لكن الغرب، وعلى رغم تقدمه وقوته وإشعاعه، ليس العالم بأسره. وأخطأ الذين اعتقدوا أن القرية الكونية بأسرها ستسارع إلى اعتناق النموذج الذي أشهر انتصاره غداة اندحار الاتحاد السوفياتي وانتحاره. فشل الرهان ولم يعمر نظام القطب الواحد طويلاً. وها نحن نشهد ارتباكَ الحلبة الدولية بصعود ملاكمين يصعب اتهامهم بالديمقراطية على الأقل في صيغتها الغربية.
ولأول مرة أعرف ألا فضل لأهل دمشق سوى «اليبرق والمحشي»، ولا علم لهم سوى معارف أهل القرى النائية القصية عن كل حضارة وتطور!
من خلال العمل الذي تحول لسيرة بني هلال في أجزائه الثمانية، يضع لنفسه إطاراً تاريخياً خلال فترة الانتداب الفرنسي، وسأختار الفترة 1930 – 1940 للحديث الذي يدمي القلب حول دمشق، فماذا يقول التاريخ:
كما تختلف غنوصية الإخوان في وسائل وأساليب تحقيق المعرفة. فبينما تركز الغنوصية التقليدية على المعرفة الصوفية التي يحققها التأمل الباطني في معزل عن العالم ومؤثراته، فإن الإخوان يرون أن الثمرة الأخيرة للمعرفة، وهي معرفة النفس ومعرفة الله، لن تتأتى قبل معرفة العالم ومجرياته، ومعرفة الجسد الإنساني بجميع وظائفه، لأنه مسكن النفس ووسيلتها إلى الانعتاق.
نقتات نحن السوريين على (فيسبوك)، وعلى صفحاته، تابعنا الموت، واكتشفنا أن إجرام النظام بلا حدود، وأبو نبيل حمل السلاح مع أكثر من فصيل، بعد أن كان يملك محلًا لصيانة أجهزة الكومبيوتر قبل الثورة، وتعرف على إجرام النظام، ومن بعده فساد الفصائل، فاعتكف في غرفته في برزة بدمشق، وقرر أن يصبح جهاديًا فيسبوكيًا.
بمجمل الأحوال، لن أعود للغرق بهذا السؤال العدمي، لطالما من تمنيت لو أنهم عايشوا الثورة، توفاهم الله، ولم يشاهدوا جرائم النظام التي فاقت وبآلاف المرات ما كتبوا وتوقعوا، ولم يشهدوا انزياحات المعارضة التقليدية التي انضمت للثورة وأي مطبات وسقطات وقعت بها، بل ولم يصدموا كما نحن، بالأصدقاء والحلفاء والمجتمع الديمقراطي والمؤسسات الدولية.
قرّر نجيب محفوظ في لحظة تحدٍ أن يلد "ألف ليلة وليلة" من جديد بقلمه الخاصّة وبفكره الشّخصي،فأنتج لنا روايته الشّهيرة" ليالي ألف ليلة" لتكون محطّة فكرّية مهمّة عنده،وذلك بعد أن تشبّع من "ألف ليلة وليلة"،وقرأها في طفولته مراراً وتكراراً بالسّر مع أصدقائه دون أن يعرف أهله بذلك على حدّ تعبيره(1)،بعد أن فُتن بقدرة ألف ليلة وليلة على التعبير عن عالم بأكمله
لقد سبق الفارابي نظيره مؤسس المدرسة الخلدونية على الأقل بأربعة قرون. والفارق بينهما يمكن أن يدل على شدة الارتباط بمدرسة الوحي ومؤسسة النبوة. فالجدل لا يمكن أن يكون مقدمة لنظرية في علم الاجتماع، والملاحظة والتدوين لا يمكنهما إغناء مادة ومحتوى الوحي كولاية كونية تتصرف بأصل النوع البشري. وأن لا ننتبه لخلطة ابن خلدون (كثير من التنقيب والتصنيف وشيء لا يستهان به من السحر والتخيل) يعني أن الخلدونيين أضفوا عليه منهجية هي ليست منه.
والسؤال الأهم بهذا الشأن: كيف ننظر لصفات القائد الناجح، وأين تنتهي العصبية لضمان الولاء وأين تبدأ الضرورة بفرض قانونها وأحكامها. لقد عانت شخصية ابن خلدون من قلق عميق في المعاني، والاحتكام للواقع عنده لا يلغي الاحتكام للدور التحريضي الذي تلعبه الذات. ولكن بكل بساطة يمكن أن نقول إنه براجماتي أو عملياتي. يتحرك وفق أهوائه الشخصية (المنافع والأهداف الخاصة) ويعدل كلما استجدت أمور على المشهد السياسي العام (الواقع والظروف).
من المعروف أن سورية كانت لدى الغزوة الصليبية لسورية.يغلب التدين بالمسيحية على سكانها والذين ربما تجاوزت نسبتهم الخمسين بالمئة من السكان, فلم يكن الأمويون مبشرين, ولاقاسرين للمسيحيين على الإسلام, فحين وصل عمر بن عبد العزيز إلى الحكم وجد أن من سبقه من الخلفاء لم يقسروا المسيحيين على الإسلام, فلما تساءل عن السبب اكتشف أن الخلفاء الأمويين كانوا يفضلون لهم أن يظلوا مسيحيين, ويدفعوا الجزية على أن يسلموا
وحمصُ الهزيعُ الأخيرُ من اللّيلِ
بعد انغلاق الحواني على الخمرِ
قبل انشقاق الأذان عن الفجرِ
تخبرني أنَّ همّي يزيدُ