قصارى القول: أمام لطف هذا الرئيس الذي بات قدر العالم، لأربع سنوات على الأقل، ماذا يمكن للسوريين أن يفعلوا، ليستغلوا اللطافة ولا يوقعوا أنفسهم وقضيتهم العادلة بوجه عدم لطفه، فالرجل ولشدة اللطف، لا ضير لديه حتى ولو استخدم النووي، ولعل في تقرب كوريا الشمالية من لطفه، بعد أن تلاطف قليلاً بمطار الشعيرات، مع نظامي الأسد وبوتين، دليل على أن "من يلاعب اللطيف سيتحمل خرمشته".
ولا بد أن ينطلق الجميع بداية من مبدأ الاعتراف بأن هذا الكيان لم ينجح في المهمات التي قام من أجلها، ولم يرسخ تقاليد عمل سياسية تجمعه مع السوريين في الداخل والخارج، ومع المجتمع الدولي، ككيان معترف به ممثل للمعارضة السورية، بشقيها التقليدي، من جانب، والمنضوي في إطار الثورة التي قامت من أجل الحرية والكرامة والمواطنة والديموقراطية للسوريين، من الجانب الآخر.
أنتج الفنانون المنضوون تحت لواء الحركة السوريالية أعمالاً فنية ذات طبيعة خاصة، تعبّر، في مجملها، عن سير عمل "الفكر الحقيقي" في غياب أي مراقبة يمارسها العقل، وخارج أي اهتمام جمالي، أو أخلاقي. انطلاقاً من هذا المفهوم، يصبح هدف الفن، لدى السورياليين، ليس إرضاء العين، بل تقديم خطوة جديدة في مجال المعرفة المجرّدة.
هل صمت روسيا هو تخاذل أم توافق؟ أم أنه إقرار بدورها وحجمه الذي تعرف أن من يحدّده هو القرار الأميركي الذي أتاح لها فرصة التمدّد، وممارسة دور اللاعب الرئيسي فترة محدودة أنهتها عودة الولايات المتحدة إلى ممارسة دور مباشر في الساحة
وفي الخلافة العباسية لا يجهل أحد دور الجواري التركيات والفارسيات في إبعاد العنصر العربي وتغلغل العنصر الأجنبي والسيطرة على صناعة القرار في تلك الدولة.. أما في العصر الحديث فلا يغيب دور الفنانة كاميليا (وهي يهودية الأصل اسمها الحقيقي ليليان كوهين) في إغواء الملك فاروق والسيطرة عليه بتنسيق مباشر من الوكالة اليهودية العالمية..
بمعنى مبسط، ربما من الأخطاء الكبرى أثناء التحضير لبورصة جديدة، التعامي عن حسن اختيار مؤسسين موثوقين، تجذب سمعتهم المستثمرين، والأخطاء الكارثية، أن يتم الاعتماد بمجالس إدارة السوق العتيدة، على "هوامير" خراب السوق السابقة، فوقتذاك، ستولد البورصة ميتة ولن يستفيد المساهمون، سوى إضاعة المال والوقت وربما صدى مصداقيتهم، أمام جمهور ينتظر ويجبرونه على الاستثمار بالخسائر وتجريب المجرّب.
يشكل «إعلان أنقرة» عن اتفاق وقف النار بين النظام والمعارضة، بضمانة كل من روسيا وتركيا، مرحلة جديدة في تاريخ الصراع السوري، وفي مسار الثورة ضد نظام بشار الأسد. لا نقول ذلك فقط لأن ثمة شكوكاً أثيرت حول اختلاف نص الوثائق الموقّعة بين الطرفين، وليس لأن الاتفاق كان برعاية تركية وروسية بعيداً من أي دور لإيران،
بقى السؤال: ما الذي تبقّى من هذه الشرعيات اليوم؟ فإجرام النظام بات أمرًا عالميًا وليس محليًا فحسب، والمقاومة والممانعة وصلت حدّ الإيغال في دماء السوريين؛ ما يعني استحالة إعادة تعويمها مرة أخرى، فيما استغلال النظام للطائفية واستعانته بالمليشيات الطائفية من كلّ حدب وصوب
ثم الجيش وهو المكان المفضل للعلويين لممارسة "عصبيتهم" وإبراز بطولاتهم ليس "في أرض المعركة وأمام الأعداء ممن يهددون مستقبل الأمة بل في سَحْقِ المجتمعِ المدنيِّ". ويتحدث كيف قام "المماليك الجدد" (اللقب الذي يطلقه سورا على الطبقة الحاكمة العلوية) بشق الجيش طائفياً، ففي "سورية اليوم جيشان؛ أحدهما سجين الآخر"؛ وكيف قاموا في سبيل تثبيت قبضتهم على هذا الجهاز "بتصفية أقطابه الواحد تلو الآخر: سنة 1965 جماعة محمد عمران (عَلَوي) وسنة 1968 جماعة الضباط السُّنَة في حوران، وآخرهم كانت جماعة العَليّ (عَلَويون) التي فُكِّكت في منتصف السبعينيات وتعرض أعضاؤها إما للإبعاد (علي الحسين وعلي الصالح) أو تم ضمهم مباشرة للسلطة
عاد العسكري الهويات لأصحابها باستثناء شخصين، وترك باب «الميكرو» مفتوحاً قبل أن يبتعد قليلاً. كان من الصعب جداً أن أرى ما يحصل خارجاً في ساعات الصباح الأولى من فصل الشتاء ذاك، والضوء شبه معدوم حولي، إلا أن نظرة المرأة التي كانت تجلس القرفصاء بالقرب من الباب كانت كفيلة بابتلاع ما تبقى من ضوء في عيني، أذكرُ حتى الآن ما قلتُه لنفسي حين نظَرَت إليَّ بتلك الطريقة: «الله لا يوفقك يا خالتي على هالنظرة، فهمت عليكي».