مضت عشر سنوات، والمعارضة السورية، على الرغم من فرص كثيرة أتيحت لهذه للمعارضة لإثبات ذاتها وقدرتها على تشكيل وعي شعبي، يساهم في استعادة القرار الوطني السوري، إلا أنه، وبنظرة بسيطة إلى واقع حالها السياسي اليوم، نجد أنفسنا أمام ركامٍ هائلٍ من التناقضات في المواقف، وحالة من التشظي والتفكك لا تشبه أي واقع سياسي في أيٍّ من ثورات الربيع العربي،
كثرت بالآونة الأخيرة وبشدة، مؤشرات الخلاف الروسي الأسدي، أو بصيغة أدق، زيادة عبء حمل الأسد روسياً، ما يمكن جراءها، قراءة المشهد السوري، أو بعضه على الأقل، بعيداً عن الرغبوية والأماني.أولى الإشارات العلانية، كانت خلال اجتماع وزراء خارجية، تركيا وقطر وروسيا بالدوحة في الحادي عشر من آذار الجاري.
لم يرث نيرون السلطة عن أبيه، فسُبُل تبوّؤ الحكم في الإمبراطورية الرومانية كانت عديدة، منها اللجوء إلى خيار التبنّي لتحقيق أهدافٍ سياسيةٍ ما. هكذا أقنعت آغريبين التي كانت معروفة بمراسها الشرس والمتسلّط، الإمبراطورَ كلود بتبنّي ولدها نيرون، إلى أن انتهت مقتولة (59 م) بأمرٍ من هذا الأخير، عندما واجهته معترضةً على طلاقه.
تزعم الأولى أن فلسطين كانت دوما قضية العرب الأولى والمركزية. والحقيقة التي تؤكدها الوقائع أنها لم تكن كذلك يوما، بل كانت آخر قضاياهم، إن كانوا قد جعلوا منها أصلا قضية عربية. تؤكد وقائع قرن كامل أن فلسطين لم تكن إطلاقا قضيةً ينتجون مواقفهم ومصالحهم بدلالتها وانطلاقا منها، أو يمنحونها الأولوية على ما عداها من قضايا، أو يقيسون نجاحهم وفشلهم بما يقدمونه لها.
بعد أن حذر الرئيس باراك أوباما رئيس النظام في سوريا بشار الأسد من استخدام السلاح الكيماوي وكان على وشك أن يوجه ضربة عسكرية قاصمة لنظام الأسد، تراجع في آخر لحظة، وبدلاً من ذلك وافقت الحكومة في سوريا على تقديم رشوة وهي جزء من المخزونات الكيماوية التي رغم استمرار الحرب وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
أعاد الفنان السوري جمال سليمان، في زيارته موسكو أخيرا، ولقائه، مع آخرين، وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ومسؤولين روسا آخرين، إحياء اقتراح بتشكيل مجلس عسكري، كان قدّمه للجانب الروسي قبل سنوات، على أنه "حل سحري"، ربما قابل لتطويع الرئيس بشار الأسد، وإحداث التغيير اللازم الذي تنشده ثورة السوريين. وهو، حسب المقترح، يتطلب تنازلا عن السلطة
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سورية، بات من الواضح أن الحل العسكري ليس في مدى منظور، وأن الحدود الحالية بين المناطق السورية الأربع، والمحمية بتوازناتٍ دوليةٍ وإقليمية، باتت أكثر ثباتاً من أي وقت سابق. هذه الحقيقة ثقيلة على النظام السوري بشكل خاص، لأنه من بين الأطراف السورية الفاعلة هو الطرف الوحيد الخاسر.
تسارعت إلى ذاكرتي، ومخيِّلتي، صورة السيِّد عبد الجواد، في "ثلاثية" نجيب محفوظ، عندما رأيت صورة الكعكة التي تعلوها رموزٌ، ومجسَّمات لأعضاء جنسية، فهذه الصورة تشبه تلك كثيرًا. كان السيِّد عبد الجواد في الثلاثيَّة شخصًا مزدوَج الوجه، يظهر أمام الناس، في تجارته وبيته، بشخصيةٍ حازمة صارمة، ويهابه كلُّ مَن حوله. أما عندما يجنُّ الليل فهو شخص ماجن
تراجع رجال الشرطة إلى الوراء، حيث فاق عدد المهاجمين عددهم، وبدوا غير واثقين من كيفية الردّ. لو أن هؤلاء الرعاع كانوا من السود أو المكسيكيين أو العرب، لسمعنا بعشرات القتلى ومئات الجرحى والمعتقلين، ولكن هؤلاء كانوا من أنصار ترامب، بيضا ومسلّحين وعنصريين وبدون شفقة. واليوم لا أحد لديه ثقة تامة بأن أيا من عصابات ترامب سوف يقدّم فعلا للمحاكمة.
لا يستدعي هذا المسار "البلقاني" الإعلان الرسمي عن إقامة دويلاتٍ تخضع للسيطرة المباشرة للدول المتنفذة، وتعتمد على حمايتها. كما لا يتناقض الحديث المكرّر عن ضرورة تطبيق القرارات الدولية عن سورية الموحدة، مع ترك الأمور تنضج على نار هادئة، لكن حارقة بشكل أكبر للسوريين الذين يعيشون على حافّة المجاعة، بانتظار أن تأخذ الصراعات المناطقية مداها،