جرس الإنذار يوقد روحي كلما انتابني سبات الهذيان .وأنا لست إلا شخص يدق الحجارة وينام تحتها بلا غطاء، على الرغم من كثرة الأماكن والأصدقاء.ولأن الألم هو الشيء الوحيد الذي لا يحسدنا عليه الآخرين، أرسل سلامي إلى كل روح طيبة.
أستمع إلى إذاعة القدس كلما أتيحت لي الفرصة لأتأمل في تحولات الزمان وانقلابات العصر والأوان، وأرى كيف غدا ماركسيو الأمس مشايخ اليوم ودعاته. وغالبا ما أتابع الشيخ راتب النابلسي الذي يسيطر على عقول وأفئدة بسطاء المسلمين بكلماته العذبة ولسانه الذرب، رغم أن خطابه بأكمله يقوم على أساس غير عقلي، كل ذلك على مرأى ومسمع من الحكومة الرشيدة. ولكنني لن أتحدث اليوم عن النابلسي ولا عن تحولات اليساريين نحو التعصب الديني والانغلاق. وإنما سأتحدث عن أحد أساتذة القانون السوريين الذين يجيرون حكاياتهم القانونية إلى دعاوة دينية ساذجة على
شيخ من (الكار)، وهو إعلامي (ذهب مع الريح)، يشخص الاعلام السوري، والاعلامي السوري بأنهما: يقولان كل مالا معنى لأن يقال، ويصمتان عن كل ما يستلزم القول. وكلمة شيخنا صادمة، أقله لمن لايرى دخانا بلا نار، وعلى ضوء الدخان يراجع حسابات عمره، مرة بالورقة والقلم، وثانية بعدد الشموع التي توقدها عجوز أمضت جزءا من صباها في متاهته.
ا أدري في أية لحظة من لحظات عمري بدأت الكتابة, والخربشة على الورق, ولكن ما أذكره جيدا من زمن الطفولة تلك اللحظة الغائرة في الروح,المترسبة في القلب:كنت ألعب بقلم حبر, كسرت القلم, فخرج الحبر أزرقاً كبحر وصافيا كسماء. اندهش قلبي وفرحت روحي وبدأت ألّون بالحبر الأزرق كل شيء: وجهي,يدي, صدري, أعضائي التناسلية, شراشف المنزل وأغطية الروح والحيطان.....
عادةً ما نخاف تحويلَ الروايات الكبرى أفلامًا. فبالرغم من اتساع عوالم ميديا السينما، وتوسُّل المخرج عواملَ مساعدةً من موسيقى تصويرية، وضوء وظلال، ومواقع تصوير، ومؤثرات بصرية وسمعية، ولعب فنيّ لبناء دراما مكثفة يصنعها المخرجُ والسيناريست والممثلون، وبالرغم من أن فكرة السينما هي تحويل "النصّ" إلى "صورة"، ما يعجّل بتسرّب الطاقة السردية من عين القارئ، حال قراءته الرواية في كتاب، إلى عينيه وأذنيه وحواسه مجتمعة، حال مشاهدته فيلمًا سيمائيًّا، ضاجًّا بالحوار والموسيقى والضوء والصور، وللصورة، كما نعرف، مثلُ حظِّ عشرة آلاف كلمةٍ، من حيث سرعة وصولها للمتلقي، رغم كل ما سبق، إلا إننا، نحن الغارقين في هوس القراءة، نشفق على رواية أحببناها أن "تُختصَرُ" عوالمُها في ساعتين على شاشة عرض. قليلة هي الأفلامُ التي لم تقتلِ النصَّ الأصليّ! ونذكر أن نجيب محفوظ كان، حين يُسأل عن أفلام
لا يتم بناء عالم مختلف من خلال شعب لامبالي معظمنا يعرف تماماً ما الذي يجب عمله، و لكن مشكلتنا في أننا لا نريد عمله أعطنا رؤية واضحة لنعرف أين نقف ولأجل ماذا، فحتى نقف لأجل شيء ما قد نسقط لأجل أي شيءدعنا لا نقتنع بالرضى و الانتظار لما سيحصل ، بل أعطنا العزم لفعل الأشياء الصحيحة
إذا كنت تبتغي الخلق والارتقاء والارتحال إلى المستحيل فليس لديك أجمل من الرقص ليكون طقس عبادتك. الرقص هو الحياة وتجسيد للآلهة في حالة التجلي.الرقص حالة فطرية ليست بيدي ولا بيدك لانها فطرية نشعر معها بإنسانيتنا عندما نعطيها كامل حقها من الإحساس والصدق. فعندما افقد رغبتي في الرقص افقد رغبتي في الحياة، الرقص هو تجسيد الفرح،عندما نسمع ما يفرحنا نطير ..نرقص على إيقاع الحدث.. نقفز.. نرفع اليدين..نضحك بشغف..
حديثه يقودك إلى الممنوع وتتمنى برفقته لو يصبح الممنوع مسموحاً ..عندها فقط يخيل إليك أنك تعيش في مدينة فاضلة بطلها معن كعدان تسودها الاشتراكية المطلقة وتنتفي فيها الفوارق الطبقية.. أناسها بدون ملابس .. بيوتهم ليس لها أثاث.. غذائهم الخضار والفواكه .. لا ملكية فيها ولا صناعات.. لا قوانين ولا سلطة ولا حكومة.. عالم يعج بالفوضى .
هل نحنُ مزيفون ؟ نعم . أغلبنا قادَ عمليةِ تزييف لاواعيةٍ تجاه نفسه . الزيفُ : هو السلوك الذي يحكمُنا منذ نشأتنا الأولى ،وهو الذي يتحكمُ بنا فيما بعد . نحن مختلفون في طريقةِ التفكير ، وفي السلوكِ لأننا نكتسب أنماطَ السلوكِ التي نتعودُ عليها منذ طفولتنا . هناك في منزلنا الأول عندما كنا صغاراً بدأنا بالتعلم . تعلمنا كيف نبتكرُ قصةً ما لندافعَ عن خطأ ارتكبناه خوفاً من العقاب . عشنا في أسر تشددُ على العقاب وهذا ما جعلنا نخافُ . نكذبُ من أجل أن ننجوَ من العقاب . بمعنى آخر نسعى من أجل عدم الإدانةِ . كما أننا نقلدُ الكبارَ بنفسِ الوقتِ ، فكيف لنا أن نتعلمَ أن القراءةَ ضرورةٌ إن لم نقلدْ أهلنا في ذلك ؟ نحن نتربى على ما يفعلونه بشكلٍ غير مباشر أي بشكل مصاحب . تلك العملية التي تتم من خلال مراقبةِ الطفل من خلال عقله الباطن لسلوك الأبوين ،
عندما كان نزار قباني حيّا, كان الجميع يقول بأن شعر نزار لن يصمد بعد موته, وهاهو نزار بعد سنوات على رحيله يفاجئ الجميع بقوة حضوره واستمراره.يفاجيء الجميع كما كانت قصائده تفاجئ قراءه ونقاده على السواء, وخاصة نقاده الذين كانوا ينظرون إلى شعره بنوع من الاستخفاف والحذر: الاستخفاف لأنهم رؤوا في قصيدته نوع "الشكولاته التي سرعان ماتذوب في الفم" وفق تعبير بدر شاكر السياب, والحذر من جماهيرية تزداد يوما بعد يوم, رغم تحذيراتهم وأرائهم القاطعة بأن الشعر هو ماينظرّون له فقط.