عالم ما بعد الأسد سيكون فيه أيتام كثر، مثل « حزب الله» وبعض الأحزاب والفصائل التي أيدته، وأحرقت كل مراكبها مع المستقبل. هذه المكونات ستبحث عن وظائف جديدة وأدوار مستحدثة. وإلى حين إعادة تموضعها، بما يتناسب مع واقعها الجديد، ستستمر تلك المكونات في المشاغبة على السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي. لكن دائماً سيكون هناك أمل ببداية جديدة في عالم خال من بشار الأسد،
الصحافية، والكاتبة السوريّة، سعاد جروس تروي في كتابها الجديد: «من الانتداب إلى الانقلاب ـ سورية زمان نجيب الريس»، سيرة «نضالية« لصحافي رمز، من خلال تفكيك سيرة وطن، فنجيب الريس الذي كان وطنياً متطرفاً إلى حدّ «الإعياء»، وحتى رمقه الأخير، ما أكسبه ألقاباً معنوية عدة، ذات وجه واحد، استحقها عن جدارة، كانت بمثابة هوية حياتية له منها: «
حالة الطوائف والطائفيين هذه تذكِر بحكاية حبة القمح والخوف من الديك. فالرجل الذي تقول الحكاية إنه مصاب بوهم الخوف من الديك، هو بالأساس يتوهم أنه حبة قمح يمكن بأية لحظة أن ينال منه الديك بمنقاره. وبعد علاج نفسي طويل، تخلى الرجل عن وهمه بأنه حبة قمح، وتعافى من مرضه، لكنه في اللحظة الأخيرة قبل مغادرة المستشفى، استدار نحو الطبيب وقال له: «أنا يا دكتور إنسان ولست حبة قمح،
يعرض الأكاديمي المغربي محمد الصغير جنجار المقدّس وتوظيفه في الحالة المغربية، منذ المهدوية إلى الإسلام السياسي المعاصر. اختار نماذج عدة محللاً أطرها وأبعادها. تركزت ورقة مبروك المنّاعي على شعر أبو نواس الذي يُعد من أكثر الشعراء هتكاً للمقدّس وتوظيفاً له. تجلى هذا العبث بالمقدّس في الاستهانة بالفرائض كالصلاة والصوم والحج وامتداح الحرام، إ
ثانياً، تعجب من معارضة دأبت على المطالبة بوقف العنف كمقدمة للشروع بحل سياسي، لكن بعضها الذي تفتنه اليوم «انتصارات» الجماعات المسلحة، صار من أشد المطالبين باستجرار سلاح نوعي للمقاتلين، ومن أكثر المتحمسين للحسم العسكري، من دون تحسب لدور سطوة القوة العارية في تنحية الحقل السياسي أكثر فأكثر وتهميش المجتمع المدني وتدمير الحاضنة الشعبية وخسارة فئات لها مصلحة في التغيير الديموقراطي
وهكذا، وبعد كل التضحيات التي قدمها السوريون يعدهم «الممثل الديموقراطي» لهم في ائتلاف المعارضة أنهم بعد سقوط النظام سيحصلون على سبع سنوات هي «عتبة الديموقراطية». سبع سنوات غامضة الآلية في الحكم. ليلموا فيها شملهم ويتوحدوا ويتوافقوا، لكن كيف؟ إن لم يكن عبر نظام توافقي يقوم على المحاصصة وهو فعلاً أبشع أنواع الأنظمة كما نراها في لبنان والعراق.
البراميل المتفجرة التي ازداد معدل استخدامها من قبل قوات النظام، في ظل صمت دولي شبه تام، تؤكد من جديد ألاّ أحد يكترث بالسوريين. لكن لا يقل أهمية عن ذلك أن السوريين بغالبيتهم لم يعودوا كذلك، ومجيء الحشد الشيعي الأخير قد يكون حاسماً في قصم ما تبقى من شعرة تلك الصفة المعنوية «السورية» التي تجمعهم، وبقائها ضمن مفهوم الجغرافيا الطبيعية ليس إلا. ليس بالأهمية ذاتها هنا ما إذا بقيت البلاد موحدة أو خضعت للتقسيم،
ليست الانتخابات كنه الديمقراطية كما يريد أن يوهمنا الإسلاميون ومن يدور في فلكهم بل هي طريقة في اختيار من يدير البنيان الدولتي القائم سلفا، وهو أساس وشرط المرور من دولة “الرعية” إلى دولة المواطنة. وحينها فقط نضمن حرية الضمير والتعبير وأسلوب العيش للجميع ونضمن احترام الاختلاف.
وتجنبا لهذه الكارثة ينبغي فصل الدين عن السياسة لضمان تنافس حقيقي من أجل الوصول إلى السلطة
منذ اندلاع ثورات “الربيع العربي” في العام 2011، درجت لدى الغالبية، عادةُ إبراز العاميّ على حساب المثقف الحقيقيّ، انطلاقاً من موقف كيديّ أحياناً، يُستعمَل فيه العاميّ أداةً في خدمة وجهة نظر معيَّنة، عندما يقع اصطدام نظريّ مثلاً، بين المثقفين أنفسهم، وغالباً ما يستغلّ العاميّ الحاجة إليه في الصراع هذا، فيمعن في استبداده ضد المثقف الحقيقيّ. هكذا، يصير هذا الأخير مهمَّشاً أكثر، فضلاً عن كونه مهمشاً وملفوظاً أصلاً.
أعوام مرت على خروج مصطفى خليفة من السجن، وأعوام على كتابته (القوقعة)، ويوم واحد فقط مر على تحرير ذلك السجن الذي يعد واحد من أخطر سجون العالم في العصر الحديث، ويبقى للكاتب رأيه في ذلك التحرير، وكيف يرى (قوقعته ) بعد التحرير، وغيرها الكثير من الأسئلة التي طرحها (سراج برس) على الكاتب السوري مصطفى خليفة بعد غياب طويل عن الإعلام، وبعد يوم من تحرير السجن، وخرج لكم بالحوار التالي: