هناك من يسوّغ فعلة عقل بالقول إن هناك سياقاً للحديث مع التلفزيون الإسرائيلي
وانا، وإن كنتُ اقطن في الغربة، سارعتُ إلى اقتناء المجموعة الكاملة لمؤلفّات سعيد عقل التي صدرت عن دار نشر «نوبليس» - هل أبشع من هذا الاسم، كأن اللغة العربيّة تفتقر إلى كلمة مرادفة؟ لكن شعر سعيد عقل لن يكون خالداً عبر القرون كما شعر محمود درويش أو المتنبّي أو المعرّي.
يدرس الكاتب حضور الجنس في النص الديني والتاريخي، مستحضراً الأدوات التي استخدمها الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو (1926 ـــ 1984) صاحب الأطروحة الشهيرة «تاريخ الجنسانية» الذي حدّد نظام السلطة ـ المعرفة ـ اللذة في سيرورته، ومبررات وجوده الداعمة للخطاب الجنسي عند البشر. هذا الاستحضار يهدف في الدرجة الأولى إلى تفكيك فاعلية النصوص التي استعان بها لإظهار هذا الانحياز الحاد في الخطاب الجنسي العربي الإسلام
هذه هي أبرز وجوه التشابه بين الإسكاتولوجيا التوراتية والإسكاتولوجيا القرآنية. ولقد كان باستطاعتنا التوسع في المقارنة أكثر من هذا لو كنا قد قدمنا كل ما ورد لدى الجانبين من تصورات آخروية واقتبسنا من الأسفار غير القانونية أكثر مما فعلنا. ولكننا لم نجد فائدة ترجى من ذلك، وآثرنا الاختصار والتركيز على أهم العناصر في تلك التصورات.
ولدينا في سفر أخنوخ الأول وصف مسهب لمجريات اليوم الأخير. وقد عثر على مقاطع من هذا السفر ضمن مخطوطات البحر الميت، الأمر الذي يدل على أن زمن تأليفه لا يتعدى أواخر القرن الأول قبل الميلاد. وعلى الرغم من العثور على مقاطع متفرقة منه باللغتين اليونانية واللاتينية، إلا أن النص الكامل متوفر فقط باللغة الأثيوبية. والنص طويل ومليء بالتفاصيل، .
تنسج التصورات التوراتية عن حياة ما بعد الموت على منوال مثيلاتها في الديانات السومرية و الرافدينية القديمة. فأرواح الموتى تهبط إلى العالم الأسفل المدعو بالعبرية شِئول، والتي ترد في الترجمات العربية بعدة صيغ؛ فهي الهاوية، والهاوية السفلى، والجب الأسفل، والحفرة السفلى. وهذه الهاوية هي أرض ظلمة وديجور لا يرى أهلها نوراً: "قد شبعَتْ من المصائب نفسي وحياتي إلى الهاوية دنت...
كل إله ملحد.. فقبل أن يعلن أي إله عن نفسه، فإنه ينفي الآلهة التي قبله. طبعا يُعرّف الإلحاد، بنفي الألوهية من مبادئ أي ديانة : بمعنى أن نصوصها وطقوسها تفقد علاقتها بماهية الإله، كأنسنة (نسبتها للإنسان بدل الإله). انطلاقا من ذلك يرتكز حضور أي إله كإله، على نفي الآلهة الأخرى، هذا ما تجلى في الأديان الإبراهيمية بأوضح صورها،
فالحديث عن الشعر مثلاً، هو حديث عن تلك المصادفة، التي تقع في منطقة متخيلة بين الوعي بالعالم أو الانفصال عنه، وهي لحظة بحسب التنظيرات النقدية غريبة من نوعها، أو تجسد حالة غريبة، يعيد فيها الشعر صياغة خرائط العالم وفق منظور جدلي، يقارب بين الأنا والآخر من جهة، والمتخيل والعالم من جهة أخرى .
أسطورة الطوفان الكبير الذي غمر الأرض وأفنى البشر والكائنات الحية، عدا فئة قليلة نجت وأعادت بناء الحضارة، هي أسطورة شائعة في ثقافات العالم القديم وفي الثقافات البدائية المعاصرة. ولكن السومريين في جنوب وادي الرافدين كانوا أول من قدّم لنا وثيقة مكتوبة عن هذه الأسطورة ترجع إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد. وقد احتوت الأسطورة السومرية العناصر التي بنت عليها بقية ثقافات المنطقة، إضافة إلى الثقافة اليونانية، تنويعاتها الخاصة.
18 سقوط الإنسان
ودعا آدم اسم امرأته حواء، لأنها أم كل حي. وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما. وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد. فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل في الأرض التي أُخذ منها، فطَرَدَ الإنسانَ،
"فأمرنا الرب إلهنا أن نوثقهم جميعاً (= الأرواح الشريرة)، ولكن رئيس الأرواح مستيما مثل أمام الرب وقال له: أيها الإله الخالق، اترك لي بعضاً منهم ليستمعوا إلي ويفعلون ما آمر به، لأنه إذا لم يبق منهم أحد معي لا أستطيع بسط سلطاني على بني البشر... فأمر الرب أن يبقى عُشر الأرواح الشريرة مع مستيما، وأن يُنزل التسعة أعشار الباقية إلى مكان الحساب" (سفر أخنوخ الأول).