جميلة كانت النجوم وهي تحوم في بؤبؤي عينيها، وأمواج الخليقة كانت تجوب جدائلها .
الريح تتراكض إلى شعرها تقفز من جديلة لأخرى، ــ بهلوان هذه الريح ــ
خطواتها تعيد للحياة صحوتها ، تعيد الشارد إلى وعيه ، وتدخل اليقظان في حلم نقي على ضفاف الخطيئة . في كل صباح ، ترتفع الشمس من الشرق ، ليس لأنها تشرق هكذا, بل لأن وجهها وهي نائمة متجه الى الشرق . حنين الشمس إليك أزلي يا عروسة الموت
كامرأة ممسوسة بكل الأسئلة.. يجرحها البحر من أطراف نبيذها.. لتقوم كمساء مشتهى من بين عينيه... فتكسر البحر بظلها... وتطلق روحها للزبد.. حين كانت..
فينعس المساء عند أقدامها.. وتترك كل المواويل كاوركسترا الكنائس وهي تلوح للصلاة.. كحب الآس.. كالتنهيدات الهاربة من أمهات الضوء.. كإدمان الصور على المرايا.. وصهيل القلب.. في تلبك الموج... كقصيدة تمشي.. على الشطآن الوحيدة... ت
صورةُ رجالِ أضاعوا الصواب . لا يعرفون الحق من الباطل ، نساءٌ عارياتٌ يبعن أجسادهنّ للأوغاد . وعلى مسرحٍ مملوء بشموع الرومانسية يتباهى القبحُ في وصفِ العهرِ بأنّه حريّة .وتقتلُ الحرّية على الأرض .وتزفُ بغزارةٍ أجساد العبادِ
يتساءلُ التّاريخ عن أمّةً أنجبتْ هذا العدد من الأشرار !
يجيبُ التّاريخ في أخر سطرٍ من الصفحة : هم صنيعةُ التّجار . تجّارُ الدين ، والسياسة ، والفنّ .
حَمْلقتُ في وجهي فأنا لم أُقابِلْني منذ وقتٍ طويل. حَمْلقتُ حتى حَسِبْتُ أن فرجة الجفن قد أضْحَتْ كسطح السماء، وما عادت قادرةً على الاتساع أكثر، أما محاجرُ العيون فقد كادتْ أن تلفظ تلك العيون، كقطعةِ فجلٍ يتيمةٍ على قارعة الطريق، أو كقطعة حلوى على موائد أصحاب السمو والاعتبار. حملقتُ كما لم أحملق من قبل. حملقتُ وأنا أضحك. حملقتُ وأنا أعْبُس. حملقتُ وأنا أحملق! حملقتُ لدرجة أن حملقتي عبرتْ حدود الجلد، واخترقتْ عظام الجمجمة، حتى كِدْتُ أراني،
تتحلّق النساءُ حول الجميلة فى صندوقها البلّورى الضخم الذى يحافظ على درجة حرارة ثابتة ومثالية، لحماية ألوان التمثال لكى يصمدَ ويعبر الأزمانَ والتاريخَ، مثلما عبرَ البلادَ والجغرافيا. إنه إرثُ البشرية حتى نهاية الأبد. صنعه نحّاتُ البلاط الملكىّ «تحتمس» عام ١٣٤٠ ق. م. كانت الملكة التى يعنى اسمُها: «الجميلةُ أتت»، تذهب إلى الاستوديو الخاص بالفنان فى «تلّ العمارنة»، لتقفَ أمامه كموديل. تشخصُ زائراتُ المتحف من الألمانيات وغيرهن فى وجه الملكة.
المفارقة الثانية بخصوص تشابه الأسماء وما يثيره من مشاكل حدثت مع كاتب المقال بالذات، الصديق الأستاذ "بسام البني" (وهو من مدينة سقبا ) إذ ظهر فجأةً، دون سابق إنذار كاتب آخر يحمل ذات الاسم، إنما حمصي، فأرسل " بسام البني ـ السقباوي" معاتباً إدارة الصحيفة التي ينشر فيها، وقد التبس عليه الأمر، بأن ثمة من ينتحل اسمه، ويرسل مقالات نيابة عنه.
طبعاً تم حل هذه المشكلة، بأن صار الكاتب المستجد على المشهد ينشر باسمه الرباعي ـ وليس الثلاثي ـ وهو "محمد بسام مصطفى البني" ، ولقد قلت له أكثر من مرة
وإن كان تخريب الذاكرة بالعنف والموت واغتصاب الطمأنينة هو عنوان لطفولة المناطق المشتعلة، فإن أطفال المناطق غير المشتعلة لا يعيشون في الجنة! ذلك أن مظاهر العسكرة التي تملأ المدن والبلدات، المسلحون والدبابات والمدرعات والحواجز والسواتر وغيرها، كذا أصوات القصف، البعيد والقريب، مشاهد الدمار المنتشرة في كل مكان، كل ذلك الحقن الطائفي والمناطقي والطبقي، الفقدان والموت اليومي المحيط، والخوف والترقب وهيستيريا البقاء، الذي ينقلها إليهم الكبار، لا يقلّ كل ذلك في تأثيره المخرّب لذاكرتهم القادمة!!
ظَلَ يُركزُ على أن كل مافي العالم كما أسماه هيجل :
أشياءَ ما لكنها تحتوي على لحظتها الأصلية ...
وكبداية بدأ بالتصورات ثم أكثرَ من الوقائعِ بالأشياء الموضوعية... وبلغ أقصى ماأراد بلوغه من أن الإنسان ينمو من سلسلة من عمليات الإندماج بين الأضداد ... وحين رأيت مَن هم حولي تيقنتُ أن المكانَ مُجردُ تجربةٍ حسيةٍ ...
وفي سؤال محمود درويش ما هو الشعر .. يقول : هو الكلام الذي نقول حين نسمعه أو( نقرؤه ) : هذا شعر ولا نحتاج إلى برهان .. ونقرأه بين قوسين هي التي تحتاج إلى التمعن .. أي المادة المكتوبة أي القصيدة كوثيقة أنتجها صاحبها في زمان ومكان محددين .. حتى لو تجاوزت هذا الزمان وهذا المكان .. حيث يصبح النص بين منزلتي القارئ والشاعر , وليس من حق الشاعر أن يؤول شعره كأنه يمتلك الحقيقة وهو في الأساس ليس مطالباً إلا من حيث البناء والصور والمعنى الداخلي ... ولكن هذا لا يعني بمعنى من المعاني النقيض ..
أراك تبحث عنّي في كلّ مكانٍ . ترغبُ في مصادرةِ ثوبي الفقير الذي أهدتني إيّاه السنابل في مواسم الحصاد . المعبق برائحة التراب .تضع يدك على رأسك وأنتَ محتارٌ عمّن أتكّلم . أتحدّث عنك أيها الفارسُ على طاولةٍ مملوءةٍ بفاجراتِ الإصطبلِ . تكرعون كؤوس النبيذ التي صنعتها من أجلِ أن أشفي بقليلٍ من الخمر قلبَ العليل ، وبينما كنتم تشربونها . انتشيتم وسقطتم . بقيتم نائمين في الزريبة حتى اليوم .