وكانت هذه اللمسة من الغيرة دافعا لإصدار روايته ذات العنوان الباهت: «رواية حقيقية»، وفيها يحاول أن يثْبت أنه لا يزال قادرا على كتابة رواية بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. والرغبة كان فيها نوع من السخرية الذاتية، ولم تثر ما كان يرجو منها سوليرز.
الكتابة عند سوليرز هي كتابة في العزلة، ففي العزلة يمكن للمؤلف أن يخلق شخوصه ويتأمل مصائرها، وفي العزلة يقرأ الكاتب، كما أن سوليرز من دون وجود الكتب لا يمكن أن يعيش (ومن هنا نزوعه المستمر للحديث عن قراءاته التي لا تحصى)، والحياة من دون
ي «اعلان سورية» الصادر بعد اجتماع عشرات من المثقفين العلويين في القاهرة قبل اسبوع، أكثر من اشارة الى أن الاختلافات المزعومة بين فئات الشعب هي من صميم تعدديته، لكن النظام هو من ضخّمها وضخّ فيها الوساوس والأضاليل لتوظيفها في تسلّطه. فهؤلاء العلويون، الذين سكتوا وصبروا وفقدوا آلافاً من عائلاتهم وطائفتهم، وجدوا أن «الخط الأحمر» قد ظهر أخيراً، وأن لحظة واجبهم تجاه الوطن والحقيقة قد أزفت، ولو متأخرة. وفي ذاك «الاعلان» إقرار بأن الدمج بين النظام والطائفة العلوية
لا بد أن أبدأ هذه المقالة باعتراف هو أنني كنت أعتبر العقيد رياض الأسعد حجر عثرة في وجه تطور الجيش الحر ووحدته، وأعتقد أنه يرى الأمور من خلال ذاتية متورمة، ويريد البقاء بأي ثمن على رأس هرم عسكري لا يملك المؤهلات اللازمة لاحتلاله، ولا يستحق أن يكون في قمته. صحيح أنني لم أخبر أحدا بما كنت أفكر فيه حول العقيد الأسعد، لكنني كنت كلما ذكر اسمه أستعيد هذه الأفكار، وأستهجن في نفسي المواقف التي يتخذها، كما كنت أعتقد أنه ألعوبة بيد مخابرات دول خارجية: إقليمية وعربية،
عندما وقف المستشار الألماني بيسمارك، في مجلس النواب ذات يوم ليصرخ أمام أعضاء ذلك المجلس «الرايخستاغ» طالباً منهم أن يكفّوا عن التهجم على الشاعر هينريش هايني، قال بصوت مدوّ وهو يعرف ما لصوته من تأثير، وما لمكانته من أهمية، هو موحّد ألمانيا وبطلها في ذلك الزمان: «لا تنسوا أيها السادة أنه هو، من بعد غوته، كان مؤلف أجمل الأغاني التي كتبت باللغة الألمانية». وأعضاء «الريخستاغ» الذين كانوا يحاولون النيل من هايني في ذلك الحين كانوا، في الحقيقة، يعبّرون عن رأي عام،
عند إجراء الحسابات السياسية، من الأهمية بمكان أخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار. فعندما يكون هناك حدث معقد ومركب ومتداخل كالثورة السورية، تصير الحاجة أكبر إلى سبر أغوار السياسات والخطط الدولية الموجهة نحو وطننا وشعبنا، الذي أثبت أنه لا يتردد في دفع أي ثمن من أجل حريته والتخلص من نظام تحول إلى رمز للوحشية في عالم يجد صعوبة في تصديق ما تقع عيناه عليه من وحشية، يمارسها نظام يفعل بشعبه ما لم يسبق لأي نظام آخر أن فعله بشعبه.
يظن أنّ للمتنبي حكايات غرامية مشبوبة كتلك التي عرفت عن عمر بن أبي ربيعة مثلا، أو أبي نواس، أو شعراء الغزل الصريح والعذري. ذكر بعضهم أنه عشق خولة، شقيقة سيف الدولة، واستشهدوا لتأكيد ذلك بأبيات من شعره، وبأخرى في رثائه لها، وجل ذلك لا يقنع القارئ بأن المتنبي عاشق أضْناه الهَوى، وأنطقه الحبّ بالرقيق من الغزل والنسيب. ومع هذا فإنّ مثل هذه الفرضية تسوغ لنا، وللباحث، الاعتقاد بأنّ خلوَّ حياته من شوق المحبّين هو أحدُ البواعث المهمة التي تكمن في حرصه الدائب على الرحيل،
في العام 1957 فاز الكاتب الفرنسي ألبير كامو بجائزة نوبل للآداب. كان كامو في ذلك الحين في ذروة شهرته، وكانت أعماله الكبرى ترجمت إلى لغات عدة، ومسرحياته تقدم على أهم الخشبات، ومواقفه السياسية الميالة نحو استقلال الجزائر - إنما بشيء من «العقلانية» و»الاعتدال» ! - تلفت الأنظار. وإذا كان الفرنسيون شعروا دائماً أن ليس ثمة ما يبرر أي شكوى لديهم من أهل نوبل، على اعتبار أن فرنسا كانت دائماً ذات حظوة لدى النوبليين، وفي شتى المجالات، فإنهم - أي الفرنسيين
إذا كان آلبي توج توجهه ذلك بكتابة المسرحية التي تعتبر اليوم من أشهر أعماله، ومن أهم ما أنتجه الفكر المسرحي الأميركي في ذلك الحين، «من يخاف فيرجينيا وولف؟»، فإنه في الحقيقة كان بدأها بكتابة أعمال مسرحية قصيرة عدة مثل «حكاية حديقة الحيوان» (1959) و «الحلم الأميركي» (1961). ما جعل «من يخاف فرجينيا وولف؟» تأتي في سياق طبيعي في عام 1962، لتفجر شيئاً ما في المسرح الأميركي، ولتكشف خواء شيء ما في الحياة الأميركية نفسها. في «حكاية حديقة الحيوان» التي كانت أول مسرحية له، عالج آلبي مسألة الفرد الأميركي وإحباطاته. ثم في «الحلم الأميركي»
فعلى امتداد 43 عاماً هيمن نمط من الأجهزة الأمنية الأخطبوطية، التي يبلغ عددها سبعة عشر جهازاً، على مجمل نواحي الحياة السورية، بحيث تم ابتلاع كل المظاهر الأولية لوجود المجتمع المدني السوري. فقد اعتادت السلطة على مصادرة المجتمع وإخضاعه كلياً، وأقامت في سبيل ذلك منظماتها الشعبية كامتداد لسلطتها، بحيث لم يعد من الممكن الحديث عن دولة ومجتمع بالمعنى الحديث. ومرد كل ذلك هو النظام السلطوي الذي حكم البلاد والعباد، والذي تميز بالتماهي بين الدولة والسلطة والمجتمع والحزب، واندمجت كلها في شخصية الحاكم المستبد، بعيداً عن أي مؤسسات رقابية حقيقية،
وعند استعماله للكلمة اليونانية كان يذكر ما يقابلها بالعربية مثل لفظ الحكمة والفلسفة، والعنصر والهيولي والمادة، كما لجأ إلى التعريف اللغوي والاصطلاحي لتقريب المعاني. والفارابي عندما يتكلم عن علاقة المعقولات بالألفاظ يشير إلى أن الألفاظ تدل على المعقولات، والمعقولات تدل على الألفاظ، فهناك علاقة وثيقة بين اللفظ ومحتواه المعقول، أي بين الفكر واللغة. ويرى الفارابي أن علم النحو يعطي قوانين تخص ألفاظ أمة ما، وعلم المنطق إنما يعطي قوانين مشتركة تعم ألفاظ الأمم كلها. فالنحو يعنى بالتعبير اللغوي،