يحتج أغلب حملة لقب "الدال"، حيث يجد نفسه في موقف محرج: - ماذا أفعل بهذه الدال، هل جلبتها من بيت خالتي؟ ونحن نقول بكل هدوء وروية: نعم، لقد جلبتها من بيت خالتك، ولكن بأجر رمزي يعادل ألف دولار لا أكثر. ذلك أن الأمر فاق حد المعقول، إذ أينما التفتنا نصطدم بأحدهم وهو ينوء بحمل هذا الحرف الثقيل الذي يسند نهاية أول كلمة في الأبجدية "أبجد".
الوقائع الكاملة لما جرى حول كتاب "فلينزع الحجاب": الموافقة ثم المنع والمصادرة ـ مع تقرير سري للغاية من رئيس الحكومةالتماهي بالمتسلط) عبارة يستخدمها علم النفس لوصف استعارة المقموع لأدوات قامعه في قمع من هم دونه في السلم الاجتماعي أو من هم تحت سيطرته، عبارة الدكتور مصطفى حجازي في كتابه الهام (التخلف الاجتماعي- سيكولوجيا الإنسان المقهور) تصلح –كما أعتقد لوصف- الضجة المفتعلة حول كتاب لا يتجاوز الخمسين صفحة لمؤلفة تروي لنا قصتها مع الحجاب وتحلل لنا أسباب التمسك به من الناحية الاجتماعية والنفسية
"سلمية" تصدّر الشعراء والبصل المجففأكثر من 200 شاعر في العراء علاقة سلمية مع الشعر تشبه ذكرى القبلة الأولى بكل دفئها وخلودها في الوجدان، وهي أيضاً علاقة مفتوحة على السؤال بكل شغبه المرتجى وخلخلته للساكن والراكد في الحياة. والأدب في هذا المدينة معجون بالغيظ من سماء لم تمطر كفاية، أدب قادم من نوافذ مزينة بصوت فيروز ومارسيل خليفة وحِكَم الأغاني العراقية المسربلة بالحزن والانتظارات.
ننشر فيما يلي تضامنا مع داري إيتانا وبترا، النص الكامل لكتاب (فلينزع الحجاب) لمؤلفته الإيرانية شاهدورت جافان بعد أن نشرنا تحقيقا موسعا عما حصل حوله من ضجيج ولغط. وبعد أن أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا سريا بحظر التعاون معهما. في موقف واضح ومؤيد لرجال الدين الذين هبوا مرة واحدة للدفاع عن موقفهم. ترى لماذا يسمح لرجال الدين الدفاع عن آرائهم ويمنع الآخرون من ذلك.
تصدّرت قضيّة الرسوم الكاريكاتورية لشخصيّة الرسول نشراتِ الأخبار في جميع المحطّات على اختلاف توجّهاتها وأماكن بثّها وفكر القائمين عليها.. وأطلّ آلافٌ من البشر (مثقّفين ومحلّلين ورجال سياسةٍ واقتصادٍ ودينٍ وتاريخ..) يدلي كلٌّ برأيه، ويعبّر عن وجهة نظره فيما يحدث، وما قد ينتج عنه من آثار.. كما خرجت جموعٌ من البشر في تظاهراتٍ سلميّةٍ وغير سلميّةٍ، وأُحْرِقتْ أعلامٌ، واقتُحِمت سفاراتٌ، وعقدت اجتماعاتٌ، واستقال وزراءُ، وصدرت بياناتٌ، واستدعي سفراءُ، وألقيت قنابلُ، واحتجز رهائنُ، واعتقل صحفيّون، و...، و...، و... أضف إلى هذا كلّه أن القضيّة تصدرت المجالس العامّة والخاصة، وبدا العالم كلّه مشغولاً بها، لا بدافع الفضول فقط، بل لأن الجميع كانوا معنيّين بها إلى هذا الحدّ أو ذاك..
ردود الفعل الغاضبة والعنيفة، والجدل الدائر، إسلامياً وغربياً، حول الرسوم الكاريكاتورية التي توخت النيل من النبي محمد، لا يمكن بأي حال عزلهما عن العلاقة الشائكة والملتبسة عندنا (أعني في العالمين العربي والإسلامي) بين الثقافة والسياسة، والتي تميل على الدوام إلى ربط وتبعية الأولى إلى الثانية، أو بالأحرى تسييس الثقافة –كما هو الحال بالنسبة إلى مختلف أنشطة الحياة الأخرى- حيث يقتحم الفضاء السياسي المهيمن الأنساق والنظم الثقافية والدينية. ولا يترك أي فسحة للفصل بينهما، الأمر الذي يزيد حدة اضطرام المشاكل الراهنة، في ظل بيئة دولية تنضح بالشكوك والاتهامات، وأجواء محتقنة أصلاً، تسمم العلاقة بين أتباع الديانات المختلفة.
لاشك بأن هناك فرقا شاسعا بين الإرهابي والسلفي، وبين المسلم الذي يمارس حقوقه الدينية ضمن مبادئ الحرية الشخصية في أي نظام ديموقراطي. وحين يعتدي أحد على هذه الحقوق فمن واجب جميع المؤمنين بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الدفاع عنه. من هذا المنطلق، ولأننا نؤمن بحق جميع الناس بممارسة شعائرهم الدينية، وطقوسهم الدينية في مكان عيشهم دون أن يتدخلوا في شؤون الآخرين ولو كانوا ينتمون للدين نفسه. الطريقة التي تعاملت مجلة فكر وفن الألمانية بعيدة كل البعد عن هذا المنهج ونحن ندين هيئة تحريرها ورئيس تحريرها شتيفان فايدنر لما نشره من إساءات بحق المسلمين في العدد الأخير من مجلة فكر وفن.
ألف