يختارني الإيقاع
يختارُني الإيقاعُ، يَشْرَقُ بي
أنا رَجْعُ الكمان، ولستُ عازِفَهُ
أنا في حضرة الذكرى
صدى الأشياء تنطقُ بي
فأنطقُ...
كُلَّما أصغيتُ للحجرِ استمعتُ الى
هديلِ يَمامةٍ بيضاءَ
تشهَق بي:
إلى منى السعودي
توغُّل
يفتح الليل قميصه
يترك القرابين تهشّ على
صدره
و عندما تتعب من التوغُّلْ
تبحث عن حجرة
للكلام.
محنة كاليغولا
أو "سيرة ذاتية للطاغية الطيب "
(يلزمني مذنبون) – كاليغولا- ألبير كامي
لا، قفوا، لستُ رباً لكي تعبدونْ
لستُ رباً، أنا بشرٌ مثلكم
لستُ من علّقَ الأرض تحت السماء وزيّنها بنجومٍ
وشمسين
لستُ الذي جعل الورد والماء والخيل والزيزفون وريش الطيور
وجمَّل أحلامكمْ بالنساءِ الجميلاتِ
أغار
أغارُ عليكِ من الطفل الذي كُنتِ ستلدينه لي
من المرآة التي ترسل لكِ تهديدكِ بجمالكِ
من شُعوري بالنقص أمامكِمن حُبّكِ لي
من فنائيَ فيكِ
ممّا أكتب عنكِ كأنّني أرتكب فضيحة
من العذاب الذي أُعانيه فيكِ، من العذاب الأكثر بلاغةً من المتعذّبين.
طريق الحرير
كل يوم أكتشف في وطني مجداً جديداً
وعاراً جديداً
أخباراً ترفع الرأس
وأخرى ترفع الضغط
* * *
مللت اللجوء الى التبغ
والخمر
والمهدئات
وأبراج الحظ
إن سعة الخيال تمزق أعصابي
فيرا سافيليفا
النبيل البارع دون كيخوته ده لا مَنشا
ميغيل دي ثِربانتِس
«إنّ تخليص العالم من إحدى الحماقات بمساعدة أخرى لهي حماقة أكبر»
هكذا كتب عن (دون كيخوته) الكاتب الإسباني من القرن السابع عشر، الراهب الجزويتي بالتاسار غراسيا- موراليس مؤلِّف كتاب المغامرات (العرّاف الجيبي) .
ولد الشاعر موريس قبق في مصياف من أعمال محافظة حماة، عام 1932، لأبوين حمصيين. بعد نيله شهادة الدراسة الثانوية درس اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة دمشق وعمل مدرساً للأدب العربي في ثانويات حمص. بدأ بنظم الشعر مبكراً، وبعد أن نضجت أدواته التعبيرية أخذ بنشر قصائده في الصحف والمجلات السورية واللبنانية فسطع نجمه كشاعر مجدد.
أوراق بلا تاريخ
من مذكرات هاربة
ـ 1 ـ
نم هادئاً ولا تحلم بعد الآن بالقمر لئلا يلدغك، كان ذلك في نهاية العصر الكامبري:سقط قرص أسود من ظفر المجرة في مياه البحر
ـ فكان المد ـ
تحت رصيف مرجاني تمسك بدرع سمكة، لكنها رمته بعيداً، بكى.. ثم ذاب وتحلل.
أهبط درجاً أبيض إلى حيث الغرفة في
ضاحية الليل
الجرس
طعم نبيذ يسيل
الباب
غبطة رمان تنكسر
يمسكني من قلبي عطر مكتوم الصوت
خمس يمامات تهاجر بيدي إلى الدفء
ـ 1 ـ
شمع وحليب
وقطعة من الغسق على البحر
ووردة
أواه
إن سيف نظراتي يتكسر
على هذا الجسد العاري
**