من ديوان: محطة آدم
لـ ابني الذي ليس هنا
أتريدُ يقيناً كالقصيدةِ؟
لا تخفْ!
سأطلقكَ في الفضاءِ كأيِّ حجرٍ لا يصيبُ،
فما مِنْ وصولٍ، يا بُني، والأرضُ هكذا،
ما مِنْ وصولٍ والمدينةُ هكذا ،
حتى الموتى، أولئك الذينَ رمَونِي مِن النافذةِ
واحتسوا الكأسَ
كانوا بلا سبابةٍ تشيرُ .
نشيد وثلاثة أسئلة
I
الكلام فضة
والشعر ذهب
والنساء رنين المعدنين
والقصائد
لغتنا من الآن فصاعدا,
لنبدأها إذن دونما استعارات أو تهويل
ولننظر إلى الأشياء الحية بيننا
بكثير من التبجيل.
اقتفاء الأثر
لم أرها قط
لا في شارع الحمراء
ولا في حديقة الجاحظ
ولم ألمحها مرة
1
ما الفائدة إذن
من هذه القصيدة
إذا لم تقرأيها بخط يدي
ولم تتساءلي لماذا حذفت هذه الكلمة
وبدّلتها بأخرى
إذا لم تمنحيها دفء أصابعكِ
وحنان نظرتكِ الدائم
دائماً
أنا الهواء في رئتيك
و الأزرار في قميصك
أينما كنتِ ستجدينني
براحتيَّ الدافئتين
و قامتي القصيرة
أنتظرك على الرصيف
أنتظرك في العمل
أنتظرك فوق السرير
واثقًا بأنك ستأتين
انفصل عمن أحب
وأنا في ذروة هذا الحب
في ذروة اشتباكي بالبحار والمدن والأصدقاء
بالنهد والحديقة
والمقهى
بالفرج الذي ينبت على حوافه عشب الخلود.
نهضتُ أسألَُ عَنكِ الفجرَ: هَل نَهضَتْ؟
رأيتُ وجهَكِ حولَ البيتِ مُرتَسمًا
في كلِّ غصنٍ. رميْتُ الفجرَ عن كَتِفي:
جاءَتْ
أمِ الحُلمُ أغواني؟ سألتُ ندًى
على الغُصونِ، سألتُ الشَّمسَ هَل قرأتْ
خُطاكِ؟ أينَ لمستِ البابَ؟
كيفَ مَشى
إلى جوارِكِ وَرْدُ البيتِ والشجرُ؟
درس من كاما سوطرا
بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
انتظرْها،
على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا
انتظرْها،
بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ
انتظرْها،
بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
انتظرْها،
المُعجم (1)
لا تخفْ. داعبِ الحِيَلَ بالحِيل، والمكائدَ بلذائذ المكائد. ثم اسبقني إلى فسطاط خيالك، في السحيق الذي يلي الموتَ، كي تؤثِّثَ لي ما أؤَثِّثُهُ لكَ في فسطاط خيالي، خلف السحيق الذي يلي الموتَ.
أثاثٌ أبديَّةٌ، أيها الشرُّ.
أثاثٌ نسيانٌ;
أثاثٌ حُجُبٌ،
إلى ليوبولد سيدار سنغور
ليس اسمي حكاية شموس أو أحقاد
ولا قصة وجوه نسيها الله
ولا هو لغة براكين خامدة حيث وحدها الزهرة نفسها
صامدة، لا تلين
لا يبوح اسمي بك،
يا أيها الرجل الأسود الذي
في عينيه البحر أبيض
كالثلج.