" من فتى كنعان .. إلى كنعان الفتى...خالد أبو خالد*"
على راحتَيكَ ترِدُ الأيائلُ
على مرجِك تستريحُ القوافلُ
فابنِ قباباً للحمامات الرائحات إلى عشقِهن.
فَ ... حين عبَرنا بَرَّكَ الشاسعَ
أسـتوطنُ ثيابي/ نزيفاً في الأمكنة
أتلاشَـى في اسْـتطالاتِ المآذنِ تيهاً
وأغيبُ
بين أرصفةٍ مكتظّةٍ بالشُّّـحوبِ
وبين مشـانق تتدلّى منها كآبةُ الحيطان.....
خاص ألف
بِيْرَة ؟ قَاْلَتْ صُوْفِيَاْ !
لَمْ تَسْأَلْ أَحَدَاً ،
إنّمَاْ صَدْرُهَاْ يُغْرِيْ بليْمُوْنٍ
نَاْفِرَ الحُمُوْضَةِ
لا يكفي أن تستيقظَ،
لتشربَ شايَكَ،
وأنتَ تتذكرُ أصدقاءً نسوكَ،
لتكون سعيدًا.
لا يكفي أن تبلّلَ عينيكَ،
صعدت سلّم العمارة إلى الدور الأول. بحثت عن عيادة طبيب القلب التي كنت أقصدها. وجدتها خلف جدار قصير ممتد بالعرض. كان بابها مفتوحاً على مصراعيه فدخلت من دون أن أقرع الجرس. خلف حاجز الاستقبال استقرت امرأة تلف رأسها في حجاب شفاف من القطن. إلى جوارها جلس شاب انشغل بالتسجيل في دفتر. كانت العيادة مزدحمة بالمرضى. قلت:
«مساء الخير. موعدي في الساعة التاسعة ولا أستطيع الانتظار حتى ينتهي الطبيب من كل هؤلاء المرضى».
الى جلال الغربي ... استاذ الادب المعاصر في الجامعة التونسية
حاصرتُ علامات الإستفهام
في شارعٍ مظلم ٍ
فهاجمتني سكاكين الإجابات
كثرت عثراتي
لم تزرني حنيفة منذ رحيلها ولا حتى لمرة واحدة، ولم أتمكن أبدا من التقاط انفعالاتها في حالات ظهورها المباغت في أحلامي، حيث تصر دوما على عدم الظهور بدقة، بل تظل محتجبة وراء صمتها ووجهها الرصين وكأنه يخفي أسرار العالم. لا تريد حنيفة أن أعرف أي شيء عنها، لا تريد محاورتي، ولا زيارتي.
على العكس منها، كانت أمها ، حليمة، جدتي، تزورني باستمرار، وتؤكد لي دوما أنها لم تمت، وفي كل زيارة لها، كنت اعتبرها الأولى، وتفقد ذاكرتي وتلغي دوما جميع الزيارات السابقة، وفي كل زيارة "أولى" أقول لها:
1الملعب
عيناك ...
تستحيلان ساحة مفتوحة
وعلى رموشهما
فريق باهت
حنين:
إذ يقول، يرتعش الحقل، يسامر غصنا ويمضي على مشارف الطفولة..
إذ يحب، يزف أرضا، يشتعل عَوْدا وينتشي على أسوار القصيدة..إذ يرتاح إلى الموت، يقطر الشعر من هدب الزيتون، ويجتاز فحلا إلى حبور القلب..
الليل يضرب بأستاره السوداء،
حبست نفسها فى دائرة مغلقة بأربعينها التي انقضت عليها منذ شهور..تفتش مرآتها صباحاً ومساءاً عن تجاعيد جديدة لتثبت لنفسها أنها لم تكن على خطأ حين وقعت عقد الهجرة من بلاد الصبا...كل يوم يسحبها روتينها نحو فراغ الروح والأمل ..يقيدها في مقعد اللاعودة إلى أكسجين السعادة...كل من حولها أشاروا عليها بالخروج من القوقعة اللعينة لكنها تعللت بأن سني عمرها المدبرة ترفض ذلك...تشبثت بإصرارها حتى خافوا أن تقنعهم بقضبانها فرحلوا وتركوها ..لماذا هي متمردة الآن على اختيارها..لماذا تمزق الشرنقة التي غزلتها حول جدار