خوفا من التطورات المتسارعة التي قد تضعهم خارج اللعبة ولأهداف سياسوية بحتة، وبحثاً عن السيطرة على الشباب الذي بدأ يفلت من قبضتهم المعنوية والتنظيمية يوما بعد يوم، عمل "الأخوان" على استمالة الشباب وركوب قطار متعته في آخر لحظة. تجلى ذلك في محاولتهم الالتفاف على هذه الجنسانية الجديدة التي يعيشها الشبان والشابات من دون عقدة، بإعطائها صبغة إسلاموية،
على مر العصور، تمت عملية تطبيع الجسد الأنثوي حفاظاً على مقام الذكورة العائلية والاجتماعية والدينية والسياسية. هكذا جرت عملية كتم صوت الجسد الأنثوي وتصفيده لتصفيره-من الصفر- وإلغاء لغته من أجل فرض لغة أحادية النبرة، لا صوت يعلو فوق صوتها .بدءاً من السبي والزواج والطلاق وتعدد الزوجات والعشيقات وسوق الجواري والختان والحجاب والعيب والحلال والحرام والممنوع، تم إخضاع جسد الأنثى للمحظورات والعقوبات الذكورية.
(يا امرأة / يا معرفة/ ما حاجتي لكما/ لماذا لم تموتا مثل موت الآلهة/ من أطلق الماضي عليّ كأخطبوطٍ حول روحي التائهة) من ديوان «هي أغنية».
في الواقع، يُشهد للحسن مغامرته التي تذكّر كلّ قارئ بجماليات اللغة العربية، لفظاً ورسماً ومعنى ودلالة، في بحث يرصد الصوتي في الكلمة، ودلالة رسمها، وتكرار حروفها، بل وحتى التشكيل من فتح وضم وسكون. بحثٍ نقدي أعاد التذكير ببحور الشعر العربي،
على رغم أنّ أدلوجة «ولاية الفقيه» تُعتبر عصباً ركيناً وأساسياً من أعصاب النظام الإيراني، إلا أنه لا يمكن بأي حال مساواتها مع التعبير المتناقض داخلياً مع نفسه حينما نقول «الجمهورية الإسلامية» (ربما من المهم أنْ نتذكر أنه في حالة مثل هذه الأصوليات هناك دائماً عمليات غير عقلانية: بمقدار ما تهدف إلى تشويه التراث، بغية مصالحها، بمقدار ما تحاول مسخ الأيديولوجيات الحديثة، لتنتج مركبات هجينة، لا هي تراثية ولا حتى حديثة). ربما يُفضّل القادة الأصوليون الطهرانيون، اختصار تعبير الجمهورية الإسلامية بولاية الفقه والشريعة، ويؤكدون أنّ ذلك ليس سوى ما أتت به «الأصول الطهرانية» الإسلامية.
وبحكم الضرورة الدينية، أو المعاشية، سجَّل العديد من الرحّالة العرب، في كتاباتهم، بعض انطباعاتهم عن البحر (خاصة الرحلة الخليجية الشراعية)، وسجلّوا تحوّلاته من جهة، ودوره في التواصل مع الآخر من جهة ثانية، شرقاً وغرباً، عبر أحاسيس البحّارة، أو المرتحلين في فضاء ظل عصيّاً على الترويض، لكنه يغري بالكشف والاكتشاف والمغامرة..
وعزيز العظمة محق هنا حين يعتبر أن التدوين لا يؤكد فقط أزلية القرآن ولكنه يؤكد أيضاً أن النص مبني بشكل لا تاريخي. وضد التصور الذي يرى في القرآن كتاباً، أي ضد فعل التدوين، تدافع نويفيرت عن فكرة أنه ليس الكتاب ولكنها القراءة، قراءة القرآن واستظهاره هي التي تمثل التمظهر الإنساني للقول الإلهي وهي تشير هنا إلى كتاب الأنثروبولوجية نيلسون «فن القراءة» التي تفهم القرآن كنص شفوي.
ما يُفهم من هذا التوصيف أن أوباما يميل إلى اعتماد مفهوم «وحدة الجماعات» في العراق، سواء كانت طائفة (سنة – شيعة) أو قومية (أكراد – عرب)، ليس بمعنى التوصيف، إنما القيادة. ووفق هذه «الفرضية»، فإن التطاحن داخل الطائفة الواحدة من أجل قيادة الطائفة أمر مشروع وفق مبدأ «إمارة المتغلب» الذي يبدو أن أوباما يجده نموذجاً جيداً، له جذور عريقة في التاريخ الإسلامي، وسيرة الزعامات العشائرية حتى وقت قريب.
كان العنف وسيلة، وهو أيضاً طريقة وقائية لإفشال أو إزاحة العوائق من الطريق. لم تؤد مقصلة روبسبيير إلى سلسلة شبيهة بعده في الثورة الفرنسية، ولكن، في الحركة الشيوعية العالمية كان ستالين هو الابن الشرعي لنظرية لينين في «ما العمل؟»، ودماء الملايين التي سالت بسبب اضطهاده كان لها مثيل عند الشيوعيين الحاكمين الآخرين، الذين آمنوا مثله بنظرية «الطليعة الحزبية»، مثل ماوتسي تونغ وكيم إيل سونغ وبول بوت.
يرى جوناثان ليتيل، ويعاين يوماً بعد يوم كيف يحيطه الثوار بعنايتهم، هم الذين اتَّهمهم جورج مالبرونو بقتلهم جيل جاكييه اعتماداً على قول مصدره في حمص. يحاول أن يحصل من مالبرونو على اسم هذا المصدر كي يناقشه مباشرة حول المسؤول عن مقتل جاكييه، مادام موجوداً في حمص، على عكس مالبرونو، لكن هذا الأخير يرفض الكشف عنه لأسباب لا يعلمها إلا هو.
لقد وعى سميح القاسم أهمية تطوير الشكل في الفن، خاصة في شعر المقاومة، وأدرك أنه لا يمكن أن نعبر عن مضامين وأفكار وحقائق ثورية جديدة، في هياكل وقوالب شعرية قديمة، أو تقليدية، فالشكل لا ينفصل عن المضمون، وكلاهما يفيض عن الآخر، ويكسبه هويته ووجوده. لذلك جرّب أشكالا عديدة من الكتابة، من أجل تطوير أسلوبه، ودفع نقاط الثبات التي اكتسبها بتراكم الخبرة والمعرفة، إلى طاقة مغايرة، قادرة على المغامرة والتجاوز والتخطي.