يقول الشيخُ الكفيف عبد الباري: "أنتمْ لا تستحقونَ أيَّ شيء! ربنا عماكم لسواد قلوبكم فسوَّد الدنيا أمامكم". ردّ عليه زميلُه المثقف، الكفيف أيضا، باستنكار: "الله! هو انت مش معانا برضو واللا ايه يا مولانا، يعني أعمى زينا برضو؟!" فهتف الشيخ: "لااااااااا! أنا مؤمن، والمؤمن مُصاب!" ليس هذا، وحسب، مقتطفا من حوار في مسرحية "وجهة نظر" الفاتنة، شأن كل أعمالهما المشتركة، محمد صبحي ولينين الرملي، (خسارة فادحة أن انفصلا!)، بل أن هذا القولَ وهذه الرؤية إن هي إلا ثقافةٌ ووعيٌ وطريقةُ نظر إلى العالم. ثقافةُ تفسير الأمر حسب الهوى واللحظة والمِزاج والمصلحة الشخصية. المسرحية، وإن دارت في الحقل المحدود لفاقدي البصر، إلا أنها تنسحب على شريحة ضخمة من مجتمعنا، من أسف. فاقدُ البصر، بالمعنى الأشمل، ليس من فقد عينيه، بل من فقد المقدرة على رؤية الحقّ والجمال، وإن اتسعت عيناه. فضلا عن المقدرة على إنتاجه، ثم المحافظة عليه. كل ما نحياه الآن من
لكل عصر صعاليكه، وصعاليك هذا العصر من الشعراء، مشردون دائمو الترحال، بحثا عن سكينة لا يجدونها، ثائرون على أوضاع وجدوا أنفسهم فيها، فيهم الفنانون والشعراء والكتّاب، وفيهم أيضا المدونون، وهم فئة جديدة من الصعاليك ظهرت قبل سنوات قليلة وأصبحت تشكل ظاهرة في حد ذاتها.
الشاعر المصري الشهير أحمد فؤاد نجم اختير في وقت سابق من قبل المجموعة العربية في «النداء العالمي من أجل مكافحة الفقر» ليكون سفيرا للفقراء في العالم إلى جانب الزعيم الإفريقي الكبير نيلسون مانديلا، وفور اختياره لذلك الدور قال أحمد فؤاد نجم بروحه الساخرة المرحة «سأشكّل حكومة عالمية للدفاع عن مصالح الفقراء، وستضمّ في عضويتها السيّد المسيح والإمام علي بن أبي طالب والصحابي أبي ذر الغفاري»، ويمثل أحمد فؤاد نجم نموذجا للشاعر المتمرد إلى درجة أن اعتبر أحد أحفاد الصعاليك بامتياز، وقد عرف
يبدو أن اليد الشجاعة للصحفي العراقي منتظر الزيدي، التي أطلقت الحذاء نحو رأس الرئيس الأمريكي جورج بوش، كانت تنقصها الخبرة في تصويب الأحذية باتجاه الزعماء والقادة, إذ انحرف الحذاء سنتمترات قليلة عن وجه الرئيس ما اضطر العراقي الجسور لـ (فصخ) الفردة الثانية من قدمه وتصويبها مجدداً نحو الهدف الأمريكي, وللأسف فقد خانه الحظ ثانية إذ انشقت الأرض عن يد المالكي التي أبعدت الحذاء في اللحظات الأخيرة.
"الكمال" مفردةٌ مذكرة بحكم المعجم. وحين نؤنثُها لتصيرَ "كمالة"، ثم نهبُ هذا الاسم لامرأة ما، فإننا حتما نوّدُ أن نسرّبَ رسالةً ما، تكرّسُ أن الجمالَ والعدالةَ والخيرَ والكمالَ هو أنثى بالضرورة، وهو مذهب "الأنثوية" الفلسفيّ الذي ينتصر لكلِّ القيم الإيجابية السابقة. هذا ما فعلته سهير المصادفة في روايتها الجديدة التي أراها تتمحور حول فكرة "تأنيث العالم"، حتى وإن توسّلت خيطا بوليسيا، وآخر سوسيو -سياسيا، حتى وإن جعلت من "كمالة" امرأةً هامشية ضبابية اختارت أن تحيا في عتمة ظلال كثيفة لم نقدر أن نلمحَ خلالها سوى جسدٍ نحيل وجديلة شَعر طويلة كثيفة. "كمالة" هي الشخصية المحورية في هذه الرواية، رغم هذا التهميش، وربما بسببه."ميس إيجبت"، أو Miss Egypt، ملكة جمال مصر. فتاةٌ يتمُّ اختيارُها وفق معاييرَ خاصة من حيث الجمال العقليّ ودرجة تطوّر الوعي ورقيّ الثقافة ومدى الاتساق النفسيّ والسلوكيّ، وفي الأخير الجمال
أخي عايدكان يجب أن نلتقي في رام الله، كما تواعدنا أكثر من مرة، هناك فيما تبقى من وطن، وفيما تبقى من ثورة وحلم، هناك حيث صحبة زياد خداش وماجد ابو غوش ومهيب ووضاح زقطان واحمد نجم وشيخ الكار حافظ وآثار حسين البرغوثي وخطاه، ومناكفات المتوكل طه وبقية الشلة القابضة على لجام الحلم، وعنان الأمل.هناك وعدتني أن ننام في أمان الله، وان نرى رام الله ونسهر على مقربة من بيت إيل حيث جنود يهوا المدججين بكراهية الحياة والبشر، نسهر رغم تعثر اوسلو وسوء الفساد الذي بلغ الزبى، نحلم بوطن قد يولد من رحم الكارثة. وكنت تأتينا إلى عمان محملا بكتب الأصدقاء ونتاجاتهم ومقالاتهم ومجلاتهم وتسرد لنا بأسلوبك العفوي كل قصصهم ونوادرهم ونكاتهم وأنتم تضحكون تحت القصف الهمجي لطيران العدو، أو عن خلافاتكم التي صارت ثقافة فلسطينية معروفة، او عن طموحاتكم وانقسامات العائدين والمقيمين، وعن زيارات المقيمين في الشتات مثل
هنا يقوم الشيخ البوطي بإعادة سرد الموقف الأشعري و الماتريدي المتفرع عنه من قضية القضاء و القدر , الذي جاء على النقيض من الموقف المعتزلي القائل بالقدر أي بخلق الإنسان لأفعاله الذي انشق عنه الأشعري و عاداه , القضية هنا كما في كل المحاججات التالية للمعتزلة و المناهضة لهم هي في كيفية صياغة الموقف الجبري من قضية القضاء و القدر في شكل يبرر واقع أن الإنسان عرضة للحساب و المساءلة الذي لا معنى له دون وجود مسؤولية ما لهذا الإنسان عن أعماله , هنا من المنطقي , ما دام الشيخ البوطي يتبنى الموقف الأشعري , أن يستخدم الشيخ موضوعة الكسب الأشعرية لإثبات هذه المسؤولية "القانونية" أمام محكمة الله..و سيحرص الشيخ البوطي أيضا على ذكر أن الأشعري و تلميذه الماتريدي ليسا إلا معبرين عن مدرسة أهل السنة و الجماعة , الذين انتقد كثير منهم بقايا الآثار المعتزلية في التصور الأشعري عن صفات الله و غيرها..و سيستخدم البوطي , كالخطاب الإسلامي السائد , أطروحة الحكمة الإلهية لتبرير الشر أو القبح في العالم و التخلص من نسبته إلى الله , الذي قاد للقول بثنوية النور – الظلمة مثلا أي ألوهية الخير و الشر على نفس الدرجة , وهي حكمة غامضة فوق إنسانية بقدر ما هي المعاناة الإنسانية الفعلية فوق إنسانية , فوق الطاقة الإنسانية , و بقدر ما تفتقر إلى أية
آمنَ فيثاغورس، الفيلسوفُ الإغريقيُّ وعالمُ الرياضيات، وتلامذةُ مدرسته الفيثاغوريون، أن ثمة موسيقا تنبعثُ من الشكل الكرويّ. وأن كلَّ كوكبٍ في مجموعتنا الشمسية، بما أنه كرويّ، يُصدرُ نغمةً وهو يدورُ حول الشمس. وفي دورانها معًا يتآلفُ النغمُ فيصنع لحنا أوركستراليًّا فردوسيًّا. لكنْ، في لوحة "موسيقا الأجسام الكرويّة": Music of Spheres، للهولنديّ "فان جوخ" لن نلمسَ هذا التناغم العذب، بل سنكاد نهرب من رنين الأصوات الصاخبة التي يترددُ صداها بين التلال والأشجار والوديان. هي إحدى اللوحات التي تصوّر قوى الطبيعة الغاشمة حين تقهرُ الإنسانَ الموغلَ في الضآلة والوهن.أكّد الفكرةَ نفسها في لوحة: "ليلةٌ تضيئُها النجوم"Starry Night التي حللها النقادُ على نحو كهنوتيّ بالغ العمق. السماءُ الغاضبةُ القاتمةُ بنجومها تحتلُّ الجزءَ الأفقيَّ العلويّ الأكبرَ من اللوحة، في مقابل المدينة التي تقبعُ بتواضع في الأسفل. وشجرةٌ سوداءُ عاليةٌ تحتلُّ رأسيا مقدمة اللوحة، في مقابل برج كنيسةٍ ضئيل في الخلفية. كأنه يقول إن كلَّ ما صنعته الطبيعةُ ضخمٌ
ماذا لو فعلاً أصيب العالم بداء " العمى " المؤقّت ؟ ستبدو هكذا الحياة عارية من أفعالنا ، بريئة من خرابنا ، تمارس صعلكتها وهي تسخر من تكنولوجيا البشر ، ماذا يمكنها أن تقدم أمام قدر كهذا ..؟ تقودنا التساؤلات إلى سينما الشام تحديداً في الصالة الثانية ، مساء الأربعاء الخامس من الشهر الجاري ، وللدّقة ضمن تظاهرة البرنامج الرسمي (O.P) ،على صعيد فعاليات مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر ، قدم المخرج البرازيلي (فيرناندو ميريليس) رائعة الكاتب البرتغالي (خوسيه ساراماجو) " العمى " ، هذا العمل الروائي الذي دعم صاحبه بلقب جائزة نوبل للآداب عام 1998 ، حيث عبقرية السرد تفرض جماليتها في الفلم نفسه وأكثر روعة في الرواية مع (ميريلس) الحاصل على أربع جوائز أوسكار عام 2004 عن فلمه (مدينةالله) الذي لاقة شهرة واسعة وعالمية عريضة كواحد من أهم الأسماء في الإخراج السينمائي. تدور أحداث الفلم ( الرواية ) عن داء فقد البصر " العمى " الذي يصيب مدينة
ماذا تحتوي مغارة علي بابا ؟!. سؤالي الأول وجوابي الأول: الكثير من الخميرة ذات الخطوط الحمر والبيض والمصاص ذي العود وعلكة بالون أنفخه وأنا منبطح على كتب الصف الأول أثبت فيه نظرية اتساع وانفجار الكون من مضغة, متناثرة مجراته على شفتي دون خوف هذا الألم- فلم أملك وقتها شاربين- الذي يعلو جارتنا العروس الجديدة عندما اقتحم خلوتها وأختي لحاجة أتعذر بها ثم أنساها تحت وابل التقريع, وقتها كنت في زمن فانوس علاء الدين أفركه فتتطاير الأمنيات منه كالحرائق الصغيرة التي أشعلها بالدفاتر في الفناء الخلفي للبيت. أما بعد عندما كبرت مساحة الخط الأسود وتحولت الكلمات اللطيفة التي تكتبها المعلمة إلى أرقام توزن بميزان الامتحان ظهر العقل فكان جوابي الثاني : تمتلئ بالكثير من المال والنساء والأسلحة"الأسلحة لقتل العصافير"والمال مال أبي كقيصر يعطيه بقدر ما يشاء وهذه "اليشاء " لكل منا تصريفها هو قد صرفها بأجزاء الليرة إلى أن تختفي من السوق تحت
من فضائل هذه السنة الثقافية أنها قدمت كل شيء هنا في المسرح , أعني كل شيء ممكن , على اختلافه وتفاوته , وهي إذ فعلت ذلك نفخت على الأوهام- وإن بلا قصد - فبددتها , أو أنها , هذه الأوهام , بددت نفسها بنفسها , أو أنها لوحدها هكذا انتفخت كالفقاعات حتى الإمتلاء ومن ثم...
في الندوة التي أقيمت لمناقشة عرض " المهاجران" عمر أميرالاي بدأ تعقيبه كمتفرج بأنه " دخيل" على المسرح , وكذلك فعل متكلمان بعده ,كنت أود التعقيب بأن لا أحد " دخيل" على المسرح , كما لا أحد دخيل على أي فن ربما , ولكن خاصة في المسرح الذي هو هكذا علاقةٌ وجهاً لوجه بين العمل و فنانيه وبين جمهور أتى ليراهم ويسمعهم , ولا معنى هنا لأن يُترك التأثر بالعمل والإنفعال بالعمل لـ "
الإختصاصيين"... أو كما هو بديهي : لكل إسهامه في قراءة العرض بالطريقة التي يراها , وأن له أن يقول في النهاية : أحببت و تأثرت ...