على غرار رواية (البحث عن الزمن المفقود) التي لم يتمكن مارسيل بروست من إنجازها في حياته، كانت رواية (الرجل بلا خصائص) مشروع حياة أكثر منها مجرد رواية بين روايات أخرى. كان روبير موزيل وهو في الثالثة والعشرين من عمره، يضع تصوراته الأولى عن روايته هذه التي يبدو أنه كان آنئذ يخطط أنتكون سيرة حياته، واضعًا لها عنوان (الجاسوس)
منذ أربعين عامًا بدأ تكوّن المستنقع السوري، وبدأ معه تكوّن البركان، وكلما اتسع المستنقع؛ ازدادت حمم البركان المكبوتة حجمًا، ولقد ظنت التماسيح الحارسة للمستنقع والأفاعي الحرة في الاتهام أنّ هدوء المستنقع، الذي لم يُعكّر صفوه إلا علامات تخرج من البركان بين الفينة والأخرى، على شكل انفجارات ضعيفة، هو استقرار لا نهائي.
إخفاء توما لقلقه لم يكن يعني له امّحاءه وتبدّده. كان يُدرك أن هذا القلق -لو ظلَّ كامنًا- سيُعذّبه، ويقضّ مضجعَه، وينال من صفاء قلبه، كما الحال لدى البشر أجمعين. ولذا أصرَّ على أن يبوح ويجهر ليكون مثالًا وعِظَة للصادق وليس للشكَّاك. للصادق مع نفسه، والصادق مع معلّمه، والصادق في إيمانه؛ حتى ولو كان الثمن باهظًا، وهنا تكمن محنته الكبرى.
نجحت روسيا، من خلال ذلك، في إعادة أجزاء كبيرة من الجغرافيا السورية إلى مظلة النظام المهترئ سياسيًا وعسكريًا وإداريًا وأخلاقيًا، من دون أن يشكل ذلك عائقًا أمام المجتمع الدولي لرفض طروحات إعادة تأهيله، إذ يجد كثير من أصدقاء هذا النظام وأعدائه أن هناك ضرورة لبقائه كفزاعة طيور، لتمرير مصالحهم
في عام 1986، زارني في مكتبتي بحمص مُدرّس للأدب الإنكليزي، حاملًا بيده مجلة أميركية، فيها مقال عن سعي “إسرائيل” لتغيير أخلاق المجتمع السوري. كان المقال يتحدث عن لعبة إسرائيلية تم بموجبها نقل أكثر من ثلاثين ألف جهاز فيديو إلى منطقة الحدود اللبنانية – السورية، وبيعها بسعر رخيص جدًا مقارنة مع الأسعار الأصلية، وكانت “إسرائيل” تعرف أن أغلبية هذه الأجهزة ستدخل تهريبًا إلى سورية. وقد تمّ فعلًا دخولها إلى سورية، حسب الجريدة.
استمع دي ميستورا إلينا مطوّلا، ونحن نعرض له ولفريقه وجهة نظرنا في الأزمة السورية، ثمّ راح يُمطرنا بأسئلة دقيقة بشأن دور المجتمع المدني في العملية التفاوضية في جنيف، وإمكانية السوريين التعايش مع فكرة بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، وموقفنا من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة. وكان جوابنا واضحا ومحدّدا: نحن مع مشاركة المجتمع المدني مراقبا وضامنا للاتفاق،
لقد صدرت من أعمال منيف الكاملة طبعات عدة. وكان لكل طبعة غلاف تزينه لوحات لفنانين معروفين ربطت منيف بأغلبهم صداقات حميمة أشار إليها في بعض أعماله كـ"أرض السواد"، و"حين تركنا الجسر". فالطبعة قبل الأخيرة كانت بأغلفة من تصميم الفنان مروان قصاب باشي، في حين أن آخر طبعة حملت أغلفة للفنان علي رشيد.
اليهودي إنسان مسكين يثير عندي الشفقة أكثر مما يثير الكراهية. إنه مصابٌ عبر تاريخه بمرض البارانويا وهو مرضٌ عقلي يُـشعر صاحبه بالعظمة والتفوق وبالاضطهاد في آنٍ معاً, وتتحكم بسلوكه مجموعة من الأخلاقيات التي جعلته منبوذاً ومكروهاً من المجتمعات التي يقيم بين ظهرانيها. فهو يشعر بالعظمة لأن الرب اختار اليهود شعباً له من دون بقية شعوب العالم, ويشعر بالاضطهاد
تسعون نقطة تظاهر شهدتها محافظة إدلب يوم الجمعة الماضي، بمشاركة حشود ضخمة تحت شعار “لا بديل عن إسقاط النظام”. علم الثورة، برمزيته لكونها علم الاستقلال أيضاً، كان طاغياً بأحجامه الصغيرة والكبيرة، ومرسوماً على خدود أطفال خرجوا كأنهم في كرنفال. لا شك في أن هذا المشهد مما لا يطيق سفاح وقاتل أطفال مثل بشار الأسد رؤيته، وهو بالتأكيد ليس المشهد الذي يتمناه قادة النصرة وأمثالهم من أصحاب الأعلام السوداء.
يعتبر ناجي العلي من أهم رسامي الكاريكتير العرب والعالميين، وتميّزت رسوماته، التي بلغ عددها أكثر من 40 ألف رسم، بالنقد اللاذع للأوضاع العربية والفلسطينية وصارت وسيلته الوحيدة للتعبير عن همّه ومعاناته وآلام شعبه الفلسطيني، مجسداً بشخصية الطفل "حنظلة"، الفلسطيني المعذب والقوي على الرغم مما يواجهه من صعاب، وبشخصية "فاطمة"