الفاتحة
لا يمكن إلا أن نحمل المعارضة السورية في الخارج، حصة في هدر الدم السوري، لأننا يمكن أن نختلف ونحن في دولة ديمقراطية، ونتعارك ونشد ربطات عنق بعضنا بعضا، نتجادل ونتقاتل في سبيل سورية حرة. أما أن نختلف ونحن نعيش في الخارج مرتاحي البال، ولدينا كفاف يومنا، إن لم يكن أكثر بكثير، ثم نختلف على أمور لا يمكن الاختلاف حولها والسوريون يذبحون يوميا في الداخل، أليس عيبا ما يحدث داخل أطياف المعارضة والمنصات، وأكبر العيب هو أن لا نستطيع الاتفاق على الحد الأدنى المطلوب لكي لا نظهر أمام العالم بهذا المظهر القبيح. سأقولها بصراحة لو كنت مكان أي رئيس عربي أو...
تأتيني من خلال الإيميل ومن خلال اتصالات شخصية الكثير من التساؤلات حول الاهتمام التي تعيره ألف للجانب الإيروتيكي لهذا كان لا بد لي من توضخ بعض الأمور الهامة. تعالوا نتفق على أن الفجوة كبيرة جدا بين المؤمنين بالعلمانية والتحرر، التحرر من كل، القيود التي تكبل الإنسان العربي وتمنعه من الانطلاق نحو الحضارة، والدخول إلى صلب القرن الحادي والعشرين، وبين رجال الدين ومن لف لفهم. وهي فجوة كبيرة جدا. فكلما أراد العلمانيون التحرريون، المسير خطوة إلى الأمام، قام الآخرون بقيادة رجال الدين ورجال السلطة متعاضدين على إعادتهم خطوات عديدة إلى الوراء. فالحلف المقدس القائم بين رجال الدين والسلطة على مساحة الوطن العربي...
على عجل استداعني القدير لأعاليه، استغربت، لم يعتد أن يستدعيني إلى ملكوته، فما من بشر دخل بيته في الأعالي، ومسرعا توجهت إليه ممتطيا البراق الذي أرسله إليَّ.. دخلت بيته، دهشت من تواضعه الشديد، بيت عادي لا شيء يميزه سوى طاقة منيرة يتفرج منها على العالم، يجلس على كنبة عادية، وليس على عرش، لم يترك لي مجالا للكلام إذ بادرني قائلا: ـ أجلس هنا .. هنان بجانبي ارتبكت فكرسيه الإلهي مهيب أشعرني بقشعريرة وأنا أجلس قريبا منه، اعتاد أن يترك مسافة بيننا. قال ـ لست بقادر على رفع صوتي دخان وأبخرة حربكم السامة آذتني مستغربا قلت: ولكنك الله القدير؟ نعم أنا القدير الذي انتصر عليه الشرير.. كم...
لا أدري لم أحب لحظات الأنتظار، دائما يحلو لي أن أنتظر قدومك، أنتظر سماع صوت حذائك يسير في الممر الطويل المؤدي إلى بيتي، سماع رنين الجرس. أفتح لك الباب ولا يفارقني الانتظار، أنتظار الفرجة عليك تدخلين البيت مبتسمة بعد قبلة على الباب المفتوح، وبدء خلع ملابسك الثقيلة فقد جعلت البيت دافئا لأجل ذلك، تتخففين من كل ما لايلزم لي، بمعنى يمتعني أن أخلعه عنك بيدي، قميصك الداخلي وسوتيانك.. وضاحكا أطلب منك أن تصنعي لي إبريقا من الشاي .. كما أنت تغادرين يهتز نهديك وأنت تغادرين وأنا يمتعني مشهدهما مهتزان، وأنتظر عودتك بفنجان القهوة وحلمتيك واثقتان سعيدتان بلصلصتي عليهما .. تمتعني...
يخشى العالم المتحضر أن يحدث في سورية ما يحدث في دول الربيع العربي من انقسامات طائفية وعرقية ومناطقية في الدول التي سبقتها كتونس التي لم تستقر بعد رغم الفترة الزمنية التي مرت بها حتى الآن، والعراق المهددة بحرب طائفية بين الشيعة والسنة ولم يستطع حكامها الشيعة إشاعة الامن والاستقرار في ربوعها وبين شركائهم السنة وحتى بين شركائهم الشيعة المنقسمين على أنفسهم" المالكي ، الصدر" ونأتي إلى ليبيا التي ليس فيها طوائف فوجدت الانقسامات المناطقية إليها سبيلا فكان ما جرى ويجري إلى الآن من انقسامات مناطقية ذات طبيعة تآمرية برغبة في الحكم والاستئثار به مما يجعلها دولة غير مستقرة حتى الآن. إن...
كثيراً ما فكَّرْتُ في موضوعِ الصَّلاةِ، وقصَّةِ مُحَمَّدَ معَ ربِّهِ وموسى، وطلبِهِ تخفيفَ الصَّلواتِ الَّتي فرضَها اللهُ على المسلمينَ في المرَّةِ الأولَى؛ وكانَتْ خمسينَ صلاةً، فلو قَبِلَ النَّبِيُّ بهذا العددِ مِنَ الصَّلواتِ، لأمضَى المسلمونَ يومَهُمْ في الصَّلاةِ فقط، دونَ أَنْ يفعلُوا أيَّ شيءٍ آخرَ؛ فخمسونَ صلاةً في أربعٍ وعشرينَ ساعةً، يعني صلاةً كلَّ نصفِ ساعةٍ، فإذا أرادَ المرءُ أَنْ يُصَلِّيها في المسجِدِ، فهذا يعني أَنْ يُمضِيَ المسلمُ يومَهُ في المسجدِ، لا يُغادرُهُ، لأَنْ لا وقتَ لديهِ للعودةِ إلى عملِهِ خلالَ نصفِ ساعةٍ، ثمَّ العودةِ إلى المسجدِ مرَّةً أخرَى.!. هلْ يُعْقَلُ أَنَّ اللهَ لمْ يفكِّرْ بذلكَ، وأَنْ ليسَ على هذا المسلمِ واجباتٌ...
هو اليوم الموعود.. هكذا كان يفكر سالم الدمشقي وهو يسير مبتعداً عن مكان إقامته في تركيا، واحد من مخيمات اللجوء التي جهزتها الحكومة التركية للنازحين السوريين. كان سعيداً وفرحا يتمتم أخيراً سأبدأ عملاً استطيع العيش منه بكرامة. تابع سيره.. فجأة ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا وتساؤل. تطلع بعيداً تمتم: ـ أين أنت الآن يا عبير؟؟؟ وضع يديه في جيوب معطفه العتيق وواصل سيره السريع يلفح وجهه برد كانون الثاني الشديد نحو موقف الحافلات التي ستنقله إلى مكان عمله الجديد. بدا ساهما ومفكراً: ـ أين أنا منك الآن أين دفؤك، أين وجهك.. يا امرأة عرفتها قبل الولادة، حين أطل وجهك من قمر أصفر على لوحة...
في غَفْلَةٍ مِنِّي، جِئْتِ، وفي غَفْلَةٍ مِنْكِ جِئْتُ، في غَفْلَةٍ مِنَّا، صِرْنَا تَوْأَمَيْنِ سِيامِيَّيْنِ مُلْتَصِقَيْنِ، لا سبيلَ لَنا لِلْفَكَاكِ.
وَهَلْ نَرْغَبُ بِالفَكَاكِ.؟!!.
هَلْ نُفَكِّرُ في غَيْرِ أَنْ نكونَ معاً، مَهْمَا كانَتِ المَسافاتِ بعيدةً، والزَّمَنُ مُتَأَخِّراً.؟.
جِئْتِ في آَخِرِ الزَّمانِ، زَمَانِي، وكانَتْ كُلُّ الفُصُولِ مُهَيَّأَةً لِقُدُوْمِكِ.
تَسْأَلِيْنَ عَنِ مُفْرَدَاتِ الصَّوْتِ، عَنْ شَذَاكِ الَّذي أَرْسَلْتُهُ مِرْسالاً
وكَانَ على الوَقْتِ أَنْ يَرْتَابَ بِالوَسَنِ المُمْتَلِئِ بِعَبَقِكِ،
يَشُدُّكَ إِلَيَّ بِالياسَمِيْنِ. الياسَمِيْنُ الخَبَّأتُهُ في صَدْرِكِ ذاتَ حُلُمٍ، وَلَمْ أَسْأَلْ عَنْهُ لأَنَّنِي عَرَفْتُ أَنَّهُ هُنَاكَ، وَأَنَّكِ حافَظْتِ عليهِ لأَجْلِي. ثُمَّ اكتشَفْتُ أَنَّكِ أَنْتِ الياسَمِيْنُ، وَمَا خَبَّأْتُهُ عِنْدَكِ لَمْ يَكُنْ إِلا قِطْعَةً مِنْكِ، وَمِثْلُهُ النَّرْجِسُ وَزَهْرُ الَّليْمُونِ،...
حين أتحدث في الجلسات الحميمة عن نظرية المؤامرة يواجهني أصدقائي بابتسامات ساخرة، ويتهمونني بأني مريض بشي أسمه فوبيا المؤامرة.. فأنا أرى أن كل ما يحدث لنا الآن وما حدث لنا في الماضي .. وما سيحدث لنا مستقبلا مرتبط ارتباطا وثيقا بجهات خارجية مجهولة مرتبطة بالقوى العظمى تحركنا كالدمى المتحركة بخشبات نحن معلقين بخيطانها التي تنتهي بأيديهم .. ورغم كل تلك الابتسامات البلهاء الساخرة فأنا متأكد من تلك المؤامرة.. وأشاهد كل يوم فيلما بطله ميل جيبسون وهو بعنوان نظرية المؤامرة لأشعر بنفسي منتصرا مثل بطل الفيلم على كل أعدائي الذين يتآمرون علي وعلى الوطن .. ليس هذا هو صلب موضوعي اليوم ، ولكنها...
كَتَبَتْ على صَفْحَتِهَا في الـ"فِيْسْ بُوْكْ": " لِلغيابِ رائحةٌ كما لِلحُبِّ. ولِكُلِّ رائحةٍ زمنٌ حَيٌّ تولَدُ مِنْهُ، وتعيشُ فيهِ، ومعَ استنشاقِها في زمنِها الَّذي بَزَغَتْ فيهِ تسكُنُ في الذَّاكرةِ كالأيَّامِ، ببساطةٍ تخفقُ قلوبُنا بِمَنْ نُحِبُّ، وببساطةٍ نشتاقُ إليهِمْ عندَما يغيبُونَ. ببساطةٍ تأكلُنا غُصَّةُ الحزنِ، وببساطةٍ تُنْعِشُنا كلمةٌ مِنْهُ، أو خَبَرٌ عنهُ. ببساطةٍ كُلُّ شيءٍ يأتي ويذهبُ. الحياةُ ليسَتْ بحاجةٍ إلى تعقيداتٍ، ولا إِلى حساباتٍ ومعادلاتٍ ودسائسَ ومؤامراتٍ؛ لأَنَّنا ببساطةٍ سنحصلُ على ما هُوَ لنا فقط. لَمْ نصدِّقْ أَنَّ الحياةَ بسيطةٌ، أبسطُ مِمَّا نظنُّ.". أثارَتْهُ كلماتُها العتيقةُ عِتَقَ عُمُرِهِ، الصَّادقةُ صِدْقَ الحقيقةِ، وتمنَّى لَوْ كانَ هُوَ المقصودَ مِنْ تلكَ الكلماتِ؛ وتساءَلَ: تُرَى كيفَ...