هذه الاسئلة كانت على طرف لساني , ولكنني لم اجرؤ على طرحها بالطبع .. وانما احتفظت باسئلتي لنفسى , واخذت اطور لنفسي نظرية خاصة للخروج من هذا التناقض . كان الحل الوحيد في وجهة نظرى انذاك , ان الاسلام قد وضع الارضية المناسبة لحل هذه المعضلة, مثلما فعل مع اصل المشكلة أى العبودية . حيث راهن الاسلام , على سمو اخلاق المسلمين , ووضع لهم الحوافز الاخلاقية والدينية , ورغبهم في عتق العبيد والاماء , فاذا ما تم تحرير جميع العبيد والاماء , فلن يعود هناك من سيد يجبر امته على البغاء , ولن تكون هناك امة تمارس الدعارة بعد اخذ موافقة مالكها .. اليس كذلك .؟؟؟
غالبا ما تلفظ العلمانية بكسر العين، وهذا يعطي انطباعا أن المصطلح مشتق من كلمة "عـِلم"، و أنها بذلك تعني المنهجية الفكرية القائمة على "العلم"، و مع أن دور العلم هو دور أساسي في العلمانية، فالمنهجية الفكرية القائمة على العلم هي قضية أخرى، و ميدان نشاط و بحث آخر غير العلمانية، و هي تسمى في اللغات الغربية (Scientism) أي "علموية"، و هي مشتقة من كلمة (Science) أي "علم" (بكسر العين)، أما العلمانية، فلفظها العربي الصحيح هو بفتح العين، وهي عربيا مشتقة من كلمة "عـَلم" أي "عالـَم"، كمقابل لمصطلح الغربي (Secularism) المشتق من اللاتينية (Secularis)، التي تعني "عصر أو جيل"، و هذا
لا يتطور الفكر في أي أمة من الأمم تطورا طبيعيا، أو عفويا، كما لو كان مجرى متدفقا من المياه يمضي في طريقه دون أن يعوقه شيء، فالفكر لا يتطور إلا بالصدمات الحادة أو الانقطاعات المعرفية التي ينتقل بها من حال إلى حال، ويتقدم بها من عهد إلى عهد. هذه الصدمات أو الانقطاعات تضع فكر الأمة في مواجهة حضوره، وتقسمه على ذاته، وتثير التوتر بين مكوناته،
هذه المشكلة تشبه عندي واجب الطاعة عند السنة وتقديم الثقة على الكفاءة، الأمر الذي يقود في خاتمة المطاف لسقوط الدولة. وكما نعلم لا تزال الطائفة السرورية تنظر للأنبياء على أنهم جزء من الوحي الإلهي. وتنفيذ تعليماتهم بنصها واجب، ويدخل في صلب العقيدة أو جوهر الإيمان. مع أن كل منطلقاتها النظرية تدعو لمبدأ مادي وهو الحركة في الكائنات لأنها صورة مجسدة عن الكون الرباني. إن الاحتمال والتمسك بالصبر شيء وإفساد العباد والمجتمع شيء آخر.
يربط الدُّكتور رسول محمّد رسول دوافع إنجازه لكتابه هذا (الصّادر في طبعته الأُولى عن دار مكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع في بغداد 2015) بتاريخ الاهتمام العربي المُتصاعِد، ولا سيما في العقدين الأخيرين بأعمال الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر (1889 _ 1976)، ويُخصُّ ذلكَ الرّبط بتلكَ الجُهود الكبيرة التي بذلَها الدُّكتور فتحي المسكيني في هذا المِضمار، والتي توَّجَها بترجمته الاستثنائية لكتاب هيدغر العمدة (الكينونة والزمان)
هذه الوشائج بين الأسطوري والأدبي المجرد، تضيء عدة جوانب من التخييل وبخاصة التخييل الأكثر شعبية، وهو على درجة من الواقعية تجعله قابلا لتصديق في حوادثه ومع ذلك فإنه رومانسي، إلى حد يجعل منه "قصة جيدة"، مما يعني أنه رواية حسنة التصميم، والمثال على ذلك إدخال نذير شؤم أو أعجوبة أو حيلة تجعل قصة وفاء لنبوءة يدلى بها في أول الرواية. مما سبق، يخلص فراي إلى أن الأدب، لدينا فيه ثلاث تنظيمات للأساطير ورموز النماذج البدئية،
لجمال الغيطاني خطان أساسيان في الكتابة الفنية و هما:
الإخبار بمعناه الفني الذي يرقى بأصوله إلى غوغول ( و من معطفه خرجت القصة النظامية ذات التمهيد و الحبكة و الخاتمة التي يغلب عليها البكاء و الدموع و التأسي). ثم إلى غي دي موباسان ( و الذي خرجت من معطفه قصص النفوس المعقدة).
و لا يخفى على أحد الفرق بين الإثنين. فهو تعبير عن نظام إنتاج إقطاعي و نظام أسرة تتألف من عدد محدود من الأفراد.
قد يبعث على اليأس أو الإحباط، وقد يحرض على النقد المنهجي تأسيساً للرجاء واحتمالات النهوض العربي والإسلامي، أن تقرأ بشكل شبه يومي عن إنجازات نوعية في المجال العلمي، في الغرب، تنطوي على مقدمات وإنجازات متوالية تراكمت وكأنها سر، إلى أن تبلورت بصورة تقترب من الإعجاز، وتصفعك على وجهك وعينيك ولسانك، الذي يشتغل في كل شيء ولا ينجز شيئاً، بل يلهي أو يمنع أو يخيف من يهتمون ويشتغلون من أجل الإنجاز
يعتبر عيد الأضحى أوالعيد الكبير كما يعبّر عنه المغاربة، أو عيد القربان كما يعبّر عنه الإيرانيون، مناسبة لتجديد الإرتباط بالماضي الإنساني، فعبرالعيد الكبير يحيي المسلمون مناسبة تجدد تفاصيل رحلة أبدية للنبي إبراهيم / لبطل أسطورة- بلغة الإنثروبولوجيا-. حج وأدعية وأضحية... إنها مجموعة من الشعائر الدينية التي تتقاطع مع جملة من الطقوس التي صاحبت الإنسان منذ وجوده. فكيف تستمر وتتجدد مجموعة من الأساطير الغابرة من خلال ممارسة ذات أبعاد دينية ثقافية إقتصادية؟ وإذا كانت جلّ المجتمعات القديمة تضحي من أجل " قيم ومبادئ إنسانية كبرى " كالإيثار والصبر والتضحية من أجل التغيير والتجديد، فإننا نتساءل لماذا وبماذا تضحي المجتمعات المعاصرة ؟
في الأسطورة والحكاية يحضر التاريخ بوجهه الآخر، الوجه الذي لم يكتبه المنتصرون بوضوح ودقة؛ يحضر بوجهه المعقد وعبر لغة رمزية مشتركة بين البشرية ككل. فيهما لا يأخذ المرء معلومة جاهزة يحفظها في ذاكرته بل حالة كلية تشاركه حياته، تعطيه موادَّ أولية لتأخذ منه أفكارًا ودهشة. والأسطورة والحكاية مثل الإنسان ناقصتان دائمًا ومفتوحتان على الإمكانات كلها.