إهــداء:السجن هو ما أطبقت عليه حواف الذات وخنقت أنفاس الحرية في فضاءه..
إلى المحررين من سجون الذات قبل سجون الجدر والقضبان.
لما ارتحل
والحلم يحضن عينيه،
كان يافعا،
على ظهر الطير
إن لم أفشل
فسأكون رائد الريح.
على ظهر قنينة الشعر
إن لم أكتب
-كوارث أكثر..طمأنينة أكثر
أكثر من مرة
قالت
وهى رافعة يدها في وجهي
تذكر أنى أكبر منك بعام
تلكَ،
مسوّدةٌ لقطارٍ من فراغٍ رخوٍ
كأن الزمانَ نقطة البدءِ التي لم تغادر أغطية الليل ولا قهوة الصباح
مسوّدةٌ على مقعدِ المسافرين نسيها الوقتُ، ولمّا تبرح المكانَ ولمّا يأتِ
القطارُ بعد
قبل أن أفصح عن الحنين
ليوم من معدن أسطوري
يستعيد فيه الطين
تكوينه السري البكر
وقبل أن يقر الرمل
غدا سيكون النهار أجمل
مع حضور عينيك
الذي يشبه القمر
في الليل العميق
غدا ستطلق البيوت
كانت في الثلاثينات من عمرها حين التقت به في احد الاسواق الشعبية لبيع المفروشات ، جلس على احد الارائك المعروضة للبيع واضعاً قدميه على المسند ، لم يكترث للمارة وحين مرت من قربه نظر إليها مبتسماً رامياً أولى شباكه على جسدها المشوق ، بدت حزينة فقد كانت عزباء في أسرتها الصغيرة حيث لم يتبقى شاباً من اقاربها على قيد الحياة بعد أن غرق الواحد تلو الأخر في اعماق الحروب المتكررة ، نظر إلى الصليب الذي وضعته على صدرها ، إن لمعانه وانعكاس ضوء الشمس عليه أثار عيونه المتطفلة المتحركة بطريقة ثعلبية ،
إلى الصديق الشاعر: احمد قران الزهراني
سنظل أصدقاء كبحر اللاذقية الشفيف
أول قطرة تنز بها شفاه الحبق، فيموج الندى بنهود المجاز وهي تشق قمصان الفرات الذي تفسح له الروابي – خاشعة – سجاجيدها الفضية كي يمر على مرأى الاله الذي أرسل الشعراء ليبلوهم بالضفة الأخرى للزمن، حيث جلجامش يتعقب ريش الخلود بين أجراف الفرات : الرحم الجوهري لسلسبيل القصيدة ..!
ماذا قلت..؟
ويمتلئ سواد عينيك اللامعتين، وتنحدر الدمعات لأسفل قليلا وتميل علي جانب
ماذا قلت..؟
تنكسر نظرتك باتجاه الأرض الفراغ مقصوف الحلم فلم تخفف من رجفات
أصابعك النحيلة. وجسدك النحيل اهتز، المرئيات هائمة في بحر العسل وأنت تعبت/ تعبت
هَلْ قَرَأتَ يَوْمَاً... ؟
إنَّ " تْشِرشلَ" دَخَلَ البَصْرَةَ بـ"بِسْطالِ" جُنْدِيٍّ هِنْدُوسِي
لِينسَى " الحَبُوبِي" خَمْرِيّاتِ قَصَائِدِهِ
واتَّكَأَ عَلَى عِمَامَتِهِ النَّجَفيّة، مُفْتِياً الجُمُوعَ
أنْ يَنْسُوا الأمْرَ، بَعْد أنْ لوَّحَ بَيْنَهُم بسيفٍ لِلجِهادِ