تلك الجريمة إنْ صح الخبر عنها، تمثل حالة تثير وضعية هائلة من الاشمئزاز والسخط، وتضيف -من ثم- جريمة جديدة إلى رصيد النظم العربية المعنية. وبذلك، تكون انتفاضات الشباب العرب، قد أسهمت في اكتشاف موبقات هؤلاء ورذائلهم، المتمثلة في كل ما يمكن تصوره من تلك الموبقات ضمن "سجلاّتهم الأخلاقية". ومن شأن هذا أن يُفصح عن أن كل من حمل في ضميره من كرامة ضمن شعوب العالم العربي ربما جرت محاولات إذلاله وتدميره من قِبل أولئك "المؤتمنين" على شرف شعوبهم، والحاملين لواء الشعار التالي: "
لا يشك أدونيس ولو انه يضمن ذلك ثنايا السطور في أن معارضة النظام سلفية دينية عشائرية طائفية، فمأساة الحزب هي في ان خصومه يحاربونه «هو الوحدوي العلماني في الأصل» تحت رايات بينها راية الطائفية او جمعة العشائر…». لا يشك أدونيس في ان الحزب في أسوأ ما يتردى إليه يغدو شبيهاً بمعارضيه، ذلك يعني أن المعارضة ليست فقط من جنس خصمها وليست فقط شبيهة به تشاركه في «انهيار سوريا وتشويه صورتها الحضارية بوحل «الطائفية» و«العشائرية» و«المذهبية» ووحل التدخل الخارجي ووحل التعذيب والقتل والتمثيل بجثث القتلى»، أما الشبه البعيد بين الحزب ومعارضته فناتج عن ان الحزب
لا أعرف كيف استخرج الصديق الراحل عمر أميرالاي الضحك من هذه المرارة. لم يفعل ذلك جورج أورويل في روايته 1984، ولم يفعل ذلك فرانز كافكا في «المحاكمة». لم يكن الإستلاب تهكميا في أيّ من الروايات أوكتب الأدب. في كلمته إلى الجمهور اللبناني، التي قرأها أحمد بيضون، سأل أسامة محمّد في أيّ المرايا كان ينظرعمر أميرالاي فيما هو يصوّر تلك القرية وأهلها. ونحن، اللبنانيّين، رحنا نتساءل عن مكابدة أخرى عاناها أميرالاي فيما هو يصّور كلّ مشهد في الفيلم ويسجّل كلّ جملة تُقال: أيّ قدر من الشجاعة تطلّب ذلك،
خدعة سينمائية تحذف صور الشهداء وجراحة زرع مخيلة موحدة تؤلف صورة بلا صورة
أما بخصوص «بيان سينمائيي الداخل» فبالرغم من كل هذا فأنا أعتقد أن في كلا النفقين أناساً يحلمون بالعدالة، يُعيقُ البعض منهم الخوف والمصالح وغموض المُستقبل، وشوفينيّة مَحلّويّة تَتَجند سريعاً، نفاقاً أو صدقاً، ضد كلّ من وما يأتي من الخارج. فتُعادي صوتَ أبٍ أو أخٍ لشابٍ قُتِل للتو على يد أجهزة الأمن في درعا، لأنَّ صوته يأتي من فضائيةٍ خارجيّة. لأن السوريّ هنا يتوَجَّه للخارج. وهنا يبدأ العقل مِحْنَتَهُ الأولى على نسق بيان إخوتنا سينمائيي الداخل، الذي يتجاهل
«ابن المقفع المصري» بالقرن الرابع الهجري الذي استعمل هذه الكلمة دون أن يشرحها في كتابه «مصباح العقل» مما يعني أنه لم يكتبها ويحدث بها، فهي معروفة لدى الناس، فالعلماني هو بالنسبة لابن المقفع المصري القبطي «من ليس راهبا» أي من ليس رجل دين، وكلمة علماني ليست من «العلم» فلا نقول عِلمانية بكسر العين، ولكن عَلماني بفتح العين أي من «العالم» فرجل الدين ينتسب إلى الآخرة، في حين أن العلماني ينتسب إلى هذه الدنيا، إذاً الكلمة ليست جديدة في تراثنا، ولم تستورد في القرن التاسع عشر أو العشرين كما يقال، بل هي موجودة في هذا التراث العربي المسيحي،
ي نظرته إلى الغرب بعلاقته بالشرق، كان الريحاني يرى أن الكشف عن الهوية العربية يرتبط برؤية الغرب لها، بحيث يؤكد في "كتاب خالد " : ( إن الهوية العربية غير مستلبة، بل مقموعة، و مستبد بها ) . ينتقد الغرب و ينفي عنه صفة المثال الذي يجب أن تتطلع إليه الشعوب العربية، و بالمقدار نفسه ينفي ( صفة التخلف القدري عن الشرق ) . لكن هذا النقد لا يمنع الريحاني من النظرة الموضوعية " غير الإيديولوجية " للعلاقة بالغرب الذي يرى فيه المرآة التي تعكس هويتنا، ( لأنه الشطر الآخر من الذات الذي لا نستطيع أن نتخلص منه، ذلك أن أكثر الناس سلفية و أصولية هم أيضاً منغمسون في تفكيرهم بالغرب، على الرغم من عدائهم الكبير لهذا الغرب الذي يعجزون عن الفرار منه )
و إن خلا من تماثيله السابقة. هذا يعني أنَّ انتهاء الثورة من رموز الحكم هو ابتداء الصراع مع قاعدته الطبقية. و لعلّه سيكون الصراع الأصعب ، إذ لن تفيد معه فقط وسائلُ المعارضة الشارعية الناجحة في إسقاط نموذجيْ الطغيان المطلق، كما وقع في القاهرة و تونس المرحلة الراهنة من تاريخ ثورتيْ هذين البلديْن ، سيكون لها عنوان واحد هو الحيلولة دون إعادة إنتاج مركب الاستبداد / الفساد ، و ذلك بالتصدي الاجتماعي و الثقافي ضد أية سلطة قائمة ، ظاهرة أو خفية ، سوف تفرزها شبكياتُ الفساد لحساب مصالحها الفئوية
الشكل أصبح أهم من المضمون
الكتاب بوصفه منبع العلوم والمعرفة الذي تناقلته الأجيال، يعاني الآن فوضى حقيقية تظهر ملامحها بوضوح في نماذج عدة من الكتب، يرجحها المختصون لتغير أسلوب الكتابة بتغير نمط الحياة وعدم فهم بعضهم أساسيات الكتابة . وهذا ما يدفع بالكثيرين إلى التساؤل عن نظرة الكتّاب تجاه تلك النوعية من الكتب، وإن كان دور الرقابة على الكتب يرتكز على المضمون أم الجودة، في ما يبقى القراء عبر تفاعلهم مع الكتاب يجهدون للوصول إلى الكتب الجيدة و .
هل الثورات التي تجري اليوم في العالم العربي هي ايضاً ثورات نساء؟ في هذا المعنى، هل هي ثورات حقاً؟ ربما من المبكر، والمتسرّع، إصدار حكم قاس حول ذلك. لكنّ الأكيد أن البشائر التونسية والمصرية لا تعد بالخير، وأننا ما زلنا بعيدين عن التخلص من احتكار الذكورة للحياة العامة والخاصة.
في ظل الأنظمة العربية (الساقطة منها وتلك التي لا مفرّ ستسقط) القائمة في معظمها على تجاهل حقوق النساء وانتهاك كرامتهنّ، متى تنتقل المرأة في العالم العربي من لازمة
وصارت الحقيقة الواحدة التي يعيشها الناس مجموعة أكاذيب على لسان إعلاميين كل همهم أن يسهروا مع المسؤول الفلاني أو المسؤول الفلاني، إعلاميون وإعلاميات بات همهم الأكبر مقدار الغلة السنوية، وفي هذه الأجواء المسمومة، ماذا يمكن أن يفعل صحفي جريء أمام رئيس تحريره في اجتماع سنوي، ما دام هذا الصحافي يعرف مسبقاً أنه خاسر سلفاً وبالضربة القاضية أمام هذا المسؤول الذي صار رئيس تحرير، من يحمي الصحفي الذي لا ينتمي لأي حزب،