قرأتُ الرواية ثم سألتُ اليهودية العجوز: أتتحدّثين لغة قديمة؟
صدرت رواية (يوميات يهودي من دمشق) للكاتب إبراهيم الجبين، عن دار خطوات السورية بغلاف للفنان السوري العالمي بشار العيسى وقد تحفظت الرقابة السورية على السماح بعرض الرواية في معرض مكتبة الأسد هذه السنة رغم أن المعرض يعتبر منطقة الكتاب الحرة....
السنوات الهائجة تحدق في نهاية العالم
تداعب نداء المعابد التي تحطمت على أطراف العاصفة
الريح الشمالية تصفع الأمل المتطاير كأجنحة الحمام
الأصابع التي تحترق بالجنون تنتحب على شرفات الوجع
نحوكَ أمد الساعات السئمة وامضي تحت جسر الأناشيد البوهيمية
ألاماكن المحمرة بالصدأ ما زالت تؤجج نظراتها من نافذة القصيدة
ـ1ـ
لايزال الليل يشرّد أعذاري
يفاجئني كل حينٍ بشتاء النوم
يسمي الحلم المرافق غاباتي
صحراء مملحة بالرمل
أتيتـَني من بابِ الهزائمِ الأولى عريضاً تمتدُّ حتى لا نهائيةِ الامتدادِ، مفخخاً بالفجائعِ، تتلاطمُ جدراناً للقفصِ الطويل......
أتيتني هويّةً موشومةً بانكساريَ الدائمِ في الوجوهِ الباهتةِ/ سيدةَ الوقتِ والمدنيةتأكلُ من لحمي وتبيحُ دمي فوقَ كلِّ ما تبقى لي من الأرصفة
تستبيحُ عنقي الطويلةَ وتؤثثُ للقبرِ الذي لا أملكُ ترابَه/
خاص ألف
"دي"
الى الشاعر لقمان ديركي
تعُبُّ المياه من النبع شمال القرية
"دي" هَشَّمت إناء الفطرْ لن تبكي لتساقط الثلوج مرة أخرى
قلتُ للطفلة التي أدعوها الراء بُعيدَ مشاهدتي فيلماً صينياً هو
"بيتُ الطريق"
خاص ألف
وردة النّسيج المقتبوحة
بعد ذلك بعدّة أيّام ألقى عماد محاضرة مختصرة ليحصل على مبلغ المائة والخمسين من المركز الثّقافي، اشترى بها قميصا بلون بنفسجي أو بالأحرى قماشا من لون بنفسجي الذي كان لونه المفضّل، أخذ القماش إلى الخيّاطين وصنع منه قميصين بنفسجيّين وقرّر أنْ يتزوّج ولو أنّ الحبّ في قلبه كان قد صار بحيرة بمياه صافية زرقاء ولكنّها مستحيلة؛ ذهبَ إلى حارة هليليكي في القامشلي، صعدَ بعض الدّرجات؛ نظرَ إلى قبرِ محمد شيخو واستمع إلى محمد شيخو في الباص.
خاص ألف
1
سيبقى الكثير من القتلى ينتظرون قتلي
يحملونني على اكتافهم فجرا
ستنطفئ أصابعي و اذوب بين اجسامي الصفراء التي لن تشبه سوى قتلاي
10
ليس مضيئاً بابُ بيتكِ والضّيوفُ امتدّت ظلالهم
حملوا إليكِ الماءَ تصهل فيه صدورُ خيولكِ
يكاد ينسى الوقتُ تحرُّكَ نجومِهِ وأنتِ لم تتذكري أحداً
الليلُ صفّ عجائزه على جهتين متحاربتين
تجمّدت الأقدامُ وطوت الأقداح أعناقها من نعاسٍ
قال واحدٌ: لم تكمل تنضيد جبهتها برتلٍ قمريٍّ
قال ثالثٌ: عثرتْ بفستانها الذهبي فتكّسر
قال عاشرٌ: دخلتْ في المرآةِ ونسيتْ أن تخرج
وحدي لم أقل ما لم يقولوا
في (مُعجمٌ بكِ) للشّاعر محمّد حلمي الرّيشة
ولادة تفكّكٍ فلسفي جديد في لغة الشّعر
تناولت أوهام فنجاني، بينما أغيب مندهشةً في رؤيا مخضّبة بفتوحات الشّاعر محمّد حلمي الرّيشة، ومجموعته الشّعريّة (مُعجمٌ بكِ). شاعر ربط حسّه الشّفّاف، باحثًا عن قفلٍ في عمق الرّؤية الشّعريّة لقصيدة النّثر. وجدت ظاهريّة الطّرح متمكّنة بعمله الأدبيّ المتقن، يبوح دون تقليد وتقيّد، بل يفتَّت خطوط العجز والجدل كلّها، بما حملته مجموعته (مُعجمٌ بكِ).
حَراك في الكلام
شاعرٌ كالكلام يفرّ إلى مدينة قديمة...
يفوح لونُ الجمال بين أصابعه،
النّساء يضفرْن الأشعّة على النّوافذ
و يزينّ فراره من الصّخب الدّاكن
إلى الغيم.
إلى الكلام...
هناك يُدَقّ على اللّسان.