كم هتفت ؟
لعل نداءاتي تمر بساحل بحرك
تأخذني من أرصفة التشرد
ومن متاهة ليل
أني هنا جثة نبذتها المدينة

لماذا انتظرت موتي
حتى تقتليني مرة أخرى
ولماذا الجنائز احتفالا تصير
وكيف تصبح المقابر أشجارا
والأضرحة برتقال

ماذا نقول عن المرأة في المنفى ؟
أي حصان تمتطيه أيامها؟
وأي رصاص يطلق بين ساقيها ؟
عاش المنفى... مات المنفى .. هكذا تتوالى الطلقات.
أقدام تسير إلى المنفى، بوجهين، وجه اختاره الله،

جسد يحنو عليك
جسد يوغل فيك
صاعدا هابطا
مثل إيقاع فرح
مثل موسيقى حرير دافئ يغمرك

سترى حدودَ الفراغ
وفراغَ الحدود.
سترى الدمَ قبل سيلانه.

أيادينا أنهار، ناضبة
لا موجة ريح تبتسم لها
ولا رطوبة تحييها
توقفت خطى الزمن
منعطفا انحداريا

كأن الفرات ارتداني صهوة عباسية
وفيه شيء من غوى الطفولة
وبعض فراسة الحلم
تمنيت وجهك مدينة ..
تستعير ملامحي في دجى الغرباء

أيُّها النصل الذي قتُلُني
متزنِّراً بالخفايا كخواتمَ يدي
تَلاويحَ عينيك كالسهم شطرتني
أدمت فصول الهوى وأدمتني
دعتني لرعشة الحريق وبعثرتني

القصيدة مهداة للمرأة بعيدها
بمقدورك أن تـُضْرِم النار بي
أن تـُمزّق ثيابي
زاولْ غريزة الهوى
وطارحْ ثم ارعشْ وراوغْ

بوصلة الوقت
أينما..حركتها
..تدورُ
لتقف بأتجاه ..شُرفاتك
المغلقة..في وجهي