أحسستُ بالانقصاف وموتُ بسّام حجّار يَهْجُمُ عليّ كعصفِ ريح زَهَقَتْ من باب انخلع فجأة. ظَلَلْتُ مبهوتا والنعيُ على شاشة الحاسوب يتموّج كالسراب في عينيّ الآخذتين في الغيام. لم أمنع الدمعة.. تركتُها تحفُرُ مجراها نحو الخارج، انحدرت بامتهال حتى لسعتني برودتها عند العنق. فَعَلَها بنا شاعرُ العُزلة والموت والصّمت الجهير، وغافلنا بكل هذا الغياب المر،، الحارقِ في النفس كخيانة، كصدّ حبيب لا نتوقع منه أن يُدير لنا في يوم الظهر، ويسحب خطاه بعيدا إلى حيث لاشيء من بعد. أحسستُ بدمعي يغلبني، وكابرتُ وأنا أُغالِبه،،، ليس أكثر من ثوان، ثم انْهارَت فيّ كلُّ
كان السؤال الملح عليّ بقوة: لماذا ظن، وآمن، وكتب أجدادنا الذين عاشوا في القرون الوسطى بأنَّ مَن بنى العمائر العظيمة في هذا الشرق كانوا من الجان، ما الذي جعلهم يفكرون ويكتبون بأنَّ مَن بنى الأهرام العظيمة لم يكونوا من البشر، بل كانوا من تلك المخلوقات الغامضة، مطلقة القوة والفعل، والتي أسموها بالجن، أي بالخفيين، المخلوقات التي لا نراها ولكننا نرى أفعالها. وهكذا رأينا مَن كتب أنَّ مَن بنى تدمر العظيمة بآثارها الهائلة، وعواميدها الشامخة ومعبدها الضخم.. .. لا. ليسوا من البشر، إنهم من الجان، أما مَن بنى معبد بعلبك الهائل الحجم، والعواميد، والصخور والهندسة فلا بد أنه كان من الجن!!! كان الناس من المحرومين من الإدارة المركزية العظيمة، ومن الحرية في الفعل، والحرية في الخيال، والحرية في الحلم يرفضون تصديق أنَّ أناساً مثلهم: مثلي ومثل جاري أبو علي وأبو محمد. أعوذ بالله لا.
لسنا الوحيدين الذين «يروعهم فقد الذاكرة».. هكذا تقول فاطمة المرنيسي، الباحثة المميزة في التاريخ الاسلامي، في كتابها «الحريم السياسي»، حيث توضح أن المسلمين يشتركون مع غيرهم في «الحساسية إزاء التغيير»، ولكنهم يختلفون في الحساسية إزاء الزمن، «إزاء القلق من الزمن الموجه الذي يفضي إلى الموت».
تتوسع المرنيسي في تحليلها لتعامل الغرب والاسلام العصري مع فكرة الموت ومرور الزمن (مع تحفظي على شطرية الغرب والإسلام)، فتقول «ان ما يميز الغرب الحديث هو نجاحه في وضع قناع من سحر المستقبل على وجه افتتانه بالموت، محرراً بذلك طاقاته الخلاقة. أما المسلمون العصريون فإنهم يفضلون الموت على الحياة، حتى ولو لبضعة عقود، مأخوذين بسحر ألم القبر. نحن مختلفون عن
يبدو لي أننا نستمرئ تعذيب الذات، نعيش حالة مقاومة مستمرة للفكرة التي قد تخفف العبء، وللنهج الذي قد يحرر من العذاب. نعيش صراعا مستمرا مع الآخرين، فنحاكمهم في محاولة لقولبتهم فكرياً وأيديولوجياً وثيولوجياً، دون أن نعي التركيبة الشديدة التعقيد للعقل الإنساني الذي لا يتجاوب دوماً بالخضوع للتخويف، والذي لا يتشكل، كما السائل الطيع، في القوالب الدكتاتورية الصلبة التي «يصب» فيها صباً رغماً عن إرادته.ليس لنا من سبيل للخلاص من حالة الصراع المستمر التي نعيشها في العالم الشرق أوسطي اليوم، سوى أن نتقبل فكرة استحالة الاستمرار في تصنيع قوالب ذات شكل واحد لتحتوي كل العقول، وكل الأفكار، وكل التعابير اللفظية والجسدية، كل الإنتاجات الفنية وكل المناحي العلمية،
حينما تمضي في أيّامك باحثاً عن شيءٍ محدَّد، واضعاً نصب عينيك أنّ سعادتك المنشودة مرتبطة بهذا الشيء، ولن تكون قائمةً دونه، فإنّ أيّ شيءٍ يقع في طريقك، حتّى إن كان أثمن ممّا تبحث عنه، أو ربّما كان ما تبحث عنه بالأصل لا قيمة له، فإنّك تبقيه بعيداً، أو تمرّ من فوقه دون أن تلقي عليه نظرة اهتمام واحدة. الأمر يبدو كأنّك تسير في رواقٍ طويل مُظلِم النهاية، وتأمل أن يكون ما تبحث عنه موجوداً في تلك البقعة المُظلِمة، فتركّز نظرك على ذلك الظلام وتسير نحوه، وخلال مسيرتك تهمل كلّ الكنوز المترامية على جانبَي الرواق، وتضيّع على نفسك حتّى فرصة النظر إليها. أمّا من يسير منتبهاً لما حوله، مقتنعاً أنّ مُراده قد يكون كامناً في أيّ شيء يُلقى في طريقه، حتّى البسيط منها، فسيجني الكثير من الكنوز، وقد يجد ضالّته قبل وصوله نهاية الرواق.
العبرة في التحليل السياسي بالنسبة للذين يظهرون على شاشات الفضائيات تحت هذه التسمية . ليس في كمية المعلومات التي يقدمونهاأو القدرة على الربط بين الأحداث و تقاطع ظروفها فالخروج بنتيجة لم تكن لترد على أذهان المشاهدين . إنما العبرة في القدرة على التعامل مع الكاميرا و استقطاب أعداد من المشاهدين لا يعنيهم ذكاء المحلل و براعته التحليلية بقدر عنايتهم بمشهديته ، لباسه ، ابتسامته ، رباطة جأشه ، امتلاكه زمام الكلام
هناك خلف جداريات الزمن المعلن من عمرنا وجدنا ، وعند شرفات الوقت الحاضر هنا والغائب هناك بقينا ، نتجسس على الأيام بالعين نفسها، كيف تمضي مسرعةً هاربةً متسكعةً فوق أرصفة أحلامنا ، نرمقها بالعين ذاتها التي بقيت تنظر من خلف النوافذ الجامدة ،و التي خيمت بستائر من غبار اليأس والوجع ،لتتآلف مع مسيرة ليالٍ تمضي ونهاراتٍ تعود ،كمثل تلك القدرية التي تجسدت كحلمٍ جميلٍ بعيداً عن تلك النوافذ ،والتي قد تنبئ بولادة صباحاتٍ ومساءاتٍ مثيرة.
مواطن ملتزم بالقانون) من بطولة (جيمي فوكس) و(جيرارد بتلر) بالرغم من أنني لست متابعاً لهذه النوعية من الأفلام.سيتساءل البعض: ما هو الشيء الجديد في ما تطرحه الأفلام الهوليودية؟..الإشكالية لا تتعلق بصناعة الفيلم أو بمكانه، بل بقدر ما تعتمد عليه من صور وحقائق معاشة في ذلك المجتمع الذي نسميه (غربي).
في أماس كثيرة تتضمخ اللذة كغيبوبة يفوق أنينها المائة الفهرنهايتية ، وكم أودني لو أنهشك قطعة قطعة ، لو ألوك كبدك بالشراهة التي مضغت بها أنياب هند بنت عتبة كبد حمزة .. أوااه ، مذ فسحة وأنت تتآكلني كدود ، تصنع من دمي مصاصات يستلذ بحلاوتها ألسنة مكلومة بالشبق ، تشذبني تميمة في عنق النار .. بلى ، كلانا متوحشان في اقتناص الومضة ، بلى مازلت أشعر بقبضتك وهي ترجني خلخال حب ، تستدعي بجنونيات ولهك كل الفصول لتحتسي نخب حنينها مع رقصة الرومبا تحت عنق المطر ، مطرهما ، إلى علو أبدي ينصهر بنا ذاك الوابل الرطب ، ذاك المنطاد المنفوخ
رغم أنّ معظم طلاب المرحلة الثانويّة، حين تسألهم عن الكليّة التي يرغبون في دخولها بعد انقضاء شرّ "البكلوريا"، قد لا يذكرون اسم كليّة الاقتصاد إلا نادراً، فطموحاتهم إمّا أن تكون أعلى أو أدنى من هذا الاختصاص، إلا أنّ من يحدّد ذلك فعلاً هو وزارة التعليم العالي، التي تسوق الرغبات بما لا تشتهي السفن.
بعيداً عن نوايا السياسة التعليميّة التي تقرّها الوزارة، والخطط التي تضعها، ليس من الصعب ملاحظة بعض المؤشِّرات السابقة واللاحقة لإقرار تلك السياسة وما يتبعها من خطط. إذ ما أن تفتح الجامعات أبوابها، أو نوافذها، لقبول طلبات التسجيل في المفاضلة العامّة، يتهافت