منشورات دار مجلة الثقافة في دمشق
1990
المطر لا يهطل على الفقراء
-فاتح-
إنه لاستبداد فجائعي
أن يذبل ليْلكُ الأمل
في حلمات أثداء الأمهات
- حسين-
1
تسقط ثمرة في الضوء
فوق الأوراق الساقطة كالأجنحة
تتفتح ثم تنساب أفعى حمراء براقة
ثمرة في الضوء
حيث تتقاطع أهداب السنديان والسرو.
حين استيقظت
كانت عيني نوماً
حين استيقظت
بدأت عيني تفتح كالنخله
تتحول عيني كاملة
تتقاطع في عينا الآخرين.
ـ 1 ـ
لا:
الشاة لا تقول للجزّار: لا
العصفور لا يقول للثعبان: لا
الأرض المنخفضة لا تقول للصخر المتدحرج: لا
الدمية لا تقول للعابث: لا
البيدق لا يقول للاعب: لا
الرجل ليس شاة ولا عصفوراً،
ليس أرضاً
ولا دمية.
الرجل ليس بيدقاً!
بعد الجليد
(1) في الصومعة
بيني وبين الباب أقلامٌ ومِحْبرةٌ،
صدى متأفِّفٌ،
كُوَمٌ من الورق العتيقْ.
هّمُّ العبور،
وخطوةٌ أو خطوتانِ
إلى يقين الباب، ثمَّ إلى الطريق.
1
لم تكن الأرض جرحاً كانت جسداً
كيف يمكن السفر بين الجرح والجسد
كيف تمكن الإقامة؟
2
كان لإقامته بين الشجر والزَّرْعِ شحوب
القصب وسَكْرَةُ الأجنحة
تآصر مع الموج
أغْرى بهدأة الحجر
أقنع اللغة أن تؤسس حبر الخشخاش
وكان سُلَّمٌ يقال له الوقت يتكئ على اسمه ويصعد
يتسول الأمراء باسمك،
هل أوضح؟
يذبح الفقراء باسمك
لست ساكتة
ولكن السماع يحرف الصوت المشاع
سأذيع سراً:
لست وحدك من يناصبني المحبة،
لست ذاكرتي اليتيمة،
لست متراسي المثبت،
غير أني أنت فاتحتي وخاتمتي ومت عليك،
الوحش في الروح
لم يكن هناك من شهود
كلها في المخيلة.
وحش متفوق
ظهر فجأة في أحراش الروح،
في أوطان الغانية وتحت مصابيحها الساهرة.
-1-
أولاً، لا قرود وراء شجيرات الورد
وراءها طفل ذو عينين حزينتين
-2-
أحلم صارخاً في بيت الأوراق
هي ذي أنا هي ذي أنا – كانت تقول
الأغنية المتعبة
آه فلأخلصها
الأب الضال
يلمعُ في الظلام
ويأفل في الضوء
وحيثما كان
ستجدينه محاطاً بالكراهية
وتعبرين
على رصيف
يلمِّع الأحذية
وخلف زجاج المقهى
يقرأ جريدة البارحة