وهمنا الذي نريد أن نسجن بداخله عسى أن نحصل على السلام النفسي وتنام أعيننا ملؤ الجفون تلك الرغبة التي لن نحصل عليها أبداً لأننا جعلنا من الإنسان كائن ميثولوجي بدلاً من أن يكون كائن ميتافيزيقي - كما يقول شوبنهاور – وأسمحوا لي أن أضيف وفيزيقيٌ في آن .