حينما وقعت الواقعة للمرة الثانية كانت ترتدي كعبا قصيرا، بلون وردي ليتلاءم مع سترتها الوردية القاتمة، و لكنها كانت تتوخى حذرها. و في هذه المرة كان الوقت صيفا و في المساء: عبرت من الساحة الممهدة من فترة قريبة و تلفتت لتتأكد أن الترام ليست في الطريق. و في الجهة التي نظرت إليها شاهدت خطوط الترام تلمع على الحجر الممهد المستوي و الأبيض؛ و لكنها لم تنتبه أنها حيث كانت تتقدم بخطواتها يوجد رصيف يصنع زاوية مع الأرض المستوية. و هكذا تعثرت.
تخيل بيت سوندرا و هي تسير على رؤوس أصابعها بقدميها الحافيتين فوق الأعشاب البنية الطويلة، و المنظار يتدلى من حول رقبتها، و تحاول الاقتراب بحيطة و حذر من قطيع حمير وحش تلتهم الأعشاب.
" هذا شيء مبهج. أحب أنا أيضا زيارة إفريقيا".
" عليك أن تفكر بجواب آخر للسؤال. لا يمكنك أن تسرق إجابتي".
المفارقة، أن كافكا كان التقى خطيبته فيليس باور للمرة الأولى في منزل برود. أعجبته فيليس، وترجم إعجابه بها من خلال المواظبة على مراسلتها. في الواقع، كان يشعر بحاجة إلى الكتابة إليها أكثر بكثير من رغبته في رؤيتها. كانت امرأة لم تنتظر منه أكثر من كلماته. يسرد لها شكواه من كل ما يعتريه من قلق وخوف، هو الذي اشتهر بعصابيته وبتحويله أبسط الأحداث إلى مشكلات معقدة وكوابيس تطارده. اعتبر انه يجب ألا يحتفظ بشيء في داخله فربما أحبطه ذلك الشيء أثناء الكتابة.
ضحكت وقلت له:" يا لك من شاب سيء. أنا أعتقد أنها لا تزال عازبة وبقوامها الرشيق. أنت تعلم أن البنات الرشيقات لا تتزوجن بسرعة. وهي لا تزال بانتظار الشاب الذي سيرسله لها المسيح وينقذها". هز تيري ماري أصبعه بوجهي وقال لي:" حسنا. لن يكون هذا الشاب أنت يا صاحبي. في كل الأحوال، خمسة وعشرون عاما مرت وستنسى لاواندي. وإلا كنت أحمق عن حق".
سألته قبل أن أغرق في أحلام اليقظة:" بعد أول حماقة تتعلم من تجاربك الخاصة ؟".
ولدت الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا في كورنك، غربي بولندا في 2 يوليو 1923 ثم عاشت منذ العام 1931 في كراكوف، المدينة التي إرتبطت بها فيما بعد. درست افيسوافا للغة البولندية والأدب ثم تحولت لدراسة علم الإجتماع في الفترة ما بين 1945 و 1948 بالمدينة ذاتها إلا أنها لم تكمل تعليمها الجامعي لأسبابٍ ماديَّة. ظهرت الشاعرة على الساحة الأدبية لأول مرَّة لدى نشرها قصيدة (أبحث عن الكلمة).
أنتجت فيسوافا 16 " كتاباً شعرياً من بينها: (لهذا السبب نحن أحياء، مساءلة النفس، نداء إلى ييتي، ملح، مائة وواحد قصيدة، مائة فرحة، قصائد منتقاة، رقم ضخم، أناسٌ فوق الجسر، البداية والنهاية، لحظة)،
يلبّس حمزة قصيدته المرسوم الشّرعيّ السّياسيّ ،والحالة الاجتماعيّة والإنسانيّة ،محدّداً اتجاهه ،ليس من موقف جهة سياسيّة ،بل من الحالة الإنسانيّة ،تظهر بشكل واضح من الجزء المكتوب كملحق ،مسيّف على الغلاف ،أسفل العنوان بجملة تقول: يوميات الثورة السّوريّة ،فنرى بصماته على كلّ التفاصيل في سوريا ،ينبش ذاكرة الوطن ليخبرنا عن الموت تارةً ،وتارةً ما هو أشدّ من الموت ،فترى مشهداً تراجيدياً ،بلقطات سينمائيّة قريبة بعيدة ،وأخرى من زاوية ملطّخة بالدم ،مع وجود ضحيّة في مكان الجريمة تستطيع أن تراها ،وتلامسها دون أن تدرك عمّا سيحدث بعد لحظات ،وبالتفاتك يمنةً ويسرةً سترى يداً مقطوعة هناك ،وهُنا قلب يمشي وحيداً بلا جسد ،ودماً يبحث عن جسد ،وطفلةً كانت على إحدى الشّرفات تتلوّى ،ولكن بالتفاتتك صارت تحت الأنقاض، والكثير الكثير من الأحداث ،وهو في الطريق المؤدّي إلى المنزل.
و كان بنفس المستوى يشد من أزر الشعراء الشباب المجهولين الذين يرسلون له قصائدهم، إذ لم يبخل عليهم بتقديم المشورة حول بعض المسائل التقنية مثل الصفات و أبيات الشعر المدورة. و إذا شعر أنه مضطر لاتخاذ موقف مبدئي حيال مسائل أدبية أو أخلاقية، كان يفعل ذلك دون ضجيج، و كان لا يتحمل كتابا مثل روبيرت لوويل ممن تبدو له اعتراضاتهم السياسية متمركزة حول الذات و بلا تأثير. و عندما ربح ميدالية الأدب الوطني في عام 1967، لم يرغب باستلامها في البيت الأبيض الذي يحتله ليندون جونسون خلال الحرب على فيتنام و كذلك لم يرغب " باصطناع ضجة مثل لويل بالرفض العلني"، و لذلك رتب الحفل ليكون في معهد سميث صان ( 2)"، حيث ألقى كلمة عن إفساد اللغة بالسياسة و البروباغاندا.
قال سكوت:" دعيني أنظر". و جر التنورة للخلف فكشف المزيد من زوجته. سحبت السروال للأسفل و وضعت يدي على فخذيها و باعدتهما. ثم بنعومة سحبت مؤخرتها للأمام. و هكذا أصبحت مفتوحة أمامي على وسعها. كانت جميلة، لها شعر عانة أشقر و ملائكي و فخذان بيضاوان بلون قشدة الجبنة. مع تنهيدة اقتربت منها بفمي. و بدأت أداعبها كأن هذا عملي. كان فرجها صغيرا و ناعما كالكرز، فأخذته بفمي و بدأت أرضع منه. له مذاق حلو، و تقريبا شديد البراءة. و بدأت تصيح و ترفس مثل حيوان شرس. و أراهن أن زوجها يجبرها على مداعبة باللسان قبل أن يضع عضوه في داخلها. ليس أنا. كنت لسانا فقط. و طوال الوقت. لم أحصل منها على ما يكفي. لقد داعبتها حتى النهاية و حافظت على عصيرها الحلو المذاق في فمي و على وجنتي. و قدمت عرضا هاما في مسح عصيرها من وجهي ثم مص أصابعي حتى أصبحت نظيفة تماما، كأنني قطة.
سحب مايكل حامل حبل الصيد من المياه القريبة من موطء قدميها. كانت ثلاث سمكات تكافح في الهواء. أفلت حبل النايلون ليتيح له الدخول في فم السمكة و يخرج مدمى من الغلاصم. ثم ألقى حبل الصيد مجددا في الماء. و عاد إلى سنارته. تعلم البنت أن السمكات ستعيش هناك. و ستكون معا في المياه القليلة، و ستعيش بعد رحلة العودة إلى السيارة في قليل من الماء الذي يتوفر في أسفل سطل مايكل. و ستستمر على قيد الحياة حين يلقيها في حوض الاغتسال في الحمام داخل شقة أمها، و ستكون على قيد الحياة حينما يضع الطرف المشرشر لسكينه على الجبين البني الذي يلتمع. إنها لا تستطيع التفكير بهذه الأشياء. هناك شيء ما في داخلها و عليها أن تسكته
في منزل جدو وفي حجرة المجلس المأخوذ تصميمها من حقبه الستينات بحيث وضعت أرائك خضراء ذات أرجل خشبية شكلت ما يشبه الرباعي الدائري كانت فوق سجادة كبيرة بلجيكية الصنع كانت تغطي اغلب ارضيه الغرفة هي خليط بين اللون البني الفاتح والبيج المائل للسكري وفي منتصفها وضع طاولة كبيرة قاعدتها من خشب وسطحها من زجاج متوجه بصينية مملوءة بفناجين القهوة بجانب دله ماركة روتبونكت وزبدية مملوءة بالتمر مقابل وعاء زجاجي مملوء بالماء البارد محاط بثلاثة كؤوس من زجاج ولم يكن على جدران الغرفة جميعا سوى لوحة يتيمة عباره عن رسم لديكان يتقاتلان احدهما اسود والأخر ابيض وفي أقصى الزاوية الشرقية وضع فونوغراف النحاسي قديم بحيث بكون بارزا بشكل ملفت عندما يفتح باب الغرفة ومن التحف الموزعة في المكتبة المصنوعة من خشب الزان القابعة في الخلف ستدرك ان صاحب الدار ميسور الحال وأنه قد زار مناطق متفرقة في العالم