وحين يفر الحرف هاربا حيث المكان غير معلوم ، وحين تعيد ترتيب أوراقك وتشرع في تدخين تبغك علك تحلب من ثدي المحاولة سطرا يئن بالفراغ وليس من نقاط تصنفه ، حين يصاب قلمك بالتعثر وتصبع القضايا المهمة محض تفاهة ورؤى الحلم بلا معنى - تكون أشبه بشيء مذعور ، متكورا في فراغ وحشتك، وتصبح التفاصيل البسيطة أجل ما لديك ، ترتيب زجاجا ت الشامبو، غلق خزانة الملابس بشكل محكم ، دعك مفاتيح البوتاجاز مثلا- تفتش في هاتفك عن أرقام طالما هربت من الرد عليها
الكذب صفة أصيلة عند الرؤساء والزعماء. تحوّل عند البعض إلى وسواس قهري.
شاءت الصّدف أن ألتقي بالكثيرين من المصابين بمتلازمة الانفصال عن الواقع.
تخرجوا من مدرسة الأب القائد، ويجدون في الكلام الذي لا يحمل معنى وسيلة للتّفوق، وربما يتفوق الجنس الآخر" الذكور" به
لو صنّفنا ترتيب الكذب، لنال رؤساء الدول العربية علامة واحدة واضطررنا لإعادة الامتحان.
إذا كان لدى الزعيم أو الرئيس كرسي يرغب في الحفاظ عليه. قد يكون معذوراً أمام نفسه لكن:
عيناك رمادٌ لهذا الخشب المتأوّه بين شفتي النار !
وتنهض من البئر الخرساء وروحكَ شعاع أخضر .. كاللهبِ الصارخ في العشب !
وخطاك خطى الليل ... هدوءٌ يعوي في كل مكان .. تشعلُ قلبكَ وتمضي في العتمةِ تبحث عن جثّتكَ المرمية هناك ...!
في كل مكان جثّتكَ .. جثّة أمكَ .. أخيكَ .. ابنك !
في كل مكان ... تلتفتُ بقلبكَ إلى دغلٍ تضيءُ عيونٌ واسعة فيه ِ ...!
قلبكَ أعمى الآن ...
هدوءٌ يعوي ... ونعيبٌ فوق الأشجار وأنتَ طريدة !
لم تدرِ .. أنكَ أنتَ طريدةُ نفسكَ !
وللشر فنون سهلة ومغرية جدا كلها تتمركز حول طاعة وحماية أله قواد للفوز بنساء الجنة الشبقات وليس أخر وليس أخر وليس آخر ، فيكفي أن تكون ملغيا ، ميتا كي تصبح شيئا يفوق الحماقة ،متدحرجا وراء الانسياق لهوة الأسفل الحالك، بينما تجاهر فخورا باسم إلهك الوغد ، المسمم بتعاليم البطش ونصوص السفك والحرق والانتهاك لكل من يخالف معتقدك ويغاير شريعة وضاعة معتقدك الرصين ، يكفي أن تبيع ، والبيع سهل لمن لا يعرف قدر الشرف ورفعة الجمال وهبة الحياة وقيمة الوطن ، الخيانة أيضا ثمنها لذيذ فالعائد ليس المال فحسب لكنه الهوس بفتوحات سائر فروج النساء المجاهدات
في غفلة مني رأيت شيئاً ما يركض بسرعة الضوء.
لوّح لي من بعيد:
لو اتفتِّ يميناً أو يساراً لرأيتِ أنّني أحمي جانبيك.
الحبّ لا يحمي الهائمين على وجوههم في غابة.
هرب الحبّ منّي، نظرت إليه وهو يغادر، لم أهتمّ له. كان عليه أن يخبرني بوجوده.
شعرت بدفء يسري في قلبي المرتجف.
لفّني الصّقيع بود،
انبعثت رائحة الأرض.
جرحى عطشى ...ولا يقرأ الماء سوى الظمأ ..!
موتى يفتحون النوافذ العمياء :
ـ صوتُ مطر ٍ ضلّ الطريق ...؟
أم ضجيجُ سيارات ٍ مُـتخمة بعاهرات ٍ محلية ؟
أم ... نحيبُ ثواكل ؟!
أم طاغية ٌ يغسلُ شرفه ووجهه في المرايا ،
آثامَـه ُ وطمثَ مومس ٍ قبّل حذاءها منذ ُ قليلين !!.
الثورة في الخارج ... وقصرهُ بدون ِ شبابيك ..!!
حجرٌ في صدره
حتى الأرصفة هذا الصباح وكل مطلع صبر لم تخلو من افتراش الخبز المجاور لروث الحمير ، المحنكات يفترشن آخر إصدارت الصحف لمحو آثار الروث والطين عن بقايا حلم والكثير من الضحك الخالي من الفرح ..!
............
*وتظل آفة هذه الأمة الكذب ثم الكذب ثم الكذب
وما الدين غير وهم ساتر لتجعل من أمة مطعونة بالدونية أفاعي تصلي ..!
بحث عن مكنسة سحرية تجمع الهباب من الريّح وترميه على أهداب ذلك العاشق المجنون في الرّوايات التي يكتبها أبطال من المريخ لا علاقة لهم بالأفكار البشريّة، يتحدّثون عن بطولاتهم الثّورية، التي تشبه بطولات قاذف البراميل، وراجم النّساء.
لا تقولوا خذلنا العالم، أو العرب. العالم لم يراكم ،وتلك الخيام تشهد على خسّتكم. إذا لم تكونوا أنتم مع أنفسكم لا تطلبوا من العالم شيئاّ، و
عبر الرجل الأخير وانتهت رحلة الحبّ كما كان يجب أن تنتهي... كلانا كان يعرف ذلك، ويتوقّعه، وينتظره... ولكان الواحد منّا فوجئ لو حصل عكس ذلك... هم لمع يكن ليعبر لو لم أقفل الأبواب والشبابيك في وجهه، ولو لم أتحدّاه وأستفزّه وأعرّضه لاختبار بعد آخر، وأنا أعي جيّدًا كيف لا يطيق أن تسدّ السبل أمامه، وكيف لا يحتمل تحديًّا أو مشاكسة أو استفزازًا أو اختبارًا... كان عليّ أن أفعل ذلك، ليعبر وهو مطمئنّ إلى أنّه لم يرتكب خطأ، وأنّني أنا من خالفت قواعد اللعبة... لعبة؟
أنتَ الآن تمشي .. في الغرفة !
ضريراً تدور حول نفسكَ !... تشتاق أن ترى ظلكَ
ضوءَ نافذةٍ خافت، وهااااااااااا أنتَ..
عاجزٌ عن السير في رقعةٍ لا يتيه فيها ( حيوانٌ أليف ) !
وها ... أنتَ أليفٌ ومألوفٌ لهذه اللعبة !
وفريسة ..
ومفترس أيضاً لنفسكَ ...!
فامضِ .. رافعاً ساعديكَ أمامكَ .. وتهجّى روحكَ
قبلَ طريقكَ القصيرة...
من الحُلمِ أيضاً يكونُ الحِلمُ .. والحِلمُ لديكَ نافد !