عهر:
أرقص على أرض الملهى
مطحونا بالصوت
حتى القاع...
مزينا بابتسامة
محملة بأوجاعي ولذة الفوز، أعود معانقة مجموعتي الشعرية الأولى، أدور بها في فضاء غرفتي، وأرفعها عاليا لتراها جيدا، وتعلم أن كلماتها أورقت في شراييني وما كان لها أن تختفي دون أن تترك أثرا يراه كل من كان يعرفها ويعرفني.يدخل أبي غرفتي، يمسك المجموعة بين يديه، يرفعها..يتأمل الغلاف، يقلب الصفحة الأولى فتطالعه تلك الأبيات التي يعرفها جيدا:
لها وجه قمر...
قُبْلةً
قُبْلةً
تنهمرينَ عليَّ
فأبتلُّ
باللّذةِ والفرحِ
دونما خوف تتآكل الفكرة بين أصابع الكف الواحدة .
بينما أرجوحة تهتف بي من بعيد . الأرجوحة
ذاتها
تسكن في قلبي دائما
.كما لو أني
الملمسُ الناعمُ لنحري
الآن بين كفيّكْ
لا يشبهُ الجبلَ الذي أحملُه في جَرّتي
أينما ارتحلتُ،
لكن الجبلَ
ها هو الوقت يعود بنا من حيث انتهينا..هل أعبر النص يا سيدتي من نافذة السؤال!!؟
هل ادخل إلى مقصورة الأميرة متسللا, والأمر يدفعني أمام بوابة العذاب؟
كيف يقطع الزاجل.. كيف تقطع الزاجلة المسافات.. ؟
كيف يجتازان غبار الوقت دونما نزف وموت؟
والمسافات مثل دروب الأفاعي على رمال الصحراء, في ساعات الهجير..
الموجُ في عينيهِ، وإن الدهرُ صَمت، وعلى الرعدِ قلبهُ ماجَ، ثمَّ انغلق!
وهو طويةٌ على الطَّويةِ اندفع، يهوى التمنعَ، وإن القيدُ يزجرُهُ ، فلا حرٌّ هوَ، ولا مع القيدِ امتنع، للشمسِ يعلو، ويستزيد، تغويه الجمرةُ المعلّقةُ في الأبد، فيمتدُّ، ويقطِفُ ما راقَ من اللَّهيب!
في النهارِ غريبٌ، وفي الليلِ وهَج ، وهو المستعصي على القهرِ، وإن لم تزينهُ الحياةُ كباقي البشر!
بعرضِ الغيمِ رمشُه
عزيزي،
اليوم بدأت أستجمع قوتي من جديد لأكتب لك، أعرف أن رسالتي هذه المرة تبدو لك مختلفة، وقد تكون طويلة جداً على غير ما اعتدتُ عليه.قررت اليوم أن أكتب لك لأن ذكرياتي أصبحت تحاصرني، تدفعني نحوك، تدعوني لأن أعانقك بقوة، تدعوني لأتلمس بحنان جرحك النازف داخلي.
ها أنذا اليوم أعترف لك بأني كنت أبحث عنك قبل أن نلتقي، وعندما قررت أن ألقي عليك نظرتي الأولى مع أول
ما كنتُ أعلمُ قبلُ
عن أنّ الأنوثةَ شُكِّلت
من ضلعِ خاصرتي
وأنّ جميع نزْواتي
لها أزلٌ يُهيِّجُها
كم تملك الأنثى حرية في تقديم الاستدارات ؟ بطن, ظهر, في حين أنت تعطي استدارة واحدة نافخا بطنها فقط وهي تنفخ فيكَ رأسكَ , قلبكَ ,عضوكَ .
اهتز الباص, استدرتُ نحوها مسحتها من فوق إلى أسفل , رجعتُ لمَ أنا عليه! ,وما أنا عليه؟, الكرسي , قدمي , السرير , جسدها , ما لم يخطر على بالي يوما أن تكون فوقي ,هل سهوتُ عن ذلك أو سهونا؟, لربما تقصدنا ذلك تاركين بعض ما رفضناه في متحف لا شعورنا ,