الأصوات...
تلك التي تضرب في كل الاتجاهات..
تلك التي،
كرياح تهب في عشوائية و فوضى فائقة اللامبالاة..
تلك الأصوات...
ترسمُ المشهدَ بريشتها الصَّغيرة، وتظلّله بألوان الصَّمت. فتَظهر الحيويةُ بدون ضجيج كصورة فتوغرافية.
لا تُظهِرُ ما يوحي بأنَّها ترسمُ بطلبٍ من أحدٍ، تُتقنُ عملها بمهارةٍ عالية، وتتّخذ من الصَّمت مكاناً للمرسم ، وطقساً شخصياً لعملها الفني.
دخلنا القرية صباحاً، كنا ثلاثة، نبحثُ عن أحوالِها التي باتت محيّرة للنَّاس، بينبين مصدّق ومشككٍ بها؛ فمنهم من يراها صورة أسطورية، رغم ما بها من مظاهر الزَّمن الحالي المنفلت من قيود الحسابات،
نحن ضدان، ليلٌ يلبسنا بحلم التائهينْ
ونهار يثقلنا بملحِ السائرينْ
وصوتان
نعيبٌ يعيبُ فينا
كلَّ ما فينا ويمضي
كلّما تساقط َ الوقت ُ
تجاعيدا ً
في وجه ِ أيلول
وسرت ْ تحت َ الثياب ِ
لسعة ُ خريف
سمية ليست طينا
سمية لا تمشي على برديتين
سمية طيف إلهي يحيى الموتى
سمية هبطت من سماء خضراء مخضلة بشوق لتسقي العطش
وأنا العطش المفرد فوق طين الأرض
النساء كلهن خرجن من معطف حروفي البائتة
وأنا
متهم بسرقة قلوب النساء
إلا قلبي
فلن يسرقه اعتى العاشقين
لم يكن للمطر سوى رائحة النافذة
والسلم زنابق
فأرسم جسدك عبر دمعتين من ضوء
لي دمعة في نهديك
وفي دمي لي دمعة
غرفة النوم هذه ستكون الوطن الذي يقيم فيه مواطنون يشبهوننا بملامح الكبريت والجوع الأزلي، ستكون الشاهد عبر الأزمنة التي ستجيء وتذبل كما الطحالب العطشة التي شربت من نزيف الوهم الذي جمعنا في كل مرة، الطحالب التي نبتت لها أجنحة من رماد، طحالب الضوء التي ستعرش على جدران غرفة النوم بكل جسارة، وتحاول بشدة سد فم الجدران، ستكون الغرفة شاهداً أيضاً على تهتك الرب الذي تعبدون، وسراً ندعوه بإله السراب كديانة ما في طورها الأول، غرفة النوم كما أتنبئ، ستشهد على انفلاته من القداسة، على بشاعته
ضاع مني جبل تسلقته
نشوان, حيث شيعت طفولتي
رمياً على السفوح
فرحت أسكرُ
معلقاً أبصاري بالبرندي الأحمر
آدم: من أنتِ؟
حواء: حوضي بدايةُ التكوينِ الأول
قابيل: قَتلتُ لأحبكِّ
آدم: من أنا؟
حواء: أنتَ عاصفةٌ كونية