من المتفق عليه أن الفكر الغربي المعاصر, وضمناً الفكر السياسي, هو فكر عقلاني مادي, لا مكان فيه للغيبيات والماورائيات والروحانيات. ومن المعروف أن المعاجز ـ تعريفاً واصطلاحاً ـ هي أفعال إلهية ربانية سماوية, خارقة للقوانين الطبيعية, وخارجة عن حدود الطاقات البشرية والإمكانيات الإنسانية, وهي بالمقصد الديني ـ الشامل لكل الأديان والمذاهب ـ تجري على يد الأنبياء والرسل والأئمة والأوصياء تأييداً لدعواتهم أو تثبيتاً لأنصارهم أو انتقاماً من أعدائهم.من هنا يستغرب المرء تمام الاستغراب ما يكاد يجمع عليه مفكرو الغرب بكافة اتجاهاتهم الفكرية عندما يتحدثون عما اصطلحوا على تسميتها "بالمعجزة اليونانية أو الإغريقية". ويقصدون بها الحضارة اليونانية القديمة التي ـ بزعمهم ـ نشأت
يليه الجزء الثاني من المادة"أنا مريض"، يقولُ لصديقه. فيردُّ الصديقُ: "لا، شفاكَ الله!". أما لو كان عدوا فربما يجيب: "لا شفاكَ الله!" الردُّ الأول مُحبٌّ عطوف يليق بصديق. (لا،) تفيدُ الاستنكار. فالصديقُ يستنكرُ مرضَ صاحبه، وبعدها يدعو له بالشفاء. الردُّ الثاني، عكس ذلك، كارهٌ قاس. فهو يدعو الله بألا يشفي ذلك المريض: لا شفاكَ الله!الفرقُ بين الردّين مجردُ فصلةٍ صغيرة (،) غيابُها غيّر المعنى من الضدّ إلى الضد. إذ أوجبت هذه الفصلةُ، بعد لفظة (لا،) الاستنكارية، برهةَ صمتٍ أعقبها دعاءٌ بالشفاء. بينما (لا) في الجملة الثانية، نافية. تنفي الرغبةَ في شفاء المريض. هكذا حوّلت الفصلةُ المعنى للنقيض. كذا إذا قال أحدهم: "أظنُّ أنكَ لا تحب الأوبرا." فيرد الآخر: "لا، أحبها!"، لأنه يحب الأوبرا، أما لو قال: "لا أحبها." فالعكس. الفصلة، النقطة، النقطتان، الشرطة الاعتراضية ... هي علامات الترقيم، أحد أساسيات بناء الجملة. ونحن الكتّاب العرب، من أسف، لا نعتدُّ بها كثيرا. على نقيض الغرب الذي يوليها اهتماما أقصى، كونها
يتلخص جوهر الأزمة المالية العالمية الحالية بتخلي الأنظمة الرأسمالية الليبرالية عن قواعدها الأساسية المتمثلة بحرية السوق وقدسية رأس المال وتحريم تدخل الدولة, والعودة بالتالي إلى القواعد القديمة التي لطالما وصفت بالمهترئة والخشبية من قبل دعاة الليبرالية وعتاة الرأسمالية, والتي تقضي بحتمية تدخل الدولة إشرافاً ومراقبة ومعالجة وإصلاحاً وإنقاذاً, كما بات واضحاً للجميع.سنلتقط مما سبق فكرة "العودة إلى القواعد القديمة" ونحاول تطبيقها على مجمل التجليات الإبداعية للحداثة ولما بعد الحداثة التي واكبت ورافقت مرحلة الرأسمالية والليبرالية والنيوليبرالية, دون أن ننسى طبعاً العولمة أم الجميع!.لنبدأ بالشعر الحديث الذي حاول بكافة أشكاله وأنواعه وطرق كتابته وطباعته ووسائل نشره وتلاوته أن يقطع تماماً مع القواعد القديمة للشعر ويحرم العمل بها
رغم عدم حبي وعدم إعجابي بالسياسة الأمريكية ، وخاصة ً في هذا العهد الثقيل الظل لدبليو بوش -الذي سيذهب مع الريح قريبا ً - ورغم قناعتي أن لا عهد سيكون جيدا ً بالنسبة لنا نحن العرب ، فإنني أجد نفسي مرتاحا ً لما يحدث من تحولات أمريكية هذه الأيام .
انتخابات الأمريكيين - رغم التناقضات العميقة بينهم – فرصة للمقالب والفضائح ، وفرصة لنشر الغسيل - النظيف منه والوسخ - وآخر المقالب كان ذاك الذي ، بلعته بصمت ، المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس الأمريكي سارة بالين.
فقد أوقع بها أحد المذيعين الكنديين ، وتحدث معها هاتفيا ً على أنه (الرئيس الفرنسي ساركوزي ) .وكم كانت سعيدة ً قبل أن يخيب أملها ، وتكتشف أنها كانت ضحية . وليس هنا فقط ، بل إن أحد الخبثاء أنتج فلما إباحيا ً عن سيدة في( ألاسكا ) تتعاطى الدعارة ، كترويج ٍ سياحي ٍ لبلدها ، وهي كاملة الشبه بالمرشحة الجمهورية .
قد يكون هذا العنوان صادماً.استفزازياً.غير أنه ،وللأسف،العنوان الأنسب للحركة المسرحية،الآنوهنا،بشكل خاص،التي لا ينطلق موقفها العدائي من الكلمة وصاحبها من دعوة الناقد الفرنسي انتونين أرتو إلى إسقاط الكلمة الأدبية في المسرح ،المترهلة والمنمقة ،والطاغية أيضاً،أو دعوة ميرخولد الذي حلم بمسرح تكون الكلمة فيه وشي على أخاديد الحركة،لأن الدراما على خشبة المسرح فعل وصراع وليست مناقشة وبلاغة،فمن الملاحظ في العقدين الفائتين خاصة تمادي الكثير من الانقلابين المسرحيين :من مخرجين وغير مخرجين،في مناصبة العداء للمؤلف،بقائمة من الحجج التي تدينه بجرائم التخلف والاستبداد والبشاعة والترهل والثرثرة...وإلخ إلخ،هذا العداء المشخصن والكيدي بدأ يأخذ في الآونة الأخيرة شكلاً خطيراً تمثل في نفي الكاتب بعيداً عن مملكة المسرح والحجر عليه و السطو على نصه وضمه إلى ممتلكاتهم الفنية،فأصبح والحال هذه،من حق سيد المسرح الجديد التصرف بحرية تامة بما صار إليه من ممتلكات السيد المخلوع،فراح
ضمن مبنى مطار دمشق الدولي و مطار لارنكا القبرصي ثمّة مسافات من اشتياق ولهفة ، واستحضار صارخ لذاكرةٍ تسمّى الطفولة،هنا على هذا الكرسي في صالة الانتظار أراقب المؤشر الالكتروني للرحلات القادمة أبحث عن طائرة أخي الذي هاجرنا وأنا في الثانية عشرة والآن أستقبله وأنا في الثانية والعشرين ،يا لهذا المكان هل يعرفني رغم العشر سنوات الماضية أنا الطفل الصغير الذي حمل أصغر الحقائب، حقيبة واحدة مكللة بالحزن تصرخ سأشتاق إليك يا أخي .. لا تدع البحر يبتلع حنينك ..سأكتب لك كل يوم عن شقاواتي التي تحب أعدك واللهِ.!يا ترى هل حجم الدموع التي غصت بعيني عند الرحيل هي نفسها التي ستنفجر بعد قليل ؟ تغير كل شيء منذ سفرك ، المطار الذي كان أخر مودعيك من الوطن تغير شكله ، أصبحت النساء فيه أكثر وأجمل ، وإنارته تطورت جداً ولكنه أبرد من الاسكيمو في الشتاء وأسخن من جنهم بالصيف !! مكاتب التكاسي موضة انتشرت بكثافة لدرجة أنها أكثر من مكاتب موظفي المطار تصور! ، من أين ابدأ ..قلبي تغير الآن ضرباته غير اعتيادية تنتظر هذا
ثلاثية الشاعر والنص والمتلقي التي حكمت التصورات النقدية إلى الآن , عملت على تقسيم الأدب وأضعافه ,فإن التركيز على ضلع من هذه الأضلاع أوقع الضلعين الباقيين في الظل, مما أدى إلى انعكاس العلاقة بين الأدب والنقد, فبدلا من أن يكون الأدب سابقا على النقد والنقد نتيجة ومحرك له فيما بعد استلم النقد ريادة توجيه العلاقة؛ فأصبح الأدب يكتب تحت سلطة القواعد التي استنبطها منه النقد وهذا ما خبرناه في قصيدة البيت التي حكمت النتاج الشعري العربي قرونا طويلة وما شهده التاريخ من محاولة لكسر جمود هذه القواعد, بدء ا من بشار بن برد مرورا بأبي تمام وأبي النواس وصولا للنفّري لم يأت ثماره فعلا فالفسحة التي أوجدها هؤلاء أعيد إغلاقها علي يد اللاحقين وتلاهم من تنطع لوصل النتاج العربي القديم بالعصر الحالي سواء عن طريق النسج على منوال الأقدمين أو محاولة تطعيم هذا النمط بآليات الحداثة وما تعنيه من معايشة اللحظة لم تنفع في تحرير الشعر من ربقة الماضي وإن كان مجيدا,
عندما استدرتُ لابتسمَ له، وجدتُ أنه يشبه صديقي "هلال" بعمقٍ لا يتعدى فحشَ اللحظة الآنية.
ربما
بل هو الشوق..
ربطتُ رأسي بمنديلٍ أزرقٍ لا يضاهي طوق الياسمين الذي كنتُ أصنعهُ لجدتي الطيبة لتضعه على رأسي برفقٍ..
كان يتساقط ُ الياسمين كأنه يصعدُ، يضيءُ فوق بلاط الحديقة، يفرشُ مقعداً لأصابع أطفال العائلة كلهم. أليس َ هو حديث الروح؟
لم أشأ يوما ً أن أقطفهُ طفلا ً..كانت أغصانه عشاً ناعماً لرائحتهِ الحنون.
-هل لي بياسمين الحديقةِ يا جدّي؟
امرأةٌ على بيسيكليت، تقبضُ على مِقْوَدها بيمناها، وباليسرى ترفع مظلةً فوق رأسها، وفي السلةِ حقيبةُ يدها. هذا مشهدٌ مألوفٌ في أنحاء أوربا. ويسألني معتز الدمرداش في برنامج "90 دقيقة": "يعني المرأة في مصر بيتحرشوا بيها وهي ماشية على رجليها، برأيك لو ركبت عَجَلة حيحصلها إيه؟" كنتُ تأخرت عن برنامج الهواء نصف ساعة بسبب الزحام، فبادرني سائلا: "برأيك ما حل أزمة المرور بمصر؟" ولما أجبته أن الحل هو العَجَل أسوةً بالصين وأوربا، فاجأني بالسؤال السابق. وإجاباتي أن كل سلوك إنسانيّ هو ثقافة تراكمية. الإيجابيّ منه والسلبيّ.
دعيت من قبل جامعة بيت لحم الى المؤتمر الدولي المتعلق بالأديان، وأساسه هو العلاقات الإسلامية–المسيحية ونظرة إخواننا المسلمون إلى إخوانهم المسيحيين والعكس صحيح أيضا، وقد تناول المؤتمر والذي عقد لمدة ثلاثة أيام متواصلة، الكثير من القضايا المتعلقة بعلاقة المسلمين بإخوانهم المسيحيين، في الدول العربية بشكل عام، وبشكل خاص في المجتمع الفلسطيني.
ما أثار انتباهي في المؤتمر كثيرا، أن جل المتحدثين، تناولوا العلاقات الإسلامية-المسيحية بعمق وبكل تركيز وتمحيص، ولم يتركوا واردة أو شاردة، إلا وحاولوا التطرق إليها، كأثر مناهج التربية والتعليم والإعلام بشكل عام في التأثير على هذه العلاقات وبعض الألفاظ والكلمات المتداولة في المجتمع الفلسطيني بخاصة، التي مجرد لفظها من قبل الأخوة المسلمون يثير الكثير من إخواننا المسيحيين.