ما يعنيه هذا أنّ أي نظام سياسي شيعي ينشأ سيأخذ طابعاً ضدياً، طابعاً مشاغباً، إذا جاز لنا استخدام هذا الوصف. أي أنه إذا كانت هناك ضديات أصولية سنية مركزية من الداخل السني، وهو كذلك، فإن هناك ما ينتظر هذه البقعة المشرقية وهو احتمالية قيام ضديات دولتية من على هامش المركز، ضديات ليست وظيفتها إلا المعارضة، إضافة إلى حجج تمثيل ما يُظنّ أنه الحق المغتصب من قبل النظام أو الأنظمة السياسية للمركز.
إلى وقت قريب، كان يُعتقد أيضاً أن العراق جزء عزيز من الإستراتيجية الأميركية، لكن التطورات الأخيرة وسيطرة داعش على أجزاء كبيرة منه ورد الفعل الأميركي الضعيف حيالها أثبتا عدم اكتراث الغرب بما يحدث في العراق، حتى تهجير المسيحيين من الموصل لم يحظَ باهتمام غربي على النحو الذي كان متوقعاً. الحق أن الهجوم الإسرائيلي على غزة نال الاهتمام الأكبر. بالطبع، الفلسطينيون يستحقون أكثر منه،
وهذا العجب العاجب سرعان ما يزول إذا ما عرفت القصد الذي يرمي إليه في سياقاته الفكرية التي يلحّ فيها على تأكيد أن الرجل إنما هو أصل الخليقة البشرية، وأن المرأة فرع عنه، وجزءٌ منه، فإذا ما ولدت امرأة ما ولدًا ذكرا فهي إنما تلد في الحقيقة من كان لها أصلا ومصدرا، وهي بذلك كأنما ولدت أباها، على طريقة الشيخ في الإيهام والإلباس
النصوص الغزلية القديمة انتقلت بين المدن والعصور واللغات. من السومريين إلى أهل بابل وآشور... ولم يكن لسكّان بلاد الرافدين مشكلة مع الإثارة الجنسية، إذ رأوا أن ممارسة الحب قاعدةٌ للحضارة سعد هادي لم يكتب العراقيون القدماء نصوصاً عقائدية وفكرية ودينية فقط، تشرح وقائع حياتهم وخصائصها وشؤونها، بل عكست النصوص الأدبية التي خلَّفوها تطورهم الروحي ومشاعرهم وغرائزهم كبشر
يربط ويتاكر بين حجب الدافع الجنسي، في المجتمعات العربية، والعجزِ عن «تقنين» التعبير عن هذا الدافع في أمكنة محددة أو خاصة، وتبعا لذلك، فإن قابلية الانفجار العشوائي، لهذا الدافع المكبوت، قد تكون في أي مكان وفي أي زمن، دون التوقف كثيرا عند تعارضها مع القيم العامة المتحفظة: «في المجتمعات العربية، يجب حجب الرغبة الجنسية تماما، أكانت مشتهية للغير، أم مثلية، أم غير محددة ولا تريد أن تحددد،
بشار... ابن الشام
طوال عهد حافظ الأسد، ساد توافقٌ بين مصالح الطبقة البورجوازيّة الشاميّة ونظام البعث، الذي كان يحاول إعطاءَ حصةٍ من الناتج القوميّ السوريّ للفئات الشعبيّة والريفيّة أيضًا، من دون المساس بمصالح البورجوازيّة الآنفة الذكر. لكنْ مع وصول بشّار الأسد إلى السلطة في تموز 2000 تغيّر هذا التوازن.
لم ينشر اسبينوزا كتبه باسمه في حياته باستثناء كتابيه: «مبادئ فلسفة رينيه ديكارت» و«خواطر ميتافيزيقية» وذلك في ستينات القرن السابع عشر، أما كتابه الأخطر: «رسالة في اللاهوت والسياسة» فقد طبعه من دون اسمه، وبرغم نشره بأمستردام غير أنه اضطر للتمويه فكتب على طرّة الغلاف «طبع في هامبورغ في ألمانيا» وقبيل وفاته 1676 زاره الفيلسوف لايبنتز واطلع على كتابه «علم الأخلاق»،
هكذا نفهم رفضَ الخميني لإضافة لفظة «الديمقراطيّة» إلى الجمهوريّة الإسلاميّة، لا بسببِ ما يقولُه من أنّ ذلك سيشكّلُ إهانةً للإسلام: «وحتى لو وضعتم كلمةَ ديمقراطيّ بعد الإسلام، فإنّنا لا نستطيع قبولَ ذلك. وإضافةً لذلك، إنه إهانةٌ للإسلام. فإذا وضعتموها بعد كلمة الإسلاميّة، فإنّ ذلك يعني أنّ الإسلامَ ليس ديمقراطيّاً، رغم أنّ الإسلام في الحقيقة أرفعُ من كلِّ الديمقراطيّات. وهكذا، فإننا لن نقبلَ ذلك على الإطلاق.»
وقد كان كانط ينظر إلى العقل البشري المنظم للتجربة الحياتية والمشرع للطبيعة، ليس على أساس المبادئ الفطرية التي أقرها ديكارت من قبل، بل بوصفه هو نفسه جملة من القوالب القبْلية (صورتا الزمان والمكان والمقولات) التي هي مكونة من قوالب فارغة تملؤها الحدوس الحسية، فتحول إلى معرفة، هذه الحدوس التي تظل عمياء من دون تلك القوالب، حسب تعبيره.
يوصي البعض بمجاراة القرآن في سورة يوسف، ها قد وُجد فن أصلي. يحق للدين هنا، بعد طول جدال، أن يعود حكماً على الفن أو حتى مثالاً فنياً. لكن الذين يقرؤون هذا النصيب من سورة يوسف يقرؤونه أيضا بنفوسهم المكبوتة ولا يريدون أن يروا ماذا يعني في المباشر تغليق الأبواب وقد القميص. وهذا، ربما، أكثر ما يمكن أن يقوله الشعر، وطالما سعى القرآن لأن يدفع عن نفسه الالتباس بالشعر.
أم