خاص ألف
طحالب ممتدة على جدران قديمة
صوت مآذن تُجهر بالملذات
خمر ينسكب على رأسك
ينظف قذرات وعيك
لم أعد أسمع شيئًا.. الأصوات التي تضرب أذني، الأفواه التي تنفخ في وجهي، الألسن التي تمتد لتنشر حروفها على ضوء الشمس.. ضاعت الصور أمام عيني الحمراوين، وأنا أقف مبهورًا أمام أطلال ينبش تاريخها في ذاكرتي باحثًا عن الماء لأرتوي حدّ الثمالة.استمعت للآخرين عبر أفواهٍ قلقة، كان كل شيء صافيًا مثل ماء رقراق، أتوغل عميقًا إلى عالم طفولتي البريء؛ إلى ثنايا ارتعاشي الأولى،مفتشًا عن لحظةٍ مدفونةٍ في بطن الزمان تتحرك بعشوائية، مثل ذرة سالبة في وجه سالب، حتى لكأنني أرى أشجار مدينتي
خاص ألف
وصمتٌ شهيٌّ
يقولُ الذي لم يقلْهُ الكلامُ.
كأنّ الوجودَ تكثَّفَ في فجوةٍ
من ضياءْ
خاص ألف
كانت دقائق عدة تفصلني عن منتصف الليل، هاتفي يرن وتبدو مكالمة بعيدة، صوت أشبه بأنين قيثارة، بدأت أذني تسكر من عذوبته، سنة جديدة مليئة بالحب، وكل عام وأنت بخير، قالت لي وأقفلت هاتفها بعد أن تمنيت لها بالمثل. كانت رقة صوتها واضحاً بالرغم من بعد المسافة بيننا، إنها تقنية غريبة وجميلة. بعيداً عن الهاتف، وباتجاه سطحي منزلي، سرت فشاهدت الكثير من المفرقعات ذات الأضواء، وأصواتها القوية كانت تخيفني
خاص ألف
برغمِ الهواءِ المشوَّهِ بالسّكون
السكونِ المشوّهِ بصخبِ المدن
المدنِ المطروحةِ على الأرصفة
الأرصفةِ المكتظّةِ بالأحذية
- حين لا تلتقي عيوني بعيونِ أمينة، فأنا يومئذ كومة عظام. يقولُ مغنّياً مطربُ الأعراسِ المشهور" صلاح رسول". طبعا لعبتُ بالجملةِ وأخرجتُها من سياقها الغنائيّ الحارّ. حيثُ الأغنية غنيت في الصّيف الغائظ من نفسه، الصّيف الذي أثار الغبارَ على رؤوسنا من القيظ والغيظِ حين كنتُ بالقربِ من " السبع بحرات". وفي هذا المقامِ، وأنا اسمع بهلوانيّات الفنّان" صلاحو" دخّنتُ أوّل سيكارة في حياتي. وهنا أريدُ كمؤرّخ لطبوغرافيا الحبّ، أريد أن أعرف بالضبط وأسأل نفسي:" هل كنتُ أحبّ أمينة آنذاك؟ هل كنتُ أعرف أمينة؟ هل كانت أمينة توجد
خاص ألف
غلالة محرمة
وهي تبحث بين أعضائها المفردة
عن معانٍ ليست من الليل
ولا من تفاصيلها
خاص ألف
تسوحُ في المدن
أنتَ..وحلمكَ اليتيم
وأنا...فنيتُ العمر بانتظارك
أحدنا كان غبيا..
خاص ألف
أدخل.. فلا أجد إلا أنا وثالثنا ظلي
ها أنا أفتح أنوثتي ، حديقة الضوء
وأفجر موائد الدهشة
والوهم يقطر من أوردتي
خاص ألف
أتبقع بك كما نافذة
يتبعثر على حوافها الثلج
القلب الوسنان
يمضي على عجل باتجاه ذاته...