بعد ثمانية أشهر على تداول ديوانه الشعري في الأسواق الأردنية ظهرت موجة غضب عارمة من دار الإفتاء في الأردن ليصادر الديوان من المكتبات وليتهم الشاعر ( بالإساءة إلى الدين الإسلامي ) ويصبح مرهونا بالقتل والنبذ الاجتماعي في مجتمعات جاهلية أسيرة الثبات واللاتطور.
هذه هي حكاية الشاعر الأردني ( إسلام سمحان - 27 عاما) الذي أثار ديوانه ( برشاقة ظل) الصادر عن دار فضاءات في عمان 2008 . ضجة داخل المملكة الأردنية لاحتواء الديوان على ( إيماءات ودلالات) اعتبرها المفتي العام نوح القضاة ( مسيئة إلى الذات الإلهية والملائكة والرسول الكريم) ، وهكذا تحول شاعرنا المحلق في خيالاته إلى كافر ومعاد للدين. الشاعر دافع عن أفكاره وقصائده وذاته الشعرية الحرة، بالمزيد من القصائد والشعر الذي يعشق الحياة فقط.
"يا مسجون كَسَّرِ الصخرة، للصخرةِ سبعة أبواب، شوف فين الباب واضربْ"، هكذا كان يزعقُ السجّانُ الخشن في وجه المفكر المصريّ الكبير "محمود أمين العالم"، وهو يلوّحُ بالسوط. السوطُ الذي نالَ من ظهر العالِم ورفاقه من مثقفيْ ومفكريْ ومناضليْ وثوّار مصرَ في معتقلات 59 الشهيرة. هذا أثناء النهار، أما في المساء، فكان العالمُ يدعو السجّانَ إلى زنزانته لكي يعلّمَه القراءةَ والكتابة، وطبعا يسرِّبُ في وعيه حقوقَه المهدَرةَ عند حاكمه وعند الحياة. أندهشُ وأهتفُ في عجبٍ: يا أستاذ محمود، يجلدُك بالنهار، وتمحو أميّتَه بالليل! فيقول، وابتسامته الرائقةُ الشهيرةُ تُشرِقُ وجهَه: طبعا يا فاطمة، كلٌّ منّا يؤدي دورَه. هو يظنُّ أنني مجرمٌ يستحقُ العقاب؛ لأن رؤساءه أفهموه أنّ "شيوعيّ" يعني: كافر وعدو الوطن، ولذلك جلْدُه لي واجبٌ يؤديه بإتقان، وأما واجبي، وحقُّه عندي، فهو تعليمُه وتثقيفه هو وسواه ممن جعلتهم الدولةُ جهلاءَ أُميّين كي تسوسَهم
إلى: سائر الأصدقاء وعلى رأسهم ( أحمد يهوى، إسلام سمحان، مهدي سعافين، رامي سليم، محمد معايطة، مراد حتر)
لم يمر علي شهر قاس وجاف كهذا الشهر، ولم يخرس هاتفي كما هو حاله هذه الأيام، لدرجة أنني نسيت إن كنت أملك موبايل أم لا، ولم يكن جرس البيت أحسنُ حالا منه، وفي بادئ الأمر أحسست بالحنق تجاه الأصدقاء، وعكفت بالمقابل على عدم الاتصال بأحدهم، وربأت بالرصيد المتبقي في هاتفي على مناكفة إحداهن بأوقات الضجر.
وبعد مرور الأسبوع الأولِ، ومع إطلالة الأسبوع الجديد كانت نقودي القلية قد استنفذت جراء شرائي زجاجة فودكا لم يتبق منها قطرة واحدة في دمي، فلجأت إلى عقد صفقة بيني وبين إحدى الصديقات على أن أمنحها رواية (وليمة لأعشاب البحر) مقابل عشرون دينار، إلا أن
لو كنتُ سعودياً شيعياً لملأت الواقع السعودي والعالمي بالحقائق عن المناخ العام الضاغط اليوم في السعودية على الشيعة، وابشعها ما جرى في انتفاضة المناطق الشيعية في عام 1979 ، حيث قـُتل العشرات، وسجن المئات وحوصرت مناطقهم لأكثر من أ ربعة شهور متتالية .
لو كنتُ سعودياً شيعياً لجعلت العالم يعرف الظلم الذي حاق بالكثير من شيعة السعودية منذ تأسيس المملكة في عام 1932 ، ومنذ سيطرة الوهابية على الجزيرة العربية، وحرمان الشيعة من كل سلطة حتى في مناطقهم، حيث منعوا من تبوء ما يستحقونه من مناصبٍ سياسية ، ومناصبٍ تنفيذيةٍ عُليا، ناهيك عن منعهم تماما من الحصول على اي حقيبة وزارية .
لو كنتُ سعودياً شيعيا ً لملأت السعودية والعالم ضجةً بسبب أنني اقطن في اغنى منطقة في العالم، حيث يوجد فيها ثلث احتياطي العالم من البترول، ومدن الشيعة اكثر المدن
ها هي مصر تفقد درّةً حرّة نادرة أخرى، ليتها تعوضها! ويحدث أن صبيًّا صغيرا اسمه محمود. من أسرة رقيقة الحال تسكن أحد أحياء القاهرة القديمة. ويحدثُ أن يُفصل الصبيُّ من مدرسته لأنه لم يسدّد المصروفات. التعليمُ في مصر الملكية لم يكن مجانيًّا في عشرينيات القرن الماضي قبل ثورة يوليو. تطبقُ الأمُّ كفَّها حول كفّ صغيرها وتمشي به إلى مطبعة في الحي ليعمل في صفّ الحروف وتجميع الكلمات. سرعان ما سيتعلّم الصبيُّ الذكيُّ الحرفةَ وتبدأ ملامح مستقبله ترتسم. لكن اعتباطيةَ المصادفات، أو عبثَ الأقدار، حسب نجيب محفوظ، لا، بل الأدقُّ أن ذكاءَ المصادفات وانتقائية الأقدار وتفوقها الحدْسيّ، كان لها رأيٌ مخالفٌ بشأن الصبيّ الواعد محمود إذ رسمت لمستقبله خطّةً أخرى. يحدثُ أن يمرضَ فؤاد الأول، ملك مصر آنذاك، بمرض خطير. ثم يحدثُ أن يُشفى بمعجزة ما، أو بمصادفة ما. فيقرر، ذات لحظة كرم مباغتة، أن يدفعَ مصروفات التعليم لكل أطفال مصر هذا العام. ويعود الصبيّ محمود إلى مقعد المدرسة ليكمل تعليمه الذي
نحن نفهم بسرعة حين يقال لنا "موسيقى شرقية" دربكاتٍ وصخباً وارتجاجاتٍ وصياحاً بأصواتٍ عالية , طبعاً هذا تعميم فما من موسيقى شرقية حقاً بل موسيقات , وأحياناً لا تشبه بعضها إلا في ما هو نادر وضئيل , نحن بالأحرى نتحدث بهذا المفهوم عن "الموسيقى العربية ", عن بعضها أو على الأقل ما هو شائع منها , أو ماشاع منها في عصور انحطاط متتابعة ( ما تزال تتتابع ) أو لنقل أنها ما يُتداول على أنه كذلك : "موسيقى عربية" , لنذهب إذن إلى حيث أفترض أن الموسيقى " شرقية " , موسيقى من فارس ومن وسط آسيا ومن آسيا الصغرى وأرمينيا و هكذا مروراً بالهنود و الأفغان حتى كوريا والصين واليابان
ما يشغُفُني , وهذا رأي شخصي ّولا أحاول أن أعممه على أحد , موسيقى هذه البراري الشاسعة على تنوّع واختلاف هذه الموسيقى وتنوع واختلاف تلك البراري , هذه الموسيقى وتلك الأصوات
بين الغارة والغارة لا وقت لدينا للذكرى. فتاريخنا مفردات بصيغة الجمع، وجغرافيانا تستعصي على الإفراد: بيروت وقانا وغزة. والأزمنة أزمنة حرام: 1982، 2006، 2009...وأمريكا وراء الباب. بين الغارة والغارة يدور دولاب الدم على شاشات الفضائيات التي لم تعد تخشى أن تتهم باللاسامية، أو على تلك التي لم تحظ بلادها المضيفة،
زكي باشا هو اسم لمسجد قديم في حيّ (الإسماعيليّة) في مدينة حلب السوريّة، يعود إلى العهد العثمانيّ، وهو في الواقع مسجد مهمل من حيث بناؤه، وتجهيزاته، وعناية الأوقاف به، ممّا جعل المصلّين ينفضّون عنه إلى مساجد أخرى في تلك المنطقة، أكثر ترتيباً، ونظافة، وخدمات.بلغت درجة الإهمال في ذلك الجامع، في مرحلة ما، حدّ أنّ الأباريق الفخاريّة التي يستخدمها المصلّون للوضوء، مهشّمة، أو مكسورة، أو منقورة في أحسن الحالات، حتّى إنّ أفضلها، وأكثرها صحّة، لا يقف قائماً، بل مستنداً إلى آخر بجانبه! لكن ليس ذلك الإهمال هو بغيتي من توصيف الحالة، بل ما أريد قوله هو أنّ تلك الحالة ذهبت مثلاً في حلب، إذ يقول الحلبيّون بلهجتهم المحليّة:( متل إبرقة الزِكي، اللّي مو مكسور مرتكي)، أي كأباريق جامع الزكي (زكي باشا) إمّا مكسورة، وإمّا مرتكية، ومستندة إلى غيرها، ويُستدعى هذا المثل في حالة رأى الرائي مجموعة
جميلة الطفلة الغزّاوية التي نسيتْ قدميها على سطح الدارالذي كانت تلعب عليه، جميلة التي كانت تلعب فقط ،تلعب مع شقيقتهاوأولاد الجيران الذين تناثروا قطعا، شقيقتها التي نسيت كامل روحها هناك ،ابن عمها الصغير الذي نسي هو الآخر إحدى قدميه على السطح، قبل ان تلتهم أعضاءهم وأرواحهم طائرات الوحش الصهيوني.جميلة غزة تحلم بالمستقبل ،رغم أنها لا تشغل من سرير المشفى إلاّ القليل، لأنها ببساطة نسيت قدميها هناك ذات لعبة طفولية بريئة ، بينما الوحش الصهيوني الذي لا يحب لا الطفولة ولا الحياة ،كان ينظر اليها والى من معها من الاطفال بشكل حاقد كما اعتاد ان ينظر،فهو لن يرضى أن يسخر منه ومن آلته الحربية مجموعة صغيرة من الاطفال، في الوقت الذي ترتعد فيه فرائص الانظمة العربية، الخائنة منها بشكل مفضوح، والخائنة التي تتلبّس لبوس المقاومة الذي صار كبيرا عليها منذ زمن بعيد؟. جميلة وبقية أطفال غزّة الذين يلعبون بأرواهم قبل اقدامهم واياديهم،لم يفهموا
كنت أقلّب بالصدفة محطات التلفزيون، فوقعت على برنامج ثقافي يستضيف كاتبة كويتية، ومن الطبيعي أن أتابع البرنامج.كان الحديث قد بدأ من قبل بين الضيفة والمضيفة، ولكني وصلت في وقت تتعرض به السيدتان لظاهرة الأدب الإباحي، وإن لم تطلقا اللفظة ذاتها.كانت الأديبة مستاءة من كثرة وانتشار الكتابة النسوية الجنسية، وانتقدت بشدة ظاهرة الكاتبات السعوديات المرتكزات على الجنس في الكتابة، وراحت تتساءل بعنجهية وتعالٍ: «كما لو أن العالم العربي قد خلا من المشاكل، ولم يعد أمامنا من هم سوى الهم الجنسي!».استفزتني كلمات الأديبة، واستفزّني أكثر موقف المحطات التلفزيونية التي تأخذ جانب الكتابة «المنافقة»، ولا تسلط الضوء على هذه التجارب المهمة، والتي تؤكد سرعة انتشارها، وتداولها، أهمية العامل الجنسي، وأن العرب، وكل الشعوب، ما لم يحلوا