كان يطلب في بطن من عاملة يقال لهم بنو ساعدة - وعاملة من قضاعة - ذحلاً، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك وسماك ابنا عمرو، فاحتبسهما عنده زمانا، ثم دعا بهما فقال: إني قاتل أحدكما، فأيكما اقتل؟ فجعل كل واحدٍ منهما يقول: اقتلني مكان أخي. فلما رأى ذلك قتل سماكاً وخلى سبيل مالك، فقال سماك حين ظن انه مقتول: ألا من شجت ليلة عامده كما أبداً ليلة واحده فأبلغ قضاعة إن جئتها وأبلغ سراة بني ساعده وأبلغ نزاراً على نأيها فان الرماح هي العائده فأقسم لو قتلوا مالكاً لكنت لهم حيةً راصده برأس سبيل على مرصدٍ ويوماً على طرق وارده أأم سماكٍ فلا تجزعي فللموت ما تلد الوالده
وأغار قرواش بن هني العبسي - وبنو عبس يومئذ في بني عامر - على بني فزارة، فأخذه أحد بني العشراء - الأخرم بن سيار أو قطبة بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة - أخذه تحت الليل، فقالوا له: من أنت؟ فقال: رجل من بني البكاء، فعرفت كلامه فتاة من بني مازن، وكانت ناكحاً في بني عبس، فقالت: أبا شريح أما والله لنعم مأوى الأضياف وفارس الخيل أنت، فقالوا له:ومن أنت؟ قال: قرواش بن هني، فدفعوه إلى بني بدر فقتلوه، وكان قتل حذيفة، ويزعم بعض الناس أنهم دفعوه إلى بني سبيع فقتلوه بمالك بن سبيع، وكان قتل مالك بن سبيع الحكم بن مروان بن زنباغ فقال نهيكة ابن الحارث من بني مازن بن فزارة:
كانت عنده امرأة معجبة له جميلة، وكان ابن عمه يزيد بن المنذر ابن سلمى بن جندل بها معجبا، وان عمرا دخل ذات يوم بيته فرأى منه ومنها شيئاً كرهه حتى خرج من البيت، فأعرض عنه، ثم طلق المرأة من الحياء منه، فمكث ابن جدير ما شاء الله لا يقدر يزيد بن المنذر على أن ينظر في وجهه من الحياء منه ولا يجالسه، ثم أن الحي أغير عليه، وكان فيمن ركب عمرو بن جدير، فلما لحق بالخيل ابتدره فوارس فطعنوه وصرعوه ثم تنازلوا عليه، ورآه يزيد بن المنذر فحمل عليهم فصرع بعضهم، وأخذ فرسه واستنفذه، ثم قال له: اركب وانج فلما ركب قال له يزيد: تلك بتلك فهل جزيتك فذهبت مثلاً.
فيما ذكر عن الصبيان من ذلك 383 - قال الزبير بن بكارٍ : كان ابن الزبير يلعب مع الصبيان وهو صبي ، فمر رجلٌ فصاح عليهم ، ففروّا ، ومشى ابن الزبير القهقرى ، وقال : يا صبيان ! اجعلوني أميركم ؛ وشدوا عليه
384 - ومرّ به عمر بن الخطّاب وهو يلعب مع الصبيان ، ففرّوا ووقف ، فقال له : مالك لم تفرّ مع أصحابك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! لم أجرم فأخاف ، ولم يكن الطريق ضيّقة فأوسع عليك
فيما يروى عن العلماء والحكماء 52 - عن شيخ من قريش ، قال : عرض شريحٌ ناقةً لبيعها ، فقال له المشتري : يا أبا أميّة ! كيف لبنها ؟ قال : احلب في أيّ إناءٍ شئت ؛ قال : كيف الوطاء ؟ قال : افرش ونم ؛ قال : فكيف نجاؤها ؟ قال : إذا رأيتها في الإبل عرفت مكانها ؟ قال : كيف قوتها ؟ قال : احمل على الحائط ما شئت
فاشتراها ، فلم ير شيئاً مما وصفها به ، فرجع إليه ، فقال : لم أر شيئاً مما وصفتها به ! قال : ما كذبتك ؛ قال : أقلني ؛ قال : نعمٌ
والشفقة تكون من المشفق بثلاثة أشياء: أحدها: بتذكرة منزلة المؤمنين عند الله وكرامتهم عليه، والثاني: بتذكرة حاجته إلى معونة المسلمين والمؤمنين إياه لما يعلم أنه وحده ضعيف ولا يقدر أن يحكم أمر دينه إلا بمعونتهم إياه، والثالث: بتذكرة حاجته إلى شفاعتهم يوم القيامة ويجوز أن يكون نجاته بشفاعتهم.
فضد الشفقة العداوة، والعداوة والحسد شكل، وضد الحسد النصيحة، والشفقة والنصيحة شكل، وللمشفق ثلاثة علامات: أولها: أن لا يحب العداوة، والثاني: لا يحب الحسد، والثالث: لا يحب المبادرة ولا الطعنة.
خلق الله عز وجل خلقه اطواراً مختلفين الخلق والطبائعالأبيض والأسود والجميل والقبيح، والطويل والقصير، والقوي والضعيف، والشجاع والجبان، بمقتضى حكمته وعموم قدرته.رأيت بعض أولاد الأمراء التركمان الذين كانوا في خدمت ملك الأمراء أتابك زنكي رحمه الله أصابته نشابة ما دخلت في جلده مقدار شعيرة فاسترخا وانحلت أعضائه وانقطع كلامه وغاب ذهنه وهو رجل مثل الأسد، أجسم ما يكون من الرجال، فاحضروا له الطبيب والجرائحي.فقال الطبيبما به بأس.بل متى جرح ثانية مات، فهدأ وركب وتصرف كما كان، ثم أصابته نشابة أخرى بعد مدة أحقر من الأولة وأقل نكاية، فمات.
حدثنا أبو بكر، ثنا عبد الرحمن، عن الأصمعي، قال: سأل أعرابيُّ شيخا من بني مروان، فقال له: أصابتنا سنون، ولي بضع عشرة بنتا، فقطع الشيخُ عليه كلامهُ، فقال: أَمَّا الشتاء فوددتُ أنّ الله عزَّ وجلَّ ضرب بينكم وبين السماء صفائح حديد، وجعل مَشَلَّها إلى البحر فلا يقطر عندكم قطرة، وأمَّا البناتُ فليت الله أضعَفَهُنّ لك أَضعافا، وجعل بينهنّ أعمى مقطوع اليدين والرجلين، ليس لهنَّ كاسب غيرك. فقال الأَعرابيُّ: والله ما أدري ما أقول لك! لكنِّي أَراك قبيح المنظر، سَيِّء الخُلُق، وإِخالُك لئيم الأصل، فأَعَضَّك الله بفُعول أُمَّهات هؤُلاء الجلوس حولَكَ. وانصرف عنهُ.
قلت اذكرني ذكر الخيل بأمر جرى لي مع صلاح الدين محمد بن أيوب الغسياني رحمه الله نزل إلى دمشق في سنة ثلاثين وخمس مائة بأرض داريا.وقد راسله صاحب بعلبك جمال الدين محمد ابن بوري بن طغدكين رحمه الله في الوصول إليه، وخرج من بعلبك متوجه إلى خدمت أتابك، فبلغه ان عسكر دمشق خرج يريد أخذه.فأمر صلاح الدين ان نركب للقائه ودفع الدمشقيين عنه.فجاءني رسوله يقولاركب وخيمتي إلى جانب خيمته، وهو قد ركب ووقف عند خيمته، فركبت في الوقت فقال كنت قد علمت بركوبي.قلتلا والله.قالالساعة نفذت إليك فركبت في الوقت.قلت يا مولاي حصاني شعيرة، ويلجمه الركابي ويقعد وهو في يده على باب الخيمة وأنا ألبس عدتي وأتقلد سيفي وأنام.
ونزل علينا عسكر إنطاكية في بعض الأيام منزلاً كان ينزله كلما نزل علينا.ونحن ركاب مقابلهم وبيننا النهر، فلم يقصدنا منهم أحد، وضربوا خيامهم ونزلوا فيها ورجعنا نحن نزلنا في دورنا ونحن نراهم من الحصن، فخرج من جندنا نحو من عشرين فارساً إلى بندرقنين، قريه بالقرب من البلد يرعون خيلهم، وقد تركوا رماحهم في دورهم، فخرج من الإفرنج فارساً سار إلى القريب من أولئك الجند الذين يرعون خيلهم فصادفا رجل على الطريق يسوق بهمة فأخذوه وبهيمته ونحن نراهم من الحصن، وركب أولئك الجند ووقفوا ما معهم رماح.فقال عميابصروا الساعة ما يعمل،