حمّل سلطة الانتداب الروسي والنظام السوري المسؤولية القانونية والأخلاقية عن ترحيل عدة مئات من متطوعي الخوذ البيضاء، مع عائلاتهم من جنوب سورية، نحو الخارج. وسواء تم تطبيق قوانين الحرب أو السلم، فإن حياة هؤلاء المتطوعين الإنسانيين كان يجب احترامها والحفاظ عليها، وهم الذين لم يحملوا السلاح، وأجمع العالم على دورهم في إنقاذ حياة عشرات الآلاف في عموم سورية، ونالوا عليه التكريم من مؤسساتٍ دولية.
حين كانت تحاصَر كل مدينة من المدن وتقصف، كان ثمّة صمت عسكري في المناطق الأخرى، إذ سقطت حمص عسكريًا دون أن تساندها المناطق الأخرى، وسقطت داريّا ومناطق عديدة من ريف دمشق بالطريقة نفسها، ثم تبعها ريف حلب فالغوطة الشرقية وأخيرًا درعا، لنكون أمام أسئلة جديدة: لماذا لَم تساند تلك المدن والمناطق بعضها البعض؟
في حياتي الواعية، أي منذ أن بدأت التمييز بين العام والخاص، كسبت الكثير من المهارات؛ أهمها كان فن تحويل الاصدقاء الى أعداء. وكان بعض الناس يستغربون ذلك مني، فأنا معروف على نطاق واسع أنني شخص لطيف ودمث الاخلاق مع الجميع، ومتعاطف مع الضعفاء وخاصة النساء، وخاصة اذا كنّ جميلات، ومقياس الجمال عندي داخلي، أي روحي.
أصبح من الواضح أن الدراما السورية بدأت مرحلة من السقوط، لا يبدو له نهاية واضحة، فعدا عن المغالطات التاريخية بالجملة، وتجاهل الحضارة والعلوم والازدهار الثقافي والديني والفن والموسيقى في عهد الرشيد، فإن الإخراج جاء فقيرًا ساذجًا، بما ينبئ بمدى ضعف الإنتاج والاعتماد على سمعة الدراما السورية التاريخية، التي استهلكها مسلسل هارون الرشيد.
حاولتُ تخيل القرية قبل وصول الطريق إليها، والعزلة التي كانت تعيشها، وتذكرت، قبل الوصل إلى ماردين، المسلسل السوري “ضيعة ضايعة”، الذي رأيت بعض حلقاته، وأحزنتني، رغم المفارقات المضحكة، أو ربما لأنها مأساوية بقالب مضحك. فكونها “ضائعة” لم تستطع الهرب من “السلطة المستبدة” متمثلة في المخفر، ومن الناس الذين يصفقون للاستبداد ويتعاملون معه، ومن البسطاء الذين يدفعون الثمن الكبير نتيجة صمتهم وقبولهم بالأمر الواقع.
المعنى من ذلك أن صعود نفوذ إيران في المشرق العربي لم يكن صدفة، بل كان يتقاطع مع استراتيجية أميركية معينة، أو يشتغل في إطار توظيفاتها؛ إذ إن إيران هي التي استطاعت تصديع البني الدولتية والمجتمعية في العراق وسورية ولبنان واليمن، أكثر من أي طرف آخر، حتى أكثر من “إسرائيل”، وهذا هو التوظيف، أو المغزى، من الاستثمار الأميركي (والإسرائيلي) لإيران في المنطقة.
وكان تشكيل اللجنة الدستورية من أهم مقررات مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الذي بادرت موسكو إلى عقده في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، علماً أن النظام ماطل في تسمية مرشحيه. ووفق القرار، يحظى النظام بثلث أعضاء اللجنة، وكذلك المعارضة، فيما يسمي دي ميستورا الثلث الأخير من شخصيات مستقلة وخبراء.
وعليه ،تبدو المصادر الرئيسية المغذية لهذا الخط العملاق في صورته النهائية ممثلة في قطر وأذربيجان وتركمانستان والعراق واسرائيل – وربما إيران - ، بينما تمثل سوريا معبراً هاما له ، في حين نجد تركيا تمثل عقدة الغاز لهذا الخط الأسطوري (نابوكو) ا
ولكن في الأيام التي كان سيتم فيها مواصلة المباحثات والاستعداد لتبادل وجهات النظر بين الطرفين، أقيل ريكس تيلرسون من منصبه، ليحل محله مدير CIA مايك بومبيو، الأمر الذي أثار بطبيعة الحال، العديد من التساؤلات في الأذهان من وجهة نظر تركيا. لأن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت وبالرغم من السير الإيجابي للمحادثات، عدم التوقيع على أي مذكرة مع تركيا.
اذا كانت مذبحة الغوطة الشرقية هي الرد العملي على النكسات التي تعرض لها الروس في الاسابيع القليلة الماضية، والتي أوحت بان روسيا دخلت بالفعل في طور الاستنزاف، المؤدي الى مسار افغاني جديد، وألمحت بان الغرب قرر أخيراً العمل على كبح جماح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن نجاة المدنيين السوريين لن تتم من غير تدخل غربي مباشر يعيد الامور الى نصابها،