كان المكان في مركز محلي كئيب. هناك طاولة تحمل صفا من أكواب الفلين، والملاعق البلاستيكية، والنسكافيه، والحليب المجفف، وأكياس زهرية اللون من "حلو قليل الحريرات". كل الموجودين بحركة دائية، ويشربون القهوة سريعة التحضير. ويتبادلون التحيات بالأسماء، ويتصافحون ويتعانقون بحرارة. كانت نانا تأتي إلى هنا من أسبوعين فقط. ومع ذلك نادى الموجودون عليها ولوحوا لها بأيديهم. وتنتقلت من مجموعة إلى مجموعة. وتكلمت مع الجميع بالطريقة التي يتبعها الناس كلما دخلوا في مرحلة جديدة. واستطردوا بالكلام حول الكفلاء. ولم تكن لدي فكرة عن معنى كفيل، لذلك اكتفيت بالإصغاء، ولكن خمنت أنه نوع من القسس أو الحاخامات. كان الجميع يتكلمون بنفس الطريقة:" كان يوما صعبا. أنا بحاجة لشراب. اتصلت بالكفيل. ولكنه قرأ لي من كتابه الكبير".
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت
لأحرث من شئت منهن :
بعد الظهيرة - بنت
وفى الليل - بنت
وفى الفجر - بنت
لتحمل منى جميع البنات
وينجبن مني وليا على العهد .. مئى ..
سأختاره كيف شئت
كان القمر غائبا تحت الغيوم، ومشهد طويل من الأراضي المنخفضة على يمينهم، وفوقهم صف من الأشجار المتراصفة، وحالما احتضن كوعها، ، انتبه لانزلاقات ، ولمطر من الصخور التي تطن بلا ترتيب وتتدحرج على الطريق. قال فيل:"أحتاج لدقيقتين لفتح علبة الطعام". وبدأ يشرح لها نظامه الخفيف في السفر. ولكن صرف السائق بأسنانه، وضغط على المقود، وضرب المكابح وجمد بالسيارة في مكانه. ارتمت نحو الأمام ، واستندت بمعصمها على المقعد الأمامي. ولكن حزام الأمان جرها إلى الخلف، لقد امتصا الصدمة ولكن لم يشاهدا شيئا. فتح السائق الباب ورمى نفسه في بحر العتمة، وهمس فيل يقول:" هذا مجرد ولد".
إلى اي موت
ستؤول هذه المغامرة
التي ستظل تمثالا من ملح
في مدينتـنا الضائعة.
نـامي
نـامي، يا حبّي المحظور،
نـامي قبل ساعة منتصف الليل الحاسـمة
حين سترجعين إلى المنزل
من دون أن تكوني قد صرتِ أميرةً في أسطورة
عشيقةً في رواية
أو امرأة سعيدة
المدينة تنسانا،
أفلتها وحينما خفف من قبضته سمع صوت كعب حذائها الصغير وهو يطرق على الأرض. قال لها:" يا لك من دمية ناعمة". ووقف بكامل قامته أمامها. كان قادرا على التحكم بتعابيره الشخصية وهو ينظر إليها. كان منضبطا ورقيقا ومغمورا بالدهشة؛ وبالكاد تعرف على نفسه. كان لا يزال بعينين مطبقتين. وهي تنتظر قبلة ثانية منه. في هذه المرة عانقها برشاقة، اليدان على خصرها، وهي على أطراف أناملها، واللسانان مشتبكان معا. ببطء ويسر، قال لنفسه. لا داعي للتسرع. ولكن لاحقا لف ساعداه بقوة حول ظهرها. كما لو أنهما يتحركان بشكل مستقل عن إرادته. وبحث عن شريط حمالة الأثداء. ولكن حركة منها، طرفة عين أخبرته أن الوقت غير مناسب. ليس هنا. أين إذا؟. كان لديهما وقت قصير للإسراع من بين الضيوف والصعود إلى الطابق الثاني معا.
و شرع العصفور بالغناء. فخرجت ماغي إلى البهو.
قالت حينما تابع العصفور التغريد:" آه يا صغيري. كم أنت رائع. نعم". ثم التفتت إلى مادلين و قالت:" هاي".
ابتسمت لها مادلين. و احمر وجهها. و لم تكن متأكدة أنه بوسعها أن تنسحب. فرفعت ذراعها ببطء لتقدم القفص لماغي. قفز العصفور و ارتطم بباب القفص الأمامي ليرحب بماغي. فانحنت له ماغي و لامست القضبان القريبة من العصفور بأناملها.
" إ،،،إ،،، اشتريته لك".
أيّها الحبُّ آه ياحبّي، لا نهائيّا كان اللّيل، ولا نهائيا كان سهرنا.
حيث وجود كثير تَلفَ.
أكون لك المرأة، وبدلالة كبيرة، في ظلمات قلب الرّجل.
ليل الصّيف يستضيء في خصاص شبابيكنا المغلقة، والعنب الأسود يزرقّ. في الأرياف، ونبات الكَبر على حوافّ الطرق يُظهر لحمه الوردي، وشذى النّهار يستيقظ في أشجاركم ذات الرّاتنج.
أكون لكَ المرأة، آه يا حبّي، في صموت قلب الرّجل.والأرض، لحظة يقظتها، إهتزاز حشرات تحت الأوراق :
فهي إبرٌ ونبالٌ تحت كل الأوراق...
وأنا أصغي، آه ياحبّي، لكل الأشياء تمضي إلى نهايتها: بومة بالاس (2) الصغيرة
ألفظ اسمك في الليالي المعتمة
عندما تجيء الكواكب لترتوي من القمر
وتنام أغصان الأوراق الخفيّة.
ألفظ اسمك وأشعر أني خالٍ
من الشغف والموسيقى:
ساعة مجنونة تغنّي
أوقاتاً قديمة ميتة.
ألفظ اسمك في هذه الليلة المعتمة
ويرنّ اسمك فيّ أبعد مما كان يوماً:
تبدأ القصيدة مثل "أنشودة المطر" للسياب، برثاء حزين، وفي نفس اللحظة يمكنك أن تقرأها كقصيدة حب من قصائد قباني، لما فيها من هيام استحواذي وعاطفة جياشة. وتنتهي القصيدة بالعودة إلى السياب، ولنداء الثورة الملتهب، المليء بالوعيد والتهديد والمتعطش للدماء.
والمشهد العاطفي لهذه القصيدة شديد الاضطراب؛ ويرفع الستار عن الحب كمادة قابلة للتطاير والاشتعال. فالحب يتحكم بالمشاعر المتناقضة كلها- الغبطة والحزن والوفاء والألم والبغض والغضب والثورة والانتقام والموت- ويعمد دائما للإفلات من السيطرة، والهروب من قبضة الوعي، أو العقل، لينمو في جو من الفوضى. فالعشق جنون، وأن تحب الأمة - الدولة يعني أن تصاب بلوثة الجنون.
أنا أحبُّ فتاةً طويلةَ القامة. عندما تجلسُ على ركبتيَّ
لا شيءَ يعلوها، ولا شيءَ يعلوني،
يمكنني فقطْ أنْ آخذَ حَلمتَها بشِفَاهي
وأُدَاعبَها بلساني. لأنَّها فتاةٌ طويلة.
أنا أحبُّ فتاةً طويلةَ القامة. عندما نَضطجِعُ في السَّرير
هي على ظَهرِها وأنا تمدَّدْتُ فوقَها،
وأجزاؤنا الوسطى مُنشغلةٌ ببعضِها البَعْض،
أصابعُ قدميَّ تلاعبُ أصابعَ قَدَميها ولِسَاني بِلسانِها،