أمامي وأنت ِ البعيد
أمدّ يدي إليّ لأخرجَكِ مني
كأنك ِ الضلع الذي يبتدئ الحياة َ
أجبلك ِ بفلسفات ٍ ونبوءاتٍ
كي تصيري بلّورَ الرؤى
وغيمةَ المسافر ِ في قيظ ِ حنينه
خاص ألف
لا تقترب من الحلم
قد تتكسر المرايا .
أيها الوجه الغارق في الرمل
كيف للشمس أن ترفعك ؟
الفيل الذي يحمل العاج في قرنيه
بخطوته يضرب الأرض ،
هنا التاريخ
لا ..
لم يكن أوان الموت بعـد
ولكنّا شيّعْنا الكلمات كلَّها
سيّجنا الساحاتِ شوكاً ، والمضاجع ..
وقلنا للغة : نامـي
سنغادر عند الفجر إلى متاهاتنا البعيدة
سنموت قليلا
1
يا سيّدي تيبّسَ القلبُ وما مددته
لخطف نهر الريح ِ
في مشيكَ او عصفورة ً خضراء ْ
مازلت اضغط على الورقة السمراء التي رسم عليها الاب متري ، مرشدي الروحي ، خطة سفري الى طرابلس الشام ، و أتحسسها بقلق و ترقب و هي ترقد مطوية في جيب سترتي .
أنزلت حقائبي في باحة دير البلمند و أنا أقاوم حمرة مغيب الشمس الحادة بينما أطرافي كانت مخدرة من طول الجلوس في " بوسطة " بداية القرن التي كانت تهرول فوق طريق الصوان الموازي لشاطئ المتوسط الجميل .
1
ما دمت تعد المبلغ لتشعر ببعض اللذة ترشح من شقوق القانون الذي أعطاك حقك فلماذا تجفف المرارةُ لسانـَك ،وتطوف أرجاءَ فمك، وتنزل كماء النار في جوفك؟ ألأنك تذكر كم مر من السنين حتى حصلت عليه ؟
إهداء : إلى سيدي عبد الله قش ، نفعنا الله ببركته .
مضى الآن أكثر من عشرين عاما على آخر زيارة لي لهذا الشارع . أنا الآن في الأربعين . رجل محترم . رجل محترم جدا . ولست أدري أي شيطان ركب رأسي وقادني إلى سوق زرقون * . الكتب مازالت كعهدي بها مكدسة على قارعة الطريق .كتب باللغة العربية : الشيخ العارف أبي عبدالله محمد بن أبي بكر علي النفزاوي يعرض كتاب الروض العطر في نزهة الخاطر ،
أنثى بدر شاكر السياب لم تكن وفيقة التي كتب لها أكثر من قصيدة منها "شباك وفيقة"، و"حدائق وفيقة"، ولم تكن سلوى التي كتب لها قصيدة باسمها، ولم تكن أياً من النسوة اللواتي عرفهنّ في حياته، ونظم فيهن أعذب قصائده. بل كانت أنثى لم يكتبها الشعراء، ولم يحتوِ مقاييس جمالها وصفٌ بنائيٌّ قبلاً لمشهدٍ جسديٍّ مألوف كما مشهد جسد الأنثى، وتفاصيل تكوّنها وتشكّلها بريشة الحلم لا الواقع.
خاص ألف
كعادتي، أستيقظ متأخراً، أتقلّب دقائق على السرير قبل أن أنهض لأشرب قهوتي خالية من السكر، لا أعرف من ورطني بهذه العادة ( حتماً المثقفين ) ولكني تعودت عليها، كما تعودت على أشياء كثيرة أتمنى لو أنني لم أتعودها، أرشف قهوتي بكل هدوء، أحاول أن أبدو أقل تشاؤماً وأكثر تشاؤلاً، أرتدي أحلامي الصغيرة ( يوماً ما كانت كبيرة ) أمشط شعرها، أصنع ابتسامة لا تعني شيئاً على وجهي وأخرج إلى عملي.
هنا .. وتحديدا هاهنا حيث يميل ُرأسي مخمورا بمسقطه البعيد تحت سقف الغرفة الأخرى التي لازالت منذ أربعة من العقود تقعي بألفة ٍ وخفة على طرف الزاروب المطل على الغرابة في خطو الغرباء والغرباء .. هذا المفضي إلى حيث لا تبدا الأساطير الا من بقعة ضؤ تلعق مهتاجة حليب أل منسي من خطواتهم وتمسح بيد الرطوبة ما علق مع الوقت على جلد الذكريات ..!