وأمام هذه التطورات الدراماتيكية، فإن في الوسع تصوّر إنتاج أشرطة سينمائية ومسلسلات تلفزية عن الرئيس "الأعجوبة"، غير أن ذلك لن يكون كافيا لمحو خطايا هذا الرجل وعبثه بتقاليد الحياة المهنية في أرفع المناصب، وبسنن الاحترام المتبادل بين البشر. ولئن وصف بأنه ليس على سوية نفسية، وأنه يشكو من نرجسية خاصة، تجعله ينظر بافتتان شديد إلى نفسه، لا على أنه إنسان مميز
:
"وبعد فهذا مبحث عن " الشيطان الرجيم " أسأل الله أن يعيذنا جميعا منه، وما كنت لأسطر هذه الكلمات لولا أنه قد وجه سؤال أمامى إلى أحد العلماء يقول فيه السائل : ( هل إبليس كافر؟ أليس إبليس قد قال لرب العزة " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين "مما يدل على أنه موقن بوجود الله ؟ ) واتضح لى من سياق كلام السائل أن أحد الدعاة قال هذا الكلام فأنكر عليه آخرون مقولته."
افتقار السوريين إلى دورٍ مُقرّرٍ في مستقبل بلادهم أصبح الواقعة التاريخية المؤلمة منذ عدّة سنوات. الخارج الإقليمي والدولي هو الذي يقرّر ذلك. الأسوأ هو غياب التوافق على تسوية بين هذه "الخوارج"، وهذا يعني أن أزمة السوريين مفتوحة إلى أمدٍ غير محدّد. عديدٌ من المثقفين السوريين يتمنّون العودة إلى ذلك الدور، بما يتجاوز انقسامات النظام والمعارضة،
يعدُّ مسلسل "الخربة" من إخراج الليث حجّو وسيناريو ممدوح حمادة، من أبرز المسلسلات التي عُرضت خلال العام 2011، وانصب نقده لا على القوى السياسية الموجودة في سورية، بل على مجمل النظام الذي حوَّل سورية، بتسلّط استبداده وقمعه، ورتابة سياسته، وسطحية قواه السياسية وسكونيتها، من دولة إلى خربة، والخِرْبَةُ هي "الموضع الخرب"..
أستيقظ، أقول هذا لأنه أول ما يخطر لي، فأنا لست متأكداً من أنني خرجت من النوم. لست متأكداً إلا أن هذه السحابة التي أخذتني والتي أحسب أنها رمتني إلى هذا السرير، لا يمكن أن تكون شيئاً آخر، إنها ما ألفنا تسميته نوماً. لكن ما حدث الآن ليس انتقالاً في الزمن، ليس بين حالتين أو وقتين،
أما تسمية "الهوب هوب" فقد أتت من أن تلك الحافلات لا تلتزم بموقفٍ معين، يمكن أن تقف في الكيلومتر الواحد عشر مرات، لينزل منها راكبٌ، أو ليصعد آخر. وكلمة هوب هوب أظنها أتت من مفردة "hop" الإنكليزية، والتي تعني القفز، حيث كان الركاب يقفزون من الحافلة هبوطا ويقفزون صعودا، إذ لا تتوقف الحافلة بشكل كامل،مهرجان الهوب هوب الديمقراطي
حكايتها معروفة، وأهلها هم العارفون الملتفّون حولها بالطبع، فهي المدينة المقدّسة، عاصمة كل فلسطيني، مسلم ومسيحي، أسرى النبي محمد إليها، ووطئ ترابها المسيح عيسى. إنها القدس الجريحة والمتألمة والنازفة والموجوعة، ولكنها تبكي وتتألم، ثم تلعق جراحها في كل مرة، وترفع هامتها، وتعلن بدء مرحلة جديدة من مراحل النضال، معيدة ترجمة التاريخ.
عقلية الدكّنجي هي التي تتحكّم بكثير من مناحي حياة السوريين، بما في ذلك معارضتهم. وتكاد المعارضة السورية تكون فريدةً لناحية كثرة عدد تنظيماتها، وصغر حجم كل منها، وضعف تأثيره منفردا. وليست هذه الظاهرة وليدة اليوم، فكلنا يعرف انقسام الحركات السياسية السورية تاريخيا.
والمشكلة مع نظام الأسد أنه لا يقبل منطق عفا الله عما مضى، مع أن كل أنماط الأخلاق وأشكال القوانين، المنحطّة والغريبة، لا يمكنها العفو عن جرائمه، بل يريد من العرب الاعتذار والاعتراف بأنهم مذنبون، والقدوم إليه راكعين، يمتدحونه على منصّاته الإعلامية، ويبدون الأسف على ما فعلته الشعوب العربية تجاهه.
مضت عشر سنوات، والمعارضة السورية، على الرغم من فرص كثيرة أتيحت لهذه للمعارضة لإثبات ذاتها وقدرتها على تشكيل وعي شعبي، يساهم في استعادة القرار الوطني السوري، إلا أنه، وبنظرة بسيطة إلى واقع حالها السياسي اليوم، نجد أنفسنا أمام ركامٍ هائلٍ من التناقضات في المواقف، وحالة من التشظي والتفكك لا تشبه أي واقع سياسي في أيٍّ من ثورات الربيع العربي،