Alef Logo
يوميات
يحكي لنا التاريخُ أن امرأةً عربيةً من مدينة "زبطرة" أسَرَها الرومُ، وحينما همَّ أحدُهم بإهانتها صرختْ بملء صوتها
وقلبها "وامعتصماه!". وكأنما بصرختها اليائسة تلك تستنجدُ برجلٍ ذي بأس يبعد عنها أميالا. هو أبو اسحق المعتصم، ثامن الخلفاء الراشدين، الذي بنى مدينة "سُرَّ مَنْ رأى"، المعروفة بـ سامرّا. ويقول التاريخُ إن المعتصمَ ما أن وصله صوتُها المستغيث، وكان في مجلسه في يده قدحٌ يهمُّ أن يشربه، حتى انتفضَ يهتفُ: "لبيكِ لبيك!"، وترك القدحَ قائلا: لا شربتُه إلا بعد فَكّ أسْرِ الشريفة! ثم نادى جُندَه واستنفرهم للحرب. قاد جيشه وفتح عمورية وأذاق الرومَ ما لا يُنسى. ثم جاء بآسر الأسيرة وضربَ عنقه. وبعدها قال للساقي: آتني بكأسي المختوم، الآن طابَ شُرْبُ الشراب. وفي ذلك كتبَ أبو تمام بائيتَه الفاتنة وخلّد الواقعةَ في بيت يقول:
لبيّتَ صوتًا زِبَطْريًا هَرَقْتَ لَهُ.... كَأْسَ الْكَرَى وَرُضَابَ الْخُرّدِ الْعُرُبِ
في قرى جبال الأبَنين الإيطالية ، حيث أقمتُ ما يقاربُ الشهرَ ( مُعْظَم أكتوبر2008 هذا ) ، كنتُ مستغرقاً الاستغراقَ كلّه ، في ما حولي ، و في ما ينعكسُ ممّا حولي على ما في دواخلي. لقد أردتُ أن أُعطيَ المكانَ حقّه ما دامَ هذا المكانُ متاحاً.هل من غرابةٍ في هذا الأمرِ؟ ليس من غرابةٍ لو كنتُ في أرضي الأولى ، مع المشهد الأوّل. لكني منذ أواسط الستينياتِ كنتُ : بعيداً عن السماء الأولى ...
وما زلتُ .
إذاً أين المكانُ ؟
ليس من مكانٍ ، إنْ كان الأمرُ محدداً بالجغرافيا.
السماء الأولى إيّاها كانت ممنوعةً أو شِبْــهَ ممنوعةٍ. أتذكّرُ أنني أردتُ زيارة أبو الخصيب مودِّعاً وداعاً أخيراً ، نهايةَ
30-كانون الأول-2008
جيم الجسد هي. جيم الجوهر الجريح الجسور الجميل الجانح الجامح الجامع الجميع.
جيم الجديد هي. الجديد الجريء. الجريء الجادّ. الجادّ الجازم. الجازم الجهور. الجهور الجمّ. الجمّ الجذّاب. الجذّاب الجليّ. الجليّ الجلْد.وهي جيم الجواب. جيم الجذع الجمر الجحيم. الجِسر الجناح الجنان. الجبل الجُرْف والجبهة. جيم كل جوعٍ في الجوف، وجيم الجشع في كل جوع.
وأيضاً هي: جيم الجنين الذي يخترع نوره ما إن يراه النور. إذاً: كمثل جنينٍ يخترع نوره ما إن يراه النور، يولد، اليوم، العدد الأوّل من "جسد"، هذا المشروع الثقافي، الفكري، الأدبي، الفني، العلمي، السوسيولوجي، الذي لا سقفَ مرئياً بأمّ العين لتطلعاته، ولا حدّ قابلاً للضبط لشغفه. جنينٌ/جسدٌ يولد للتوّ لنا ولكم. بنا يولد وبكم، ومنا ومنكم. جنينٌ/جسدٌ في نموّ دائم، وفي تطوّر مستمرّ. جسدٌ حيّ هو، يأكل ويشرب ويتنفّس، يبحث ويسائل ويزداد ويتواصل ويتحوّل ويتوالد ويتعلّم ويفكّر. جسدٌ يفكّر خصوصاً. يفكّر في جسد الحياة، جسد العقل، جسد القلب،
إلى الصديق الشاعر اسلام سمحانبأي سنوات قادمة كنا نحلم ؟ بعد أن التقينا بعفويةٍ شعريةٍ قبلَ ثماني سنوات أتخمناهنَّ باللقاءات والقصائد والأصدقاء، أتذكر تفاصيل لقاءنا الأول كما لو أنني غادرت الطاولة تلك للتو وأنني مازلت أعدو في المسافة التي تفصلني عن الباب، أتذكر الوجوه والهمسات والفتيات الناضحات بالصحةِ المسكونات بهيولى الشاعر والأساطير
بعد أربعين سنة من المنفى الاضطراري والحكم بالإعدام الذي كان ينتظره، سقط نظام البعث في العراق الذي كان يصارعه مظفر النواب الشيوعي، لكن مظفر لم يعد إلى بلده سنة 2003 مثلما انتظره البعض، فهو يرفض العودة إلى بلده في ظل الاحتلال الأمريكي، وفضّل البقاء غير بعيد عن بلده في سوريا وقد أنهكه المرض، وأنهكته الأيام.مازال الشاعر مظفر النواب يصارع المرض، والذي لازمه طويلا، ومازال يتعايش معه، في العاصمة السورية دمشق التي استقر فيها منذ أكثر من سنين، وقيل أنه حصل علي جنسيتها، وما زال صاحب قصيدة «القدس عروس عروبتكم» اللاذعة غير بعيد عن بلده العراق الذي يعيش يوميات الموت الجماعي، وعلى مقربة من «عروس العروبة» التي أخذت موضوع قصيدته الشهيرة، واليوم وبعد حوالي أربعين سنة من كتابة تلك القصيدة التي أرخت «النكبة» كما سميت إعلاميا وسياسيا، لا يكاد
28-كانون الأول-2008
القضية بسيطة جدا , إما أنك مع المقتول أو مع القاتل , لا يوجد أي موقف آخر يمكنك أن تختاره بصدد ما يجري في غزة اليوم و بصدد أي حالة مشابهة , يمكنك أن تقول ما تشاء في تفسير ذلك , يمكنك أن تصف حماس أو إسرائيل بما تشاء , يمكنك أن تدعي الحياد مثلا , لكن الحياد هو موقف صريح لا لبس فيه , ليست القضية في حماس و لا في هنية و لا في أولمرت , القضية أنه عليك أن تختار بين القاتل و بين المقتول
27-كانون الأول-2008
"لم أبكِها، ولن أبكيها، لأنها الآن في عالم أفضل!" لو قرأتُ هذه الجملة في رواية، ما صدقت أنْ هكذا تنعي أمٌّ ثكلى ابنتَها المغدورة! لكنني شاهدتُ ليلى غفران تقولها. وصدقتها! أيُّ شيء موغل البشاعة واللاإنسانية يجعل أبًا مكلوما، وأمًّا مصدوعةَ الروح، يقفان بجَلَد، لا ليبكيا صغيرتيهما، بل يكاد يحدوهما شعورٌ بالزهو؟! لابد أن ما يجعلهما فرحيْن، بما يزلزل النفسَ حَزَنا وغمًّا، هو شيءُ أكبرُ من الموت. وأيُّ شيء أكبرُ من الموت؟ الشعورُ برِخص الحياة وسطَ بشر ملوثين بالشرّ والخَوْض في الأعراض للتسلية وتزكية الوقت. وربما لتبرئة النفس من دَنَسها. فالملوَثُ يفرحُ بوجود ملوثين مثله. كيلا يكون الخيطَ الأسودَ الأوحدَ في ثوبٍ أبيضَ. كيلا يظلَّ فريدا في دنسه. تماما مثل جمهور المسرح الأرسطيِّ حين يخرج متطهرا من خطاياه بعدما يَلقى البطلُ حتفَه في نهاية العرض.
ادخلوا مواقعَ الانترنت التي نسجتْ أكاذيبَ حول المغدورتين، نادين وهبة، لتعرفوا كمَّ الميكروبات التي ترعى في صدور المُعلّقين! مدهشةٌ حقًّا
تنكشف لك حين تعتلي سدة التدريس في إحدى الجامعات الأميركية، وتكون على اتصال مباشر مع الطلاب، تنكشف على الفور حالة من الرغبة الغريزية المفرطة لدى الطالب الأميركي في تحصيل أسباب المعرفة لتخصصه المختار، واهتمامه بأدق تفاصيله العلمية، ومتابعته الاستقرائية والبحثية والفقهية لكل ما يتعلق بالمادة الدرسية، التي تراه ينكبّ عليها بانحياز الفاتح الغالب.ففي إحدى قاعات جامعة ميريلاند في العاصمة الأميركية واشنطن حيث أقوم بتدريس مادة اللغة العربية، كنت أتابع على مدار النيف وشهر من تاريخ كتابة هذه السطور، أي منذ بدء الفصل الدراسي الشتوي للعام 2007، أتابع لهفة الطلاب العلمية ـ الذين لم تكن في البدء معرفتهم باللغة العربية لتتعدّى معرفتي أنا باللغة الصينية ـ ، وأحاول سبر تلك الحالة السائدة في قاعة الصف والتي ترسم مسار الطلاب مجتمعين، وبلا استثناء، رغم اختلاف اختصاصاتهم الجامعية، كون اللغة العربية هي مادة من المواد التي اختاروها لتكون مادة مكملة لاختصاصهم الأساسي في الجامعة.
حين كنَّا في الجاهلية ، ترنَّمَ عنترة دالاً على شجاعتهِ المُتناهية بهذا الشطر :
لوددتُ تقبيلَ السيوفَ .!
وفي زمننا هذا ، ما زلنا نتعاطى ( القات الشعري ) نسبحُ في غيبوبةِ الكلامِ ، ونلبسُ بدلَ السموكينج ونحضر مراسيم دفنِ زمان القصيدة الجديدة !
الشَّاعر – أي شاعر – بحاجةٍ إلى هزَّةٍ .. تحريض .. حافزٍ ما ، بحاجةٍ إلى غسلِ عينيهِ بالبياضِ كي يتغيَّر تركيبهُ الجيني ليدخلَ نوبةَ الكتابة ، فهل كانت ثورة الأحذية بداية هذهِ النوبة ؟!
الحقيقة ، أتعجبُ لكلِّ هذا التبجيل والتمجيد الذي حصلَ عليهِ البطل الهلامي وكأنَّهُ قد حرَّر العراق ، مع إيماننا جميعاً باستحالةِ قيامهِ
22-كانون الأول-2008
عندما تمرُّ حادثة تمسّ السياسة يشعرُ كلُّ كاتب وصحفيّ وإعلاميّ بأنه معنيّ أكثر من غيره بتغطيتها وإبداء رأيه فيها، وليس ذلك كونه أكثر ارتباطاً بقضايا الدول والشعوب من بقية الناس، فربما تلزمه بذلك المؤسسة التي يعمل فيها، وربما يخشى إن فاتته المواكبة أن تغورَ مياهُ الكلمات داخله وتموتَ بذورُ التدفق ويُلجَمَ نهره الإبداعيّ. لأيام بعد حادثة الحذاء شعرتُ أنّ أيّ قول أو تعليق لن يضيفَ أكثر مما يضيفُ شرحٌ ركيكٌ لقصيدة مراوغة تخبّئ من الكنايات بقدر ماتصرّحُ.
جلستُ مرّة أدرسُ في مكتبة كليتي بميشغن. جاء طالبٌ وجلس مقابلي ومدّ رجليه فوق الطاولة المنخفضة (التربيزة) التي أضعُ عليها أشيائي. كنت قد ناقشتُ أمثالَ هذه التصرفات مع أستاذتي وشرحت لي أنّ الأمريكي يعتبرُ المكانَ الذي يجلسُ فيه مكانه، وهو ينشدُ راحته فقط

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

خيراً من قصرٍ هذه الغرفةُ (الكاسارولّا).

01-تشرين الأول-2021

فوزي غزلان

خاص ألف

خ
أعلنُ حرِّيتي مطلقةً
وأعلنني مُطلَقاً
فيَّ إليّ/
إنعلنُ حرِّيتي مطلقةً
وأعلنني مُطلَقاً
فيَّ إليّ/
يراً من قصرٍ
هذه الغرفةُ (الكاسارولّا).
فيها،
أنا المالكُ الوحيدُ لكينونتي.


تتدفّقُ
بلا عوائقٍ

يلبسني الضوء.. يسكنني الغياب.

22-أيار-2021

خاص ألف


الآن لم أعد أخشى شيئًا
موتي أمشي إليه،
بطريقة ما عليّ أن أرحل

هبة رجل واحد

22-أيار-2021


من دون أيّة رحمةٍ
أو شفقة،
دفعَنا الطغاةُ
من اليابسة إلى البحر.

أمطارٌ على النافذة

15-أيار-2021

فوزي غزلان

خاص ألف

فهذا الماءُ
له طعمُ البحر
ولونُ السماءِ التي
انكسرت

للقلق فوائد، فلا تقلقوا...

15-أيار-2021

نزيه بريك

خاص ألف


يا الله...!،
اضحك حتى طلوع الدمع
"شّعبكَ المختار" سقط
الأكثر قراءة
Down Arrow