إن أول ما يحتاج إليه في العبارة عن هذا الفن: معرفة حد الشعر الحائز له عما ليس بشعر، وليس يوجد في العبارة عن ذلك أبلغ ولا أوجز - مع تمام الدلالة - من أن يقال فيه: إنه قول موزون مقفى يدل على معنى.
فقولنا: قول: دال على أصل الكلام الذي هو بمنزلة الجنس للشعر.
وقولنا: موزون: يفصله مما ليس بموزون، إذ كان من القول موزون وغير موزون.
وقولنا: مقفى: فصل بين ماله من الكلام الموزون قواف، وبين ما لا قوافي له ولا مقاطع.
فقال المأمون لقد نظر هذا الرجل إلى الورد بعين جليلة فينبغي أن نعينه على هذه المروءة فأمر أن يدفع له في كل سنة عشر آلاف درهم في زمن الورد.
ومن اللطائف ما حكي عن مجير الدين الخياط الدمشقي قيل: إنه كان يهوى غلاماً من أولاد الجند فشرب مجير الدين في بعض الليالي وسكر فوقع في الطريق فمر الغلام عليه بشمعة وهو راكب فرآه في الليل مطروحا على الطريق فوقع عليه بالشمعة ونزل فأقعده ومسح وجهه فسقط من الشمعة نقطة على وجهه ففتح عينيه فرأى محبوبه على رأسه فاستيقظ وأنشد:
مستقبل الريح يهفو وهو مبترك ... لسانه عن شمال الشدق معدول
وأنشد الأصمعي لبعض الشعراء وهو يمدح قوماً بخلاف أخلاق الهرب:
إذا فزعوا لم يأخذوا عن شمالهم ... ولم يمسكوا خلف القلوب الخوافق
ومن النساء نساء يعملن كل شيء بأيمانهم غير النقاب وغير ضرب الدف.
قالوا: ومن العرب قبائل تدير الكأس عن اليسار، منهم باهلة بن أعصر، وقد قال الشاعر:
شريح، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، قال: قال رسول الله عليه وسلم: " من قال في كل صباحٍ ومساءٍ ثلاث مرات: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض وهو السميع العليم، لم يضره ذلك اليوم شيء " ، فنظر رجل إلى أبان بن عثمان بعدما فلج، فقال: الحديث كما حدثتك، ولكن لم أقلها يومئذٍ ليقضي قدر الله.
ومن المفاليج، من يسطحه الفالج سطيح الكاهن، وهو الذي يقال له الذئبي الذي كان كاهناً، وكان حكيماً وكان شجاعاً، وقال الأعشى:
آداب المضاجعة
الأول تنظيف الفم بالسواك ومضغ العلك , والثانى لإستنشاق مرارة ودفعه . الثالث غسل الباطن بالمرتك مراراً ثم بالماء مراراً . الرابع قلة الأكل لفوائد كثيرة . الخامس ان السيق فة الضجيعة فى الشتاء إلى الفراش ويتأخر عنه بالصيف . السادس ان يبطىء على صجيعة فى الإتيان إليه . السابع أن لاينام على ظهره وإذا كان اشخر . الثامن إذا احس بالسعال فليجلس حتى يفرغ منه . التاسع لن لايجعل رجليه او ساقه فوق ضجعيه مالم يطلب منه ذلك .
قال أبو عبيدة: هو أول من قيد الأوابد، يعني في قوله في وصف الفرس قيد الأوابد فتبعه الناس على ذلك.
وقال غيره: هو أول من شبه الثغر في لونه بشوك السيال فقال:
مَنابتُهُ مثْلُ السُّدُوِس ولَوْنُه ... كَشَوْكِ السَّيَالِ وَهْوَ عَذْبٌ يَفِيصُ
فاتبعه الناس. وأول من قال فعادى عداءً فاتبعه الناس. وأول من شبه الحمار بمقلاءٍ الوليد وهو عود القلة. وبكر الأندري والكر: الحبل. وشبه الطلل بوحي الزبور في العسيب والفرس بتيس الحلب.
ومما انفرد به قوله في العقاب:
كأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْباً ويابِساً ... لَدَى وَكْرها العُنَّابُ والحَشَفُ البَالِي
شبه شيئين بشيئين في بيت واحدٍ، وأحسن التشبيه.
الحسين بن الضحاك:
مُحبُّكَ يبكي لطول السَّقَم ... تَداوَلُه فيكَ أَيدي الأَلمْ
تَجَنَّبْتَهُ فهو بادي الشحو ... بِ وأَدمعُهُ للضَنى تَنْسجِمْ
أيا عصْنَ بانٍ غداةَ النعيم ويا قمراً لاحَ جُنْحَ الظُلَمْ
خَفِ اللهَ في عاشِقٍ مُدْنَفٍ ... بِحُبكَ مما بهِ يَعْتَصِمْ
الواسطي:
أَبلى فُؤادي بِطول تَعذيبهْ ... وقَدِّهِ واعْتِدالِ تَركِيبهْ
ولاحَ من جَيْبِهِ الهِلالُ لنا ... والغُصُنُ النَّضْرُ من جَلابِيبِهْ
كَلْفَ لي كاذِباً لِيقَتُلَني ... وَيْلايَ مِنهِ ومِن أَكاذيبِهْ
لو أَبصَرَ القَسُّ حُسنَ صورَتِه ... صَوَّرهُ القَسُّ في مَحاربيِهْ
كما قال ابن الدمينة:
إذا كنت مرتاداً لنجلك أمه ... بنفسك فانظر من أبوها وخالها
فإنهما منها كما هي منهما ... كما قيس من نعل بنعل مثالها
وقال آخر في نزع الشبه وفي الضوى جميعاً:
ولست بضاوي تموج عظامه ... ولادته في خالد بعد خالد
تقارب من آبائه أمهاته ... إلى نسبٍ أدنى من الشبر واحد
بني أخوات أنكحوهن إخوةً ... مشاغرةً فالحى للحي والد
وقال آخر في التسوية بينهم في موضع الذم والهجاء:
سواسٍ كأسنان الحمار فلا ترى ... لذي شيبةٍ منهم على ناشئٍ فضلا
وقال الهيثم: الزرقة في همدان فاشية، ولذلك قال الشاعر:
وما أنزل الكذاب من حل مالنا ... ولا الزرق من همدان غير شريد
(بالذي هو أخضر) يتضمن قصائد تعود للفترة بين بين 2004 – 2009 جاء في 136 صفحة قطع وسط. ومع أن القصائد هي امتداد للتجربة في قصيدة الحداثة ذات الإيقاع (التفعيلة) ولكن علاء ضمّن الديوان عددا من النصوص المكتوبة وفق إيقاع القصيدة العربية الكلاسيكية. وهي إضافةٌ منه في تقديم نموذج لهذه القصيدة لا تمتّ بصلةٍ للنموذج الشعري العربي المعروف إلا من حيث الوزن الخارجي، فيما هو يعمل على كتابة النموذج المختلف من حيث اللغة والتشكيل الصوري والرؤيا، بل وحتى بناء الجملة العربية داخل البيت.
فيما ذكر عن الرجال قد قسمت هذا إلى خمسة أقسام : أحدها : ما يروى من ذلك عن الأنبياء عليهم السلام
والثاني : ما يروى عن الصحابة
والثالث : ما يروى عن العلماء والحكماء
والرابع : ما ما يروى عن العرب
والخامس : ما يروى عن العوام .