غَادَرَتْ زوجتي المنزلَ إلى عملها، فيما سلطانُ النومِ باسطٌ هيمنته عليّ، و بين الصحوِ و اليقظةِ، أخبرتني قبلَ مغادرتها أن عليّ النهوض متى عزفَ هاتفي المحمول أنغامَه التنبيهية، كي أجهّز ابنتي للذهاب إلى المدرسة، في يومٍ ليس كباقي الأيام، لا ينفعُ فيه تبريرٌ للتأخيرِ، و لا يجوزُ عنه الغياب، لأنه يومُ الامتحانِ.
عدتُ للنومِ، وكلي ثقةٌ بأنغامِ هاتفي وقدرتها الإيقاظية، و فعلاً، أطلقَ نشيدَه المقيت المعتاد، فإذا بها مكالمةٌ من بعيدٍ، من قطر، وقد أعلنتْ شاشتُه أنّ المتصلَ هو فيصل القاسم، معدّ .
ماذا تفعل حين تُفاجأ دون إنذاراتِ قلبٍ سابقةٍ أنَّ من رهََنتَ حياتك له قد خذلك؟
أنّ مَن انتظرته العمرَ كله، قد أطفأكَ بثوانٍ معدودة !
أنّ مَن غَيَّرتَ حياتَك كلها لأجلهِ، قد تغَيِّرَ ؟
أن مَن جعلتَها بين صفوفِ الملائكة، دون ندمٍ، أصرَّتْ على الهبوطِ بمظلة
" الظروف" على جثةِ قلبِكَ المُدمى ؟؟
ماذا ستفعل وأنت ترى : ليالي " الماسنجر "، شغفَ اللقاء،
كتبت وكتب غيري عن جرعات التخلف التي تحملها بعض المسلسلات الرمضانية وبشكل خاص ما يتناول منها البيئة الدمشقية والشعبية, لا أعلم سبب إصرار مؤلفي العمل من كاتب النص إلى مخرجيه إلى الممثلين المشاركين فيه, إصرارهم على إظهار البيئة الشعبية على أنها جاهلة ومتخلفة ولا يحكمها لا عقل ولا حتى قانون باستثناء قوانين (العكيد) و(الأعراف) و (التقاليد) وما تتداوله النسوة من ثرثرات لها علاقة بمصالحهن باقتناص (عريس) أو إرضائه بعد التمكن منه وولادة صبي يحمل اسمه...,
محاولة حرق القرآن الكريم في أمريكا ليست الحركة الوحيدة في الغرب ضد الإسلام ، بل سبقها الكثير من حركات الكراهية - المسبقة الصنع - من منع الحجاب ، وكتب ضد الإسلام ، وصور مسيئة للإسلام ، ومنع الأذان ، وكاريكاتير مسيء للرسول محمد، وإذا هي حالة كراهية - وإن نظر لها بأنها فردية ولا تشمل العالم الغربي.. - هذه الكراهية مستمرة في أكثر من مدينة ٍ ودولة ٍ غربية ،حتى لتبدو كظاهرة ٍ متنامية
إن انتقال النظام تاريخياً من جوانية الفرد، والتي كانت الرسالات السماوية والأديان بمختلف أنواعها وتجلياتها المعبر الرئيس عنه..والتي كانت تسعى جاهدة لتكوينه واكتماله، نقول أن انتقال النظام من جوانية الفرد إلى الخارج، كان العامل الرئيس في حركة التطور الحديثة، والتي بدأت بالارتباط بالوطن، وظهور التكنولوجيا، ومن ثم عمل واستثمار الناس لإمكانية "هذه الأرض الوطن"من بترول وغيرها من خيرات.. ودخول يد الإنسان كفاعل في هذه الأرض التي تغير دورها الوظيفي، من كونها منتجاً للطعام والشراب والمسكن فقط، إلى دور حركي تجلى بالآلة التي
عندما نشأت السينما تلك النشأة الكيميائية المتواضعة في فرنسا، لاقت الرواج الأعظم ما بين الناس المتعطشة لهذا الفن العظيم ،ولم يكونوا يتخيلون أنها في يوم من الأيام سوف تحتل العقول والقلوب أيما احتلال، وستعود على الدولة بأرباح اقتصادية وسياحية لا حصر لها .
العقل البشري بالطبع كان السبب في ظهور الفن السابع المعتمد على البحث العلمي الدقيق عن مكنونات الأمور وسرّ تفاصيلها الحيوية،
لا تزال العلمانية الدريئة الأساسية التي يطلق عليها جلّ المفكرين الإسلاميين والقوميين والشعبويين سهامهم النظرية، استسهالا للوصول إلى قلوب "الجماهير" لتحقيق مكاسب غالبها سياسي. ومؤخّرا صدر لمفكّرين إسلاميين واحدهما يساري والآخر راديكالي دراستان نشرتا في مكان واحد (1)، وتناولتا المسألة العلمانية بتقريع مهذب، مرده اعتقاد الرجلين أن العلمانية قد هزمت تاريخيا، وأنهما يسلكان سلوكا تربويا مترفعا، للإجهاز عليها.
فأما الدراسة الأولى فللكاتب الإسلامي اليساريّ حسن حنفي، الذي يعود مرة أخرى إلى السجال التاريخيّ الشهير بين ممثل الفكر العلماني فرح أنطون والإمام محمد عبده. وهذه المرة ينتقي حنفي زاوية جديدة لنقد فكر أنطون بعد مرور مائة سنة على السجال التاريخي. وهو يرى أنّ الرجلين متفقان "من حيث الهدف والدعوة، إنما على خلاف في الجهة المصدر." وبذلك، يحيل حنفي السجال، بدلا من اعتباره سجالا بين اتجاهين