رحل عن عالمنا اليوم أحد عمالقة الرواية في سوريا والوطن العربي، حنا مينه الروائي، أديب الحقيقة والصدق، عصامي ساهم في إغناء الرواية العربية وعمل باجتهاد حتى أجاد وأبدع. كتب الكثير من الروايات والقصص يتحدّث في معظمها عن البحر ويصف حياة البحارة في مدينة اللاذقية وصراعهم على متن المراكب والسفن ومع أخطار البحر. لقد أبدع في الكتابة عن البحر بروايات فيها الكثير من الصّدق والعمق والمعاناة والكفاح والواقعية والحب والجمال.
نشرت صحيفة (الليبراسيون) الفرنسية، بداية الأسبوع المنصرم، تحقيقًا واسعًا عن عمليات التعذيب وحالات الاختفاء والقتل، في سجون السلطات السورية، واعتمدت الصحيفة في ذلك على الاستماع لشهاداتٍ ممن استطاع إلى النجاة سبيلًا، وعلى مقابلات أجرتها مع بعض أهالي من تمّ تغييبهم، تعذيبًا أو إعدامًا. وقد استعاضت إدارة التحرير عن الصور التي يمكن أن تُرافق عملًا استقصائيًا كهذا، بلوحات “فنية” لفنان تشكيلي سوري، عَرف هذه الأماكن
بعد الحرب العالمية الثانية وبعد إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي وبعد الرعب الكارثي الذي أصيب به العالم حين رأى بأم عينه أعداد الضحايا وشكل الدمار الذي حاق بمدينتين غير حربيتين هما هيروشيما وناغازاكي اللتين لم يكن هناك من حاجة حقيقية لاستخدام هذا الدمار فيهما,
قررت أن أروي ما جرى كما رأيته. ما سأرويه هنا هو مزيج من الذاتي والموضوعي، الشخصي والمستقلّ، السياسي والاجتماعي. وهو محاولة لسرد جزء من تاريخ مقاومة السوريين لاستبداد الأسد وأبيه. ستكون البداية من خلال تجربة السجن الخاصة بها، ومنها أنطلق لأستعرض تاريخ اليسار السوري الجديد، أو الذي كان جديا وقتها.
هذه الطبيعة المغلقة للأديان الشمولية هي التي قادت إلى حروب دينية لا نهاية لها، سواء بين طوائف الدين الواحد أم بين الأديان المتخالفة. ولقد درستُ تاريخ الإنسان السياسي والحضاري منذ العصر الحجري القديم إلى أواخر الألف الأول قبل الميلاد، ولم أعثر على خبر واحد عن حرب قامت لأسباب دينية،
لدينا هنا عدد من الملحوظات. فمع أن أستاذ الآشوريات في جامعة ييل الأميركية بنيامين فوستر في حوار معه في أيلول/ سبتمبر 2016 (مجلة "أدب العالم اليوم") يشيد بالترجمة العربية للملحمة، إلا أنه لا يرى للعربية، أو أي لغة من اللغات التي يسميها سامية، امتيازاً على أي لغة من اللغات الهندو/أوروبية في الترجمة عن البابلية، مع استثنائه للسطور الشعرية في اللغات السامية. هذا الرأي لا يراه أهل مكة الأدرى بشعابها، أي أهل اللغتين العربية والبابلية (الأكدية).
هم مع الحق مادام الحق يدر عليه ربحاً وشهوة ومناصب، ولما طردهم ذات الحق من مناصبهم وحرمهم من أرباحهم وهيبتهم الظاهرية وشهواتهم فأصبح الحق باطلاً، والمعروف منكراً، وكم من أمثالهم اليوم يحكمون ويديرون مؤسسات الدولة ومعهم سياسيون ورجال دين وجموع غفيرة من الناس مغفلين وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق.
في ظل هذا الوضع، يمكن التمييز بين ثلاثة أجندات في المرحلة الصراعية القادمة: الأولى الأجندة السورية التي تلح على استعادة الاستقرار، على أساس وقف كل أعمال القتال والتشريد والتدمير، وتحقيق نقلة سياسية، أو مرحلة انتقالية، تؤسس لسورية جديدة، بيد أن ذلك لا علاقة له بالأحلام التي داعبت معظم السوريين في بدايات ثورتهم، التي تتعلق بالحرية والكرامة والمواطنة والديمقراطية،
بمعنى بسيط، هؤلاء هم "الجريرة" الذين يعملون مع ملاه ليلية وبارات و"أكثر" وينتشرون في ساحة تقسيم وما حولها، وبعضهم في منطقة أكسراي والسلطان أحمد، تماما في الأمكنة نفسها التي تكلم عنها "سعوديون" لكنهم بتروا القصة ولم يقولوا لمن يحاولون التأثير في قرارهم السياحي، أنهم تعرضوا للابتزاز أو الاحتيال، وهم في بارات ونواد ليلية.. وأكثر.
في كل تلك الحالات، هنالك دائرتان متميزتان، و مع أنهما في حالة تداخل، إحداهما كانت ضد الإمبراطوريات غير الأوروبية و الثانية ضد الأعداء الداخليين، و كلتاهما كانتا تقاتلان و تضعان أسس دولة. وهذا التفسير في الواقع ليس غريبا على ظهور دولات الثوار الإسلاميين. و قد عرّف عالم الاجتماع شارلز تيللي ذات مرة الحرب كقوة أساسية دافعة و حاسمة في تشكيل الدول: فتأسيس حكومة مركزية تصبح ضرورة لضبط و ترتيب و تنظيم و تمويل القوات العسكرية.