سأعترف أنني منذ مدة لم اعد قادرة على سماعها دائما كما كنت أفعل من قبل،، لم اعد ابحث عن صوتها و أنا متوترة كي استرخي،، او و انا غاضبة فيساعدني صوتها على مسح السواد الذي يبقع روحي ، لم يعد صوتها يسعفني......ليست المشكلة بصوتها الاستثنائي طبعا ، المشكلة بمزاجي أنا و برغباتي و بمحاولاتي الدائمة للتخلص من حالة التأرجح فوق الغيم و التعلق بجدائل السماء خشية أن افقد توازني فأسقط دفعة واحدة
ليس النكرة شخصاً مغموراً بالضرورة، فالدّيوث، مثلاً، نكرة من حيث تركّز شخصيته برمتها في ديّوثيته وحدها واقتصارها عليها، لكن ذلك لا يلغي أنه معروف مثل علم على رأس زوجته نار.
بل إن شهرة النكرة قد تبلغ حدَّ أن يكون نوعاً من الصحفي، يقبع خلفك في ندوةٍ ما، يتصيّد كلمة شاردة من كلماتك أو نأمة عابرة من نأماتك، فلا تشعر به إلا وهو ينقض على عقبك أو كعب حذائك، على هيئة مقالة صحفية يحدد فيها أصدقاءك وما يكنّه قلبك ومعاني إيماءاتك، دون أن تكون قد بادلته كلمةً في أي يوم، ودون أن يعدم غبياً ينشر له مثل هذي السفاسف.
والنكرة ـ أجل ـ قد يكون مؤلفاً لكتاب أو منظماً لندوة، ويحاول ألا يدعو إلى هذين الحدثين ـ اللذين يعدهما فرصتين أو وليمتين ـ سوى أشباهه وأتباعه، فهو يخشى الاختلاف والتغاير والمنافسة، لأنه هزيل، صغير، أحادي على نحو موحش، ليس الآخرون بالنسبة له سوى نوع
هناك اليوم حالتان مختلفتان عن رأسمالية الدولة نراها اليوم , تلك التي نراها في مراكز العالم الرأسمالي بإعادة إحياء السياسات الكينزية لإنقاذ النظام المالي , و معه مجمل النظام الرأسمالي , من أزمة عميقة التأثير و طويلة المدى على أقل تقدير , و تلك التي نراها في أطراف النظام الرأسمالي , خاصة في عالمنا العربي , نتيجة "تطور" الأنظمة العربية القائمة بحيث تلعب السلطة القائمة دور الرأسمالي الوحيد أو الأساسي , و التي ما تزال تصر على تطبيق السياسات النيو ليبرالية التي جرى التخلي عنها في مركز النظام الرأسمالي العالمي لإنجاز سيطرة رأس البيروقراطية الحاكمة على الاقتصاد...يتم ذلك في اتجاهين مختلفين فيما يتعلق بتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي خاصة..هناك اليوم انقلاب في النمط السائد في أطراف النظام الرأسمالي على ما سماه الأستاذ ياسين الحاج صالح بالعقد الاجتماعي الشعبوي الذي وعدت فيه السلطة السائدة بشكل ما من السياسات الاجتماعية
في شهر مارس حيث بدا المطر وكأنه يهطل للمرة الأولى على فِناء البيت بيتِ (فرهاد) في حيّ الصالحية لمدينة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، بدونا في الغرفة وكأننا خُلقنا من وحل تلك الليلة، حتى أني كدت أحفر على جدارٍ ما هتف في نفسي آنذاك، وكنت سأتهيأ على لفظ ما يوحي برغبتي في تناول إبريق من اليانسون مع بعض الأعشاب المطعّمة بأحاديث النساء اللواتي قطفنها (لوالدة فرهاد هواية في جعل زوجها يغدو أخضر) ولمعرفة نموذج من التعبير بدء الخليقة، كما هو مذكور في كتب تسرد الخاصية تلك، لولا عزفهم ( ليفون وفرهاد وبروان) على آلات موسيقية، عندها فقط بدأت في التحدث إليهم وكأني مخترع اللغة. تُرى أي معجزة تجعلهم فاهمين ما أنطقه؟ استوقفت آلاتهم قائلاً: أشعر بأن للموسيقا أظافر تخربش زجاج ذهني الآن.
تناول فرهاد مجموعة من الأفلام المحفوظة على أقراص ال DVD حيث في العام 2009 كان الناس يشاهدون الذاكرة بتلك الطريقة أومأوا
أعاد عليّ كثيرا أن نفس الحلم أصبح يتكرر كل ليلة : يرى نفسه وهو أكبر من عمره الحالي بما يقرب من عشرين عاما فيقرر الذهاب إلى مدرسته الابتدائية التي لم يزرها أبدا منذ أن أنهى دراسته بها وبعد أن استنفذ خلال سنوات حياته الكثيرة الماضية كل الطرق والمحاولات الممكنة لأن يعيش طفولته من جديد .. يرى نفسه وهو يدخل من بوابة المدرسة ويتجول في فناءها ثم يصعد السلالم ويسير في الممرات ويدخل الفصول والحجرات وهو يحاول بداخله أن يتحول إلى الطفل الصغير الذي كان موجودا هنا دون جدوى .. بدأ يشعر بتزايد الألم بداخله مع تزايد عجزه عن الرجوع بالزمن إلى الوراء
يتفق داروين والدين في بحث أصل الخلق وكل منهما يسبب ويعلل ولكن أن نتقين مما طرحه كل منهما كحقيقة مطلقة هذا مالم ينله أي منهما , أي بقيا في حيز النظرية التي تقارب التطبيق مقاربات امبريقية لا تحتمل تعميمها بحيث تشمل كل الطروحات .
مفجوع انا بالشعر، وحزين لما آلَ إليه، ولكنني لست قادر على نعيه وركنه جانبا مثل اية سلعة فقدت قيمتها وصلاحية استعمالها، ولا يمكن لي ان اتصور حياة خارج الشعر.
كل القضايا مقبولة وقابلة للنقاش عن أزمة الشعر وكساد أسواقه وفساد ذائقته وندرة نقاده، إلا أنه لايمكن اعلان موته وخروجه من عالمنا. ان تنتهي الروح وتتصحر ينتهي الشعر ككلمة قادرة على الاختراق والتغلغل في العميق والبعيد فينا. الكلمة هي السر الأول للشعر واستخدامها ونحتها وإرجاع رونق تألقها وبكارتها هو ما يعرف بدخول الشاعر حرم الشعر ، حيث القدرة على مداعبة الحروف وتحمل طيشها ونزقها وتنافرها من أجل تنسيق باقة من الورود ووضعها بيد فنان بركن تتطلبه ويطلبها، قدرة على مداعبة الكلمة وسبر روحها وانزلاق احرفها للدخول معها حالة الرعشة
توجهنا الى قمة جبل الطور (جرزيم) تلبية لدعوة أصدقائنا من أبناء الطائفة السامرية لمشاركتهم اعيادهم السنوية بعيد الفسح، (بالسين وليس بالصاد)، كانت مناسبة فريدة لنا بعد أن عشنا تسعة أعوام في حصار يمنعنا الذهاب الى قمة الجبل (جبل جرزيم)، هذا الجبل الذي اسكن سفحه دون ان ُتتاح لي فرصة الصعود الى قمته حيث يسكن أبناء
أيتها البيريفانة، قسماً بعينيك لا يوجد في الحياة أحلى من ارتشاف العسل من بين نهديك، مائي عند العطش، ونسيم روحي وقلبي. أيتها البيريفانة.. أرى تاجاً على رأسك، الذهب يبدو أجمل عندما تضعينه، يبرق أكثر ويلمع طوال النهار، أيتها البيريفانة.. إنه يخجل من جمالك، فلا تعذبيه أكثر، دعيه أمامك لعلك تعيدين الحياة له، بعد أن فقده منذ أن وضعته بعيداً عن نظراتك، أيتها البيريفانة.. ارحمي ذلك التاج.
الراعي يسرد حكاية عشق مع البيريفانة، يقول لها: لو غرفت من تلك الينابيع الأربعة والأربعين، من الأصيل حتى الفجر، قسماً بعينيك لما يرتوي ظمأي، بيريفانة.. لا يرويني إلا نهديك، رحيق الحياة، وماء الخلود، أيتها البيريفانة.. وددت أن اعطش فأروى، واعطش فأروى من تلك الينابيع.
يبدو أن العرب والمستعربين يسعون جاهدين لتسجيل أرقام قياسية فى موسوعة الخواجة جينس العالمية ... باعتبارهم أضحوا أكثر تحملاً للإيذاء والغُبن ، وأكثر استهلاكاً للجُبن (بمعناه المادى والمعنوى !) ...
ومن عجب أنهم أكثر سلاماً ووئاماً وحماماً مع الأعداء ، وأكثر بطشاً وحنقاً وعقربة مع بعضهم البعض ، يؤمنون بالعروبة تشدقاً ، ويكفرون بها تحققاً ، أصدق وعداً مع الغرباء وأكذبه مع الأبناء ، استباحتهم سماحة ، وسماحتهم بلاهة ، وبلاهتهم متاهة ...
يجمعون من الصفات متناقضها فى آن ، فيجيدون فن الكلام ، ويهربون من العمل ، يضيعون الأوقات ويتزينون بـ(الساعات) ، يجمعون بين الحضور البانورامى والغياب الحرامى ، بين الكلام المنبرى والصمت المقبرى ، بين الغنى الفاحش والفقر