بلغت الساعة الثامنة صباحاً ولم يعُد أبو محمد من عمله إلى الآن, كغير عادته لماذا تأخرَّ اليوم , إنه لم يتأخر إلى الصباح في حياته قط.لم تستطع أم محمد إخفاء ملامح خوفها عن جارتها سعاد التي كانت تسعى لأن تخفف من محنتها وتُطمئن قلبها..- لاتخافي يا أُم محمد, إن شاء الله لا يوجد شيء, أبو محمد سائق تكسي والتأخير من طبيعة عمله..لكن أم محمد لم تعد تهدأ وهي تراقب الطريق الواصل بين منزلها والشارع العام, ولربَّما فرض عليها وزنها الثقيل أن تأتي بكرسي وتقعد عليه أمام باب المنزل في هذا الجو البارد.

عندما كنا صغارا ، حين كانت الشمس تلسع روؤسنا وكانت الأرصفة حامية كالصاج واقدامنا الطرية كانت تتقافز كالأرانب ، عندما كانت بوظة " الاسكيمو " الحمراء أمنية وكانت شفاهنا تذوب بحبها وكانت طموحا ، عندما كانت آخر الأرض بمثابة آخر الحي / أول الزقاق ، عندما كان الإخلاص عبارة عن لقاء صباحي يجمع شلة الأشقياء عند باب احدنا ، عندما كان الحب يصور لنا معلمة اللغة العربية عاشقة دائخة وزوجة مستقبلية ناجحة دون ان نلتفت لكل العثرات / العمر ، التحصيل الدراسي ، الوضع الإجتماعي ، وربما ربما تكون متزوجة وأم .

ليتك شهوة
لرغباتي المختبئات
ليتنا
حرفا كلمة ميتة
في قاموس

الوقتُ سُلَّمي إليكِ
فكيف لا أسكنُ الفرحَ
معبأٌ بكِ
وكيف لا أخدشُ الصمتَ
بزهوِ طيفكِ .

رمحا ، رمحا
يتصاعد عكاز السراب
وأنا أسمع ما يقوله الشجر للعطش
ولهذه العصافير الحمراء
تلبس ثوب العطش

آه، يا شريكي ، يا قدوتي
كم أحب فيك انتظارك المهيب
ألف موكب من العتب يسمعون
نحيب الموت البارد
و رعيل من الظلال تأتي بالليل الأكثر نقاءً

هي لوثة ٌ في الدم
هي لوثة ٌ في الأصابع المرتجفة
هي لوثة ٌ لاتقبل التأويل
ندى ينام ُ تحت القميص
ندى يقف ُ على رأس المعن

يا بعيدي...تعبتُ من الحلم
تعبتُ من التسكعِ في أروقة الوهم
تعبتُ من عبث محاولة اصطياد عينيك
و التفكير..كيف ؟؟
سيكون اللقاءُ في حضرة شفتيك

لن نقف بعد الآن
فوق أسطحة المنازل
فكلّما حدّقنا في الأسفل ،
تدوخ أحلامنا
و تسقط على صفحة الوفيات

خاص ألف
ولع باللذة الآفلة
بزهر الأشواك قرب المدفن
بنعاس في مقعد الحافلة الخلفي
بمنبه عاطل في الذاكرة