الفاتحة
أما من أجلي، من أجل فرجي، من أجلي، الرابية المكومة عاليا، لي أنا العذراء، فمن يحرثه لي ؟ فرجي، الأرض المرويةـ من أجلي، لي أنا الملكة، من يضع الثور هناك. دوموزي تأتيه الحمية فيصرخ مجيبا: "أيتها السيدة الجليلة، الملك، سوف يحرثه لك، دموزي الملك، سوف يحرثه لك". فتصرخ إنانا منتشية " أحرث لي فرجي يا رجل قلبي " . صرخة جذلة ، تصرخ بها إنانا دون خجل أو مواربة ، تنادي دوموزي وتقول له تعال وأحرث فرجي يا رجل قلبي . في ذلك الزمان ، وذلك الزمان، رغم آلاف السنين التي تفصلنا عنه، مازال معاصرا، ومازال حقيقيا، ومازلنا نحتفل به نحن إلى اليوم. بدأ الكون بعلاقة جنسية بين آدم وحواء...
سأريحكم وأرتاح، سأريحكم من الحديث في السياسة والدين، سأريحكم من انتقاداتي التي قد تصبح مملة فيما لو تابعت الكتابة بالطريقة ذاتها، رغم أنني لم أصل بعد إلى هدفي. لم أجد رجل دين يقول تعالوا نفكر فيما يقوله هذا المأفون من كلام كبير، أكبر من عقولنا، ومن قدرتنا على الاستيعاب. فعقولنا مبرمجة على أساس واحد زائد واحد يساوي أثنين، ولا نستطيع إلا نفكر بهذه الطريقة. كنت أود لو جاءني رجل دين ليناقشني، لو رد عليَّ وقال تعال نتناقش، لكنت شعرت بالسعادة لأن مثل هذا الرجل يكون مستعدا لمناقشة ما أكتب من حيث المبدأ وهو تطور أقبله جزاء على صبري. لكن ذلك لم يحدث،...
السؤال الذي يراودني دائمًا هو: لماذا لم يستطع أي مبدع عربي في العصر الحديث، باستثناءات قليلة، الوصول إلى العالمية؟ مع العلم أن عددًا لا بأس به من كتابنا مؤهل لذلك. قد يقول قائل ولكن كثير من الكتاب ترجمت أعمالهم إلى لغات أجنبية أخرى. أجيب وبقناعة تامة، أن من ترجمت أعمالهم إلى لغات حية أخرى، قد ترجمت إما عن طريق علاقاتهم الشخصية، أو عن طريق العلاقات الدولية التي تتقارب أحيانًا، وتتباعد أحيانًا أُخَر، ولكن كثيرًا منهم لم يحقق انتشارًا واسعًا وشهرة كبيرة كتلك التي حققها كتاب أميركا اللاتينية في العالم أجمع (ماركيز مثالًا). السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا؟؟ لماذا ليس لدينا...
هَلْ تسمحونَ لِي بِالخُروجِ عنِ المألوفِ.؟ فَلا أتفلسفُ، ولا أخوضُ غِمارَ معاركَ دونكيشوتيَّةٍ، لم تأت يوماً بنتيجة، ولَنْ تأتيَ سوى بتخديرِ الألمِ فينا.!. لمْ أعتقدْ يوماً بِأَنَّني - بِمَا أكتبُهُ - سَأُغيِّرُ العالمَ.!. أوْ أُغَيِّرُ البلدَ، أوِ الحارةَ، أوِ البنايةَ الَّتي أسكُنُها؛ أوْ أُغَيِّرُ حتَّى جاريَ الَّذي يعيشُ شقةٍ مُواجِهَةٍ لِشِقَّتِي، التَّغييرُ يحتاجُ إلى حُرِّيَّةٍ.!، يحتاجُ إلى نقاشٍ مُتكافِئٍ بينَ فريقَيْنِ، هَبَاءٌ وَعَبَثٌ أَنْ تدخُلَ نقاشاً، سِلاحُكَ فيهِ قَلَمُكَ الأَعْزَلُ، في مُواجَهَةٍ غيرِ مُتَكافِئَةٍ، يستنفِرُ لها كل قواه فلا تكافؤَ البتَّةَ، بينَ فَرِيقَيِّ المُواجَهَةِ، والقُوى الفاعلةُ " الدِّينيَّةُ والسُّلطويَّةُ" جاهزةٌ لإسكاتِكَ بِشَتَّى الطُّرُقِ والأساليبِ، عِنْدَ أّوَلِ غَلطةٍ في حساباتِكَ نَحْوَهُما؛...
كلما اقترب موعد اجتماع الأستانة ، كلما رفع الأسد من وتيرة قصفه المجنون للمدنين، وكأنه يريد أن يقضي على أكبر عدد ممكن من السوريين، ومن الحضارة السورية كعقوبة قاسية لأنهم وقفوا ضده. الأسد سيكون في المستقبل وسيلة إيضاح ليتعلم العالم كيف يكون الديكتاتور والقاتل التسلسلي. هو وسيلة ليخبر العالم بعد انتهاء الحرب كيف يمكن للدكتاتور في ظل مؤامرة كونية يشارك فيها العالم دون استثناء قتل وإبادة شعب بالكامل على مرأى ومسمع من العالم أجمع. يفعل كل ذلك، يصنع كل هذا الخراب الذي نراه، يدك مدنا بأكملها بمن بقي فيها ولم يهاجر لتمسكه بأرضه وماله وبيته. والعالم المتدمن المتحضر يتفرج عليه مستمتعا...
هو السكون يلفنا، يستوطن ذاكراتنا، يتبلد داخلنا، يحولنا إلى مستنقع راكد نافذ الرائحة. والألف تتحول إلى همزة على السطر، أو هي همزة تحت السطر. ما الذي حدث؟ كيف استطعنا أن نحول الألف الشامخة إلى همزة على السطر؟ من يحمل المسؤولية؟ نحن أم هم ؟ من نحن ومن هم؟ وكيف يصلح سؤال كهذا ليلخص حالتنا الآن؟ وهنا. هل أصبحت الألف ألفين؟ ألفهم وألفنا؟ ألفنا منتصبة شامخة تعبر عما كنا عليه، وعما نريد أن نصبحه، أو أن لا نتخلى عنه. وتريدنا ألفهم المقصورة غارقين في مستنقع السكون. هل نطلق على هذا القرن اسم قرن المستنقعات، إذا كان كذلك فما الاسم الذي نطلقه على...
هو، أفصد بشار الأسد، فقط يبدو أبلها، ولكنه في الحقيقة ماكر وتعلم لعبة السياسة بسرعة، وهو في الحقيقة سعيد بكونه يبدو أبلها على شاشات التلفزيون بضحكته البلهاء حين يحكي نكتة لا يضحك عليها سواه، وهي في حقيقة الأمر نهيقا وليس ضحكا. كان يجتمع بالوفود المغادرة لاجتماعات الأمم المتحدة، وكانت لديه مقولة واحدة يقدمها كدرس لوفده بقيادة الغبي الآخر وليد المعلم ومقولته كانت حكمة جليلة ، تتلخص بجملة واحدة تقول كن وقحا وأزعر وافعل ماشئت. وفي شرح مسهب لهذا القول المأثور كان يقول لهم علمني أبي رحمة الله عليه وآله إن الوقاحة أعيت من يداويها لذلك عليكم أن تكونوا وقحين يعني بالعامية...
كان بلاغ سقوط القنيطرة، قبل أن تسقط ، ورقة الاعتماد التي قدمها حافظ الأسد لإسرائيل ليثبت ولاءه المطلق للكيان الصهيوني.. وحين استغرب وزير الإعلام السوري إذاعة البيان من الإذاعة السورية، أتاه الرد من مختص بالشأن السوري في إسرائيل هو إيال زيسر "نحن تعودنا دائما أن تبث بعض الإذاعات العربية بلاغات عن انتصارات لم تحصل، البيان هذه المرة كان عن هزيمة لم تحصل بعد".. ولكن ورقة الاعتماد تلك كانت غير كافية لذلك طلبوا من حافظ الأسد عدم المشاركة في الحرب بشكل جدي.. ومحاولة التملص من أي ضربة جدية لإسرائيل لا برا ولا جوا وثبت ذلك بشكل قاطع رفض الأسد الأب الدخول...
الخطأ الفادح لدى بعض محللي السياسة وكتّاب المقالة أو المفكرين حين يكتبون عن بشار الأسد وجرائمه أنهم لا يضمون له جرائم داعش، وهي في الحقيقة سلاحه الأمضى وأداته للقضاء على الثورة السورية. فهو حين فكر.. أو فُكّر عنه بضرورة القضاء على الثورة والبقاء في الحكم ملاذه الأخير، لأنه إذا لم يبق في الحكم وهرب خارج البلاد ونجا من القتل سيجده الثوار ويلحقون به إلى حيث لجأ للقصاص منه. وللسوريين سوابق في ذلك فقد لاحقوا أديب الشيشكلي إلى منفاه في البرازيل وقتلوه. ومن قام بقتله ابن أحد ضحايا تلك المجزرة نواف أبو غزالة. وأكاد أجزم أن إحدى هواجس بشار وأحلامه الكابوسية...
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أمريكا دولة ديمقراطية فطريقة انتخابها لمجلس شيوخها ولمجلس نوابها ولرئيسها ولحكامها في الولايات كلها مدروسة بعناية فائقة حيث لا يرقى إليها الشك بأن العملية الانتخابية هي أعلى أشكال ديمقراطيتها .. ولكنها ديمقراطية دمية.. ليست حقيقية هي دمية ناطقة مثل تلك التي يلعب بها الأطفال الصغار، ولكن من يتمعن جيدا في ديمقراطية أمريكا يكتشف زيفها ويكتشف أنها لعبة يتبادل فيها أصحاب رؤوس الأموال الحكم بين ديمقراطيين وجمهوريين، وهما لا يختلفان من حيث النظرة العامة لبلدانهم ووسائل سيطرتهم على العالم وما إلى ذلك من أمور كبرى.. ما يختلفون عليه موضوعات صغرى.. وهذه الموضوعات الصغرى يجعلونها كبيرة...