أسبوع لم ألتقط أنفاسي، أجلتُ أسئلتي وأشواقي .دار بي غسان وحاتم على الدوائر والمكاتب والمؤسسات والوزارات، تسجيل دخول، وإبلاغ الارتباط المدني والعسكري، تعبئة نماذج معدة سلفاً لتأكيد الرقم الوطني والحصول على هوية، شهادة ميلاد، اعتماد وثائق وشهادات، ترتيب ملفات، فحوصات طبية، تدبيج رسائل والتماسات ، طلبات معونة، زيارات محسوبة لأصدقاء ومعارف الوالد ومعارف غسان وحاتم، وجوه عرفتها في تونس، وتعرفتُ عليها في مكاتبها مع رتبها ومراتبها ومناصبها الجديدة، دليلي ومرشدي
خاص ألف
أتسيرُ وحدكَ..في الظلام؟
باحثا عنها في سراب
تسيرُ والأشباح تعترض السبيل
والذئبُ يعوي من بعيد ..
خاص ألف
نعم
قدركِ أن تميلي
إلى ما استقامَ
مني .
خاص ألف
وأنا مستلق بين ألبومات نهديك
ذكريات في رموشك تتنهد
فأغري الصمت بالموت !
بين نهديك أتعود على الاستشهاد اليومي
خاص ألف
من يجرؤُ على ارتداء ِأنوثتي
لتحل َّ مواسم ُالعشق ِ
والشبق ِ
والإرضاع
خاص ألف
يا سيّد الحانْ .. يا..
من لخمرتكَ التي تحي
العظامْ .. ؟
من ..ها دناني..
يسوقها طوعا وكرها إلى سوق الماء.. يبيعها ماءً وتسبيحا وهي غارقة في تسبيحها ..يستوقفها بباب (( الخبز )) يعجنها للمارة صدقة من فُتات عجائن المطاحن .
كل المارة طاعنون في السن ، ما عدا الجار المحاذي لجاره المحاذي لجاره الألطف من شمس الربيع ..هو ذا جاره الألطف من نفسه . حمله طوعا..حمله كرها ..وحملته زوجته الطبيبة الطيبة طوعا وكرها أيضا...
وساقه سلّم العمارة إلى الطابق الرابع حبا في مدينة الله في الماء ..في الخبز الذي يختلي بالماء...
خاص ألف
الحاضر سلّمٌ يتآكل..
الماضي لافتةٌ صدئة
مستنقعٌ ينمو في أحداقنا
سوطٌ يولد قبلنا
خاص ألف
ها هيَ تأتي من رحيقِ الأغنية !
وجهُكِ الآنَ
يفتحُ في مساءاتِ القلوبِ
مسافاتٍ قصيَّة !
خاص ألف
للمعنى رهبة الغياب
للعمر وميض الاغتراب
والصمت امتداد وفير للصوت
والرحيل زخات الوداع.