يمكن طرح برنامج من خيارين، يرفد أحدهما الآخر: أحدهما يعطي النظام فرصة أخيرة وحاسمة لإيقاف حله الأمني والدخول في عملية تفاوض لا سقف لها ولا محرمات، على قاعدة تفكيك النظام ومحاسبة كل من تورط في سفك الدماء، كائناً من كان، وقبول المعارضة شريكاً أساسياً وفق رؤيتها هي، وضمان أمن الجميع وعدم اعتقالهم، مهما كانت برامجهم السياسية. ويرتبط تحقيق ذلك بمدة زمنية محددة، وذلك طبعاً بعد إخراج الأمن والجيش من الشوارع وإطلاق سراح كافة السجناء السياسيين.
إن ما تعانيه المجتمعات الآيلة للتحول الديموقراطي اليوم من نزاعات واضطرابات جراء انكشاف أحشائها، ليس إلا نتيجة لما راكمته سنوات طويلة من القهر والقمع، ولنجاح الاستبداد في تدمير المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وقتل روح السلام والتآخي والمبادرة لدى الناس، والأوضح سعيه المستمر الى تلغيم وحدة المجتمع بإحياء شبكات من المصالح والارتباطات العشائرية والقبلية أو الدينية، يستولد منها الصراعات عند اللزوم، ليضع الجميع أمام اختيار خطير: إما الانصياع للاستبداد كضامن للأمن والاستقرار وإما الحرب الأهلية
تنحَتُ الشاعرة البداية والنهاية في قصائدها فراشةً على حوافّ الزمن، وتبدّل مواقعهما عبر تجاذب أطراف الحديث، فما أن تنتهي قصيدة «حَرْث» بـ«هكذا أنا...»، حتى تبدأ قصيدة «أنا والورد» بـ«هكذا أنا...» أيضاً، وبين النهاية والبداية يفترش الشعر اعترافاتٍ وبوحاً وصوراً خصبة ممهورة بتأمّلات تتناهى وتبدأ معلنة عن تجربة ذاتٍ بمخيال شعريّ يجيد الترحال في كل الاتجاهات... ذات تسافر كجزء من العالم لكنها منعتقة من السرب، لأنها ذات متفرِّدة، والفرديّة طائر حرّ من السرب مع أنه ينضوي في منظومته.
هل تعتقدون أن الحراك الداخلي يؤيد التدخل العسكري الأجنبي؟
- جزء من الحراك الداخلي يؤيد ذلك بالفعل لأنه يعيش تحت القصف والعنف ويريد وقف المذابح بأي طريقة. لكن القصد ليس التدخل في الحقيقة بل وقف العنف المنظم الذي يتعرضون له. وهذا ما تهدف إليه الحماية الدولية للمدنيين وهي حق لجميع الشعوب التي تتعرض لجرائم ضد الانسانية. بجميع الأحوال، اليوم التدخل العسكري غير مطروح، وهو ما يؤكده لنا جميع الدبلوماسيين الذين نلتقيهم، القتل اليومي هو المشكلة وليس التدخل العسكري
حوار هيئة تحرير موقع "frog" فروغ مع علا شيب الدين
علا شيب الدين: مع أنني أميل الآن إلى (تغيير العالم وليس فهمه)، ومع أنني أرى أن الإنسان كائن لا يخضع للتوقّع عبر حصره بسبب ونتيجة. ومع أن التوقع يبدو صعباً، فالثورات منذ بداية العام الجاري تميّزت بعفوية لا تسمح بالتوقع، فلسنا هنا أمام قضية منطقية واضحة ننطلق من مقدماتها المحددة لنصل إلى نتائجها المساوقة للمقدمات، بل إننا أمام حياة تضجّ انفعالات وصيرورات متسارعة؛ ومع ذلك سأعطي لنفسي بعضاً من الحق بأن أتوقع أموراً تتّسم بعموميّة مُستنتجة أو مُلتقطة من تفاصيل تحدث على الأرض.
يمكن أولاً تقسيم فئاتها إلى ثلاثة تجمعات رئيسة، هي»لجان التنسيق المحلية»، و»اتحاد التنسيقيات»، و»الهيئة العامة للثورة»، وهذه شهدت لاحقاً حالات اندماج وتحالف مع مجموعات مستجدة، كما في تحالف «لجان التنسيق» مع «حركة 17 نيسان(أبريل) للتغير الديموقراطي»، و»تجمع نبض للشباب المدني السوري»، الذي شكل ما عرف بـ «تحالف غد». وتُعتبر الهيئة، بسبب ما توحّده من تنسيقيات ومجموعات وفرق عمل ولجان مختصة، البنية الأكبر حجماً بين كل هذه الكتل التنسيقية التي خرجت من قلب حركة الاحتجاج
ويتصل بهذا وجوب الحفاظ على وحدة التوجهات العامة داخل المجلس، وتجنب التشويش الذي قد تتسبب فيه المواقف المتضاربة. الجمهور السوري اليوم شديد التنبه وواع لما يجري حوله وفي شأنه المشترك، والملايين من السوريين على بيّنة اليوم من الفوارق الدقيقة في المواقف والتعابير، وحتى النبرات، ولن «تمشي عليه» تمويهات لفظية للمواقف والتفضيلات الفعلية. وهو يراقب الجميع وجاهز لسحب الثقة من أي شخص أو تيار لا ينضبط سلوكه بمصلحة الثورة {{التحررية
وتوفر طبائع الثورة، العامة والمفتوحة والشعبية، رائزاً مهماً للحكم في شأن «الأخبار» التي تتكلم على عنف أو عصابات مسلحة أو مجموعات إرهابية في سورية. هذه الأخبار تتعارض مع طبائع الثورة، لذلك فهي كاذبة. لكننا لا نستند إلى هذا الرائز الخلدوني وحده. سندنا هو السجل الواقعي بقدر ما تسمح فرص الحصول على معلومات موثوقة، مسنوداً هو ذاته بخبرة غير منقطعة بالواقع السوري وبطبائع النظام السوري. وهذا نظام نخبوي، موغل في الرجعية والطغيان.
ثانيا: إن معالجة النقاط التي طرحت في التعليق، تحتاج بحثا واسعا مفتوحا على الخطأ، أكثر من الصواب، ومراجعة شاملة لدور المثقف ودوره مذ تشكل مفهوم المثقف في العالم العربي، لأن مشكلة المثقف العربي، كما يبدو لي، هي جزء من كل المشاكل التي نعانيها، وأعتقد أنه لو امتلكنا مثقفا جيدا أو ثقافة جيدة لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، لذلك سأكتفي ببعض الردود الشيفرية إن صح التعبير، وفق ما يسمح به هذا الرد، على أن نتأمل معا ونراجع تاريخ المثقف ودوره، وفي هذا دعوة لكل المثقفين لمراجعة هذا الدور ونقده بغية تصويبه
إن تشكيل هذه المرجعية بوصفها جزءا عضويا من تنسيقيات الثورة السورية، يسمح ببناء تفاعل صحي مع قيادات الخارج من أجل بناء اطار لمجلس وطني سوري، يلعب دوره في حشد الدعم والتأييد وبناء مصادر استمرار الثورة حتى اسقاط النظام.
شباب الثورة السورية يعرفون أن هذا الليل السوري الطويل لن ينجلي بسرعة، وأن أمامهم مهمات شاقة وتضحيات كبرى، لكنهم يعرفون أيضا أن لا عودة الى الوراء، وإن لا خيار امامهم سوى مواجهة العتمة بالصمود والتحدي والتفاؤل.